أعاني من الوسواس القهري، فهل هنالك علاجا آخر غير البروزاك؟

0 461

السؤال

السلام عليكم..

أنا مريضة بالوسواس القهري، والوسواس يسبب لي مشكلة كبيرة في حياتي، فالأفكار القهرية، والوساوس التي لا تهدأ، وقلقي الدائم من كل شيء، والشكوك في كل شيء من حولي يتعبني كثيرا.

ودائما ما تأتيني أفكار وهمية، وخيالية، مثلا: أفكار، ووساوس بأنني عملت شيئا لم أقم بعمله أساسا، أو أنني قلت شيئا لم أقله.

وشكوك مبالغ فيها، مثلا: عندما أسجل الخروج من الإيميل، وأغلق الصفحة، أعود مرة، أو مرتين للتأكد من أنني قمت بتسجيل الخروج منه، ودائما ما أشعر بالخوف والقلق من أي عمل أقوم به بأنه لم يتم بالشكل الصحيح، مثلا: أقوم بإعادة الصلاة أكثر من مرة.

الوسواس القهري غير من شخصيتي، وأضعفها، وقلل من ثقتي بنفسي، وأصبحت أفضل العزلة، والبقاء وحيدة، بعيدا عن الناس، وأثر كثيرا على دراستي، فقد أصبحت أفشل في امتحاناتي، ولا أستطيع الدراسة أبدا، ولا أستطيع الحفظ، وأنسى بسرعة، وتركيزي منخفض، واستيعابي بطيء جدا، والوساوس تسيطر على عقلي وتفكيري معظم الوقت، لذلك لا أستطيع التركيز والتفكير جيدا.

فما هو الدواء المناسب لعلاج حالتي (غير البروزاك )؟ وما هي الجرعة المناسبة؟

أرجو أن تساعدوني، فقد تعبت كثيرا، وأريد أن أتخلص من هذه المشكلة.

وشكرا لكم

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت قمت بإعطاء تفصيل، وسرد أمثلة واضحة جدا للوساوس القهرية، وهذا أعجبني كثيرا في رسالتك، مما جعلني أكون مطمئنا أن تشخيصك بالفعل هو وجود وسواس قهري، حيث أنه من الواضح بأن لديك اجترارات فكرية، ولديك أفعال وسواسية، ولديك تردد، وهذا من صميم الوساوس، فإذن الحالة هي وسواس قهري.

والوسواس القهري قد يؤدي إلى القلق، وهو في حد ذاته نوع من القلق والوسواس القهري، وهو فعلا يزعج صاحبه، ويؤدي إلى عسر في المزاج، ويؤدي إلى افتقاد الرغبة في عمل الأشياء، وهذا كما تفضلت: قد ينعكس سلبا على الأداء الأكاديمي، والدراسي، وأنشطة الحياة الأخرى.

أتفق معك أن هذا النوع من الوساوس المتعدد الجوانب يجب أن يعالج بصورة فعالة جدا من خلال تناول الأدوية المضادة للوساوس، والجرعة المطلوبة في مثل هذه الحالات، هي جرعة مقدرة، ولا داعي للجرعة القصوى من البروزاك، والتي هي أربعة كبسولات يوميا، ولكن الجرعة المطلوبة في حالتك تتأرجح ما بين كبسولتين إلى ثلاثة في اليوم، فابدئي بتناول هذا الدواء الفعال والسليم، بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، وهذه جرعة البداية بعد الأكل، استمري على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعليها كبسولتين في اليوم، واستمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها أربعة كبسولات في اليوم، حيث تتناولين كبسولة في الصباح، وكبسولتين ليلا، وهذه هي الجرعة العلاجية.

ونحن مطمئنين تماما للدواء، لأنه سليم، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، فعلى بركة الله تعالى الالتزام بهذه الجرعة، واستمري عليها لمدة أربعة أشهر، وهذه ليس مدة طويلة، هذه الوساوس لابد أن تقتلع، ولا يمكن اقتلاعها إلا من خلال مثل هذه الجرعات، وبعد انقضاء هذه المدة، خفضي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، استمري عليها مدة ستة أشهر، ثم اجعليها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا بالنسبة للعلاج الدوائي.

والبروزاك يسمى علميا فلوكستين، ويمكن أن تجديه في فلسطين المحتلة تحت أي مسمى تجاري، فلا تكلفي نفسك وتبحثي عن البروزاك الأصلي، كل المستحضرات الموجودة الآن نعتبرها جيدة ومفيدة.

أسأل الله تعالى أن ينفعك بهذا الدواء، والمهم جدا هو الالتزام بالجرعة، ومدة العلاج، وبعد أن تحسين بالتحسن، أرجو أن تكثفي من المجهود السلوكي، وأقصد بذلك دفع الوساوس، تحقيرها، ورفضها، وإعانتها، وإزالتها، والقيام بما هو ضدها، حيث يبدأ الخاطر في الارتياح، وتخف حدة هذه الوساوس، ويتحسن المزاج، أرجو أن تجتهدي في دراستك، وأن تكوني نشطة، وتقودي حياة فعالة تفيدك وتفيد أهلك والآخرين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات