السؤال
السلام عليكم
عمري 32 عاما, متزوجة منذ سبع سنوات, وعندي بنت عمرها أربع سنوات, مشكلتي بدأت مع بداية زواجي عندما بدأت مشاكلي المتعددة مع زوجي, لدرجة أن عندنا دائما إما مشكلة, أو عتابا, أصبحت الحياة صعبة, ومنذ ثلاث سنوات مرت بي ظروف صعبة, فقدت فيها أعزاء علي, أهمهم أمي, وكل الظروف هذه أنتجت عندي مشاكل نفسية, أولها أصبحت عصبية لدرجة فظيعة, حتى مع ابنتي, ولا أتمالك أعصابي, لدرجة دخولي في نوبات غضب شديدة, حتى أصبت بالتهاب في الأعصاب.
ثانيا: أصبحت عندي أفكار سيئة, مثل التفكير بالموت, أو أشعر أني سأمرض مرضا مستعصيا -لا قدر الله- وأصبحت هذه الأفكار متسلطة علي؛ لدرجة أني أقرأ أعراض مرض ما, وأحس بها.
وأنا صغيرة لم أكن بمثل هذة العصبية, فأرجو منك أن تعطيني علاجا لهذه الحالة, مع مراعاة أني أعمل ريجيما, ولا أريد دواء يؤثر علي؛ لأني عرفت أن بعض أدوية الاكتئاب أو التوتر تسبب السمنة.
أرجو -بالله عليك- أن تفيدني, ولا تتأخر علي بالرد؛ لأن حياتي صعبة, مع العلم أن زوجي يعمل في الخارج, ويتركني شهورا لوحدي, وأيضا سبب أغلب مشاكلنا هو الكلام على لسان زوجي من عصبيتي, لكن هو الذي يوصلني إلى هذه العصبية, ونحن والحمد لله عائلة ملتزمة.
وجزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جويرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونبارك لك هذه الأيام الطيبة، نسأل الله أن يجعلها رحمة وغفرانا وعتقا من النار، وتقبل منا ومنكم الطاعات.
أنا لا أريدك أبدا أن تنظري إلى الأمور نظرة سوداوية، نعم أنت لديك بعض الأعراض المهمة، أعراضك تعكس بصورة واضحة درجة القلق الذي تعانين منه، مع مزاج اكتئابي، ومثل هذه الحالات نسميها بالقلق الاكتئابي البسيط -يعني أنها ليست حالة مستعصية- ومن أهم طرق علاجها هو النظرة الإيجابية للحياة.
أنت ذكرت عدة عوامل ومسببات قد تكون مرتبطة أو ساهمت بدرجة كبيرة في ظهور الأعراض التي تعانين منها، وهنا أنا أريد أن أنبهك ألا تكوني انتقائية لما هو سلبي في حياتك فقط، لا بد أن تنظري للأشياء الطيبة الجميلة في الحياة، والحمد لله لديك طفلة, ولديك زوج, ومهما كانت درجة عدم التوافق معه، فهذا يجب ألا يجعلنا نتشاءم، فالأصل أن الزوج موجود, والابنة موجودة، وهذه نعم عظيمة من نعم الله تعالى، والحياة أصلا لا تخلو من التجاذبات.
الأحداث الحياتية التي مرت بك لا شك أنها ظروف مقدرة، وأنا لا أقلل أبدا من قيمتها النفسية، لكنها أمور قد حدثت ووقعت، وأنت الحمد لله تعالى سوف يميزك الصبر حين تعتريك الذكريات حول الصعوبات التي ألمت بك فيما مضى، وهذا يجب أن يدفعك للنظرة الإيجابية نحو المستقبل, وهذا مهم جدا.
إذن يجب أن نتفق على نقطة مهمة وهي ضرورة التغيير الفكري المعرفي ليكون فكرك إيجابيا, وبعيدا عن السلبية بقدر المستطاع.
الانفعالات والغضب أيضا حقيقة هي دليل قاطع على التفكير السلبي، ودليل قاطع على وجود احتقانات داخلية، ودليل قاطع أيضا على عدم الروية في التعبير عن الذات، والتعبير عن الذات هو وسيلة تنفيس مهمة جدا، لا تتركي الأمور البسيطة تحتقن, وتجعلك تستثارين انفعاليا.
العلاج الدوائي أرى أنه مطلوب في حالتك، وهنالك أدوية بسيطة جدا جيدة, وفاعلة, ومحسنة للمزاج، وأنا أعتقد عقار فلوزاك –والذي يعرف أيضا باسم بروزاك, واسمه العلمي هو فلوكستين– سيكون دواء جيدا، يمكنك أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة -وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراما– تناوليها يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم بعد ذلك توقفي عن تناول هذا الدواء.
نصيحتي لك أيضا هو أن تطبقي تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتتبعي الإرشادات والتعليمات الموضحة في كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.
اجتهدي أيضا في إدارة الوقت بصورة طيبة، وعليك بالصبر، وحاولي أن تطبقي ما ورد في السنة النبوية المطهرة حول كيفية التعامل مع الغضب. هذا -إن شاء الله تعالى– يفيدك كثيرا.
وانظري علاج العصبية والغضب سلوكيا: ( 276143 - 268830 - 226699 - 268701 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.