الرهاب الاجتماعي والأدوية الجيدة لعلاجه

0 465

السؤال

السلام عليكم.

دكتورنا الفاضل: أنا شاب عمري 25 سنة, أعاني من عدة مشاكل أولها الرهاب الاجتماعي, فأنا لا أتواصل مع أصدقائي, ولا أذهب للأماكن العامة, ولا إلى المناسبات الاجتماعية, ولا أتواصل مع أحد إلا نادرا, حتى مقتنياتي الشخصية لا أذهب لشرائها؛ لأنها في مكان عام, إذا دعيت لمقابلة شخصية لوظيفة ما لا أذهب بسبب خوف لا أعلمه, وحياء شديد جدا, لدرجة أن أفراد عائلتي أخجل منهم في بعض المواقف العادية.

أداوم على أذكار الصباح والمساء, أقرأ القرآن, وأمارس الرياضة, ولكن لا زالت المشكلة تؤرقني جدا, خسرت أشياء كثيرة جدا بسببها, وأيضا منذ 8 سنوات وأنا في المنزل لا أعمل مع توفر فرص عمل, لكنه الرهاب وما أدراك ما الرهاب!!

كل ما ذكر أعلاه ذهب مني مدة سنتين, وذلك بإدماني على (الكبتاجون)
بكل صراحة عادت الصداقات القديمة فتحسنت حالتي المزاجية, أتحدث مع من أعرف, ومن لا أعرف, وأضحك مع الجميع, وأقضي مستلزماتي لو كان المكان يعج بالملايين, أصبحت أذهب للمناسبات العائلية, وأتواصل مع الأرحام, أصبحت لا أخشى مقابلة أحد, كل هذا وأنا تحت تأثير الكبتاجون.

تركته خوفا من الله, وخوفا على صحتي, وكان لمواظبتي على الصلاة والصيام دور في ذلك, ولكن عدت لسابق عهدي, وعاد لي الرهاب فما الحل؟

هل توجد أدوية بنفس تأثير الكبتاجون النفسي بلا أضرار؟ فلا أستطيع الذهاب للعيادات النفسية لأنهم سيكثرون من طلب الزيارات, وحالتي المادية لا تسمح لي بجلسات كثيرة وغيره, فهل من حل؟

الأمر الآخر: أعاني من وساوس, وقلق, واكتئاب, لا أعلم سببه, ولكن طوال الوقت وأنا أفكر, لا أستطيع الجلوس في مكان معين, بدأت بقضم أضافري لأول مرة في حياتي, وأيضا عض الشفاه من الداخل, وفي حال استلقيت للنوم أقوم لا إراديا بشد عضلات ساقي طوال الوقت, ربما لساعتين أو أكثر حتى أغفو,
أنام نوما غير عميق, وأستيقظ مئات المرات, مع أنني أمارس الرياضة وأبذل الجهد, ولكن بلا فائدة, وأصبح الصيام صعبا علي, فأنا لا أنام, والنهار طويل, والحر شديد, أعاننا الله على ذلك، أريد علاجا فعالا للنوم على الأقل في الشهر الكريم, وأشكر لكم إتاحة الفرصة لي.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ متقلب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فبالفعل أنت تعاني من حالة قلق، ودرجة بسيطة من الاكتئاب، ولديك بالطبع رهاب اجتماعي ظرفي، ومن الواضح جدا أنك استسلمت بعض الشيء لهذا الخوف الاجتماعي، ولجوؤك لتعاطي الكبتاجون –هذا المخدر الخطير والإدماني– من أجل التخلص من الخوف والرهبة لا شك أنك بالفعل عالجت مشكلة بمشكلة أكبر منها، لكنك الحمد لله تعالى الآن قد أدركت الطريق الصحيح، وقد أقلعت من تناول هذه المادة الخبيثة (الكبتاجون).

يمكنك أن تعالج نفسك بصورة فعالة جدا: أولا يجب أن تثق في مقدراتك، أنت شاب عمرك خمسة وعشرون سنة، لديك طاقات جسدية ونفسية كبيرة جدا, لا بد أن تستفيد منها.

ثانيا: لماذا ترهب الناس؟ هم ليسوا بأفضل منك أبدا، الناس موجودون في كل مكان، يغدون ويروحون، ويأتون ويذهبون، اجعل لنفسك برنامجا تنفذ من خلاله مهمة واحدة أثناء اليوم, تخرج مرة واحدة مثلا، صل أحد الفروض في المسجد على الأقل، وفي اليوم الثاني أضف إلى ذلك مهمة أخرى –وهكذا– ومن خلال التدرج البطيء تستطيع أن تواجه موضوع الخوف الاجتماعي والرهبة, وتذهب عنك تماما.

ثالثا: هنالك أنشطة جماعية واجتماعية مفيدة: ممارسة الرياضة مع مجموعة من الأصدقاء، هذا شيء جميل جدا ورائع، واستفاد منه الكثير من الناس لعلاج خوفهم ورهابهم، وفي ذات الوقت لتقوية أجسادهم ونفوسهم وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، فلماذا لا تكون من هؤلاء؟

حضور حلقات التلاوة، مشاركة الأهل في مناسباتهم، أن تأخذ مبادرات في داخل الأسرة، أن تحرص على بر والديك، أليست هذه كلها أمور يسيرة وبسيطة وفي ذات الوقت ذات فائدة وجدوى كبيرة، فكن حريصا على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أبشرك أنه توجد أدوية ممتازة وفاعلة ومفيدة جدا, هنالك دواء يسمى (تربترزول) ويسمى علميا باسم (إيمتربتالين) أريدك أن تتناول هذا الدواء بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، هو دواء رخيص الثمن جدا وفعال جدا، فقط لديه آثار جانبية بسيطة، ربما تحس بجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، أو ثقل في العينين أو إمساك، لكن هذا يختفي -إن شاء الله تعالى– بمرور الزمن.

بعد أسبوعين اجعل جرعة التربتزول خمسين مليجراما، ثم بعد أسبوعين آخرين اجعلها خمسة وسبعين مليجراما ليلا كجرعة واحدة، وهذه جرعة ممتازة وكافية جدا، استمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى خمسين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بجانب التربتزول هنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد) أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة صباحا ومساء، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجراما، تناول هذا الدواء لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

أرجو أن تعلم أن الرياضة ذات أهمية خاصة بالنسبة لك، كما أرجو ألا تتناول الشاي والقهوة بكميات كبيرة، وتجنب النوم النهاري بقدر المستطاع.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات