السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ فترة سنة أصبحت لا أعرف التعامل مع الناس في الشارع, سواء عند الذهاب إلى المطعم, أو البقالة, أو الجلوس مع مجموعة من 3 أو 4 أشخاص, بحيث إني لا أمضي معهم أكثر من ساعة, وأتهرب بداعي أني مشغول مع الأهل, ولا أعرف أن أتعامل مع الغرباء, ولا حتى أساتذة الكلية وطلابها.
أرجو الرد ولكم الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ faris حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
يبدو أن ما ذكرته هو حالة من الرهاب, أو الخوف الاجتماعي, حيث يرتبك الإنسان من لقاء الناس والاجتماع بهم في بعض الظروف الاجتماعية، حيث تجد صعوبة في الحديث مع الناس, وخاصة الغرباء، مع ما يرافق هذا الخوف من الارتباك والأعراض الجسدية, كالقلق, والتنميل, وضعف التركيز في فهم ما يقال لك، وبالتالي عدم الرغبة في الخروج من البيت، أو كما يحصل معك من اختصار هذا اللقاء بالناس والعودة السريعة للبيت.
وبسبب كل هذا فأنت لا تشعر بالثقة الكبيرة في نفسك، مما يجعلك لا ترتاح للاجتماع والتعامل مع الآخرين، وحتى أفراد أسرتك, وربما تهرب من الكل ببعض الحجج التي تقدمها للآخرين، ونتيجة ضعف الثقة بالنفس هذه، فأنت تشكك في كثير مما تعمل, ومنها الكلمات التي تقولها للناس؛ فما العمل الآن؟
إن تجنب لقاء الناس وعدم الخروج من البيت، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك العودة للقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم، وستجد من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجد مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير من السابق.
وهكذا فالعلاج الفعال لهذه الحال هو العلاج السلوكي, من خلال اقتحام هذه اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعر به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة.
حماك الله من كل سوء، ويسر لك أمورك.