زوجي مريض بالفصام العقلي، فما نصيحتكم لي؟

0 538

السؤال

السلام عليكم.

متزوجة منذ عشرة أشهر، وأنجبت طفلة، ولاحظت على زوجي تصرفات غير منطقية منذ أول أشهر الزواج، مع مرور الوقت اكتشفت أن زوجي مريض بالفصام العقلي، ولم يخبرني أهله بالمرض، زادت الحالة سوءا وترك عمله، وبدأ يختلق القصص ويعيش الأوهام، وتطور الأمر فصار يشك بي، ويضربني ويهينني.

توجهت لأهله لحل المشكلة، وأنكروا المرض، وتقاعسوا عن علاج ابنهم، بماذا تنصحونني؟ أنا في حالة صعبة، وحياتي غير عادية، أقوم بالصرف على المنزل، وتحمل المسؤولية، وإهانة أكثر من اللازم، مع العلم أن هذا الشخص لا ينجب أطفالا أصحاء عقليا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنا أحترم كل كلمة وردت في رسالتك، وفي ذات الوقت أحترم الخصوصية الخاصة بك وبزوجك الكريم، ما ذكرته في الرسالة حول زوجك هو أمر هام وضروري.

في مثل هذه الحالة دائما أنا أرشد وأوجه إلى أن الزوجة يجب أن تتحلى بالصبر، لأن هذا الزواج أصبح واقعا، وحاولي قدر المستطاع ألا تنقصي زوجك حقوقه أبدا، ومن خلال الملاطفة وحسن المعاملة وحسن المعاشرة، يمكنك أن تقنعيه للذهاب لتلقي العلاج، هذه وسيلة جيدة وطيبة، والتنافر لا فائدة فيه.

أستطيع أن أقول لك إن الفصام - خاصة الفصام الاضطهادي – يستجيب للعلاج بصورة ممتازة جدا، وبالنسبة لزوجك وكذلك أهله: بالطبع قد لا يحبذون في هذه المرحلة أن يطلق عليه بأنه مريض، أو شيء من هذا القبيل، لكن بحسن التواصل معهم، أعتقد أنك تستطيعين أن تفلحي، وأن تنجحي في إقناعه، وكذلك إقناع أهله بضرورة العلاج.

كوني -كما ذكرت لك- حكيمة ومستبصرة في تخاطبك وحواراتك مع أهله، لا تقللي من شأنه، لا تنقصيه أبدا، على العكس تماما، قولي لهم: (أنا أرضى به كزوج، ويهمني جدا صحته، ويهمني أن نعيش سعداء، وأنا لا أحاسبكم ولا أعاتبكم على أنكم لم تذكروا لي مقدما أنه كان صاحب علة وكان يتعالج) هذا من وجهة نظري هو الأسلوب الجيد والأسلوب الأفضل، والذي أنصح به، لكن في نهاية الأمر بالطبع لك مطلق الحرية أن تتخذي ما ترينه مناسبا، ويمكن أن تسترشدي استرشادا مباشرا بمختص في الشؤون الأسرية والزوجية، إذا كان مثل هذا المختص موجودا في المنطقة التي تعيشين فيها، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: في موضوع التأثير على الأطفال، وإن كانوا سوف يكونون غير طبيعيين، وأن المرض قد ينتقل إليهم؟ نحن لا ننكر أبدا التأثير الجيني والوراثي، لكن هذا التأثير ضعيف، وأستطيع أن أقول إنه ضعيف جدا، الأطفال إذا هيأت لهم أسس تربوية جيدة، هذه - إن شاء الله تعالى – تحمي من هذا المرض، ولا نستطيع أن نقول إنه يوجد نقل جيني مباشر، هنالك نقل استعداد للمرض قد يصيب أقلية من الأطفال، وهذا أرجو أن يكون واضحا بالنسبة لك.

بالطبع أزعجني أن زوجك اعتدى عليك بالضرب، وهذا ربما يكون ناشئا من المرض، وهذا في حد ذاته دعوى قوية لأن يتم علاجه، وعلاجه قطعا -بإذن الله تعالى- ستكون نتائجه رائعة جدا، لأن هذا النوع من المرض – إن وجد – يستجيب استجابة ممتازة جدا للعلاج.

أرجو أيضا أن تستشيري أهلك حول هذا الموضوع، وهذا يتم في نطاق فيه شيء من الاحترام والتقدير والسرية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله العافية لزوجك وللجميع، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات