السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله كل خير على هذا الموقع.
طفلي عمره سنتان وسبعة أشهر, لا يتكلم إﻻ كلمات بسيطة (ماما, بابا, هم) وغيره من الكلام غير المفهوم, أتمنى أن يحسن اللعب بالآي باد, لكنه يحب الكورة, والكتب, ويمسك القلم (ويشخبط) وإذا أراد شيئا يأخذني إليه, يعني إذا أراد ماء يأخذني للثلاجة, ينبسط لما ألعب معه, يخاف من النزول على الدرج, أو من الوقوف على شيء رفيع, ويخاف من المصعد, ولما يفقدني يبحث علي, ويبكي, لدرجة أني لما أدخل الحمام -أكرمكم الله- يجلس عند الباب.
نومه جيد والحمد لله, ينام نوما متواصلا, ولا يقوم مفزوعا, بل هادئا, وﻻ يعرف الضرب, يبكي إذا أخذت منه شيئا يريده, أو إذا خرج أبوه, أو أي أحد, يفهم علي بعض في بعض الأمور مثل: تعال, خذ, بوسة, خمة, تبغى حلاوة, ماء, نذهب, أين عينك, أين أنفك, أين فمك, أين بطنك, وكل الأشياء التي يتعامل معها دائما.
ويحب كراميش كثيرا, ولا يقلدني في الكلام أبدا, تواصله البصري 50 %, أحسه متأخرا بالنسبة للذين في عمره, فأنا خائفة من أن يكون عنده توحد, كان عنده ماء وراء طبلة الأذن, لكن آخر مرة طمني الدكتور أنها قد خفت.
طمئنوني رزقكم الله الفردوس الأعلى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
من الطبيعي أن تتفاوت قدرة الأطفال على الكلام من طفل لآخر، وخاصة في السن المبكرة, وطفلك ما يزال في عمر السنتين والسبعة أشهر، وكثير من الأطفال لا يتكلمون في هذا العمر بالقليل من الكلمات، ولكن أفضل ما تقوم به في هذه المرحلة مع طفلك هو معرفة مستوى نموه وتطوره، وذلك بعرضه على طبيب أطفال متخصص في تقدير مستوى النمو العام، فلا بد من فحص السمع, والنطق, ومراحل النمو المختلفة, مقارنة بمن هو في مثل عمره في السنة والنصف.
وريثما تتبينوا حقيقة الأمر ودرجة نموه وتطوره، استمروا من طرفكم بالحديث والكلام وباستمرار، ومن دون عتابه أو توبيخه على عدم نطق كلمة ما، وإنما عاملوه وكأنه ينطق كل الكلمات المطلوبة، فثقته في نفسه من أهم الأمور في هذه المرحلة، وتنمو عادة الثقة بالنفس من خلال تعزيز الخطوات الجيدة التي يقوم بها، وليس عن طريق توبيخه لأخطائه.
ولا أكتمك أنني عندما بدأت أقرأ رسالتك ذهب ذهني مباشرة إلى احتمال وجود حالة من التوحد، حيث هو يبدأ عادة تماما في مثل هذا العمر, ومن ثم وصفت بعض أعراض التوحد كاضطراب التواصل مع الآخرين, وعدم الاكتراث بهم، وكأنهم غير موجودين، بالإضافة لاضطراب الكلام واللغة, حيث يحصل عادة بعض التراجع بالرغم من أنه كان ينطق بشكل سليم قبله، وهناك بعض السلوكيات الأخرى كالتعلق الشديد بالآخرين كما يحدث عندما تذهبين إلى الحمام.
أرجو أن أكون مخطأ في كل ما ذكرت، لأن التشخيص الدقيق والسليم لا يتم إلا بعد معاينة الطفل وفحصه بالشكل السليم، وأخذ القصة كاملة كقصة الحمل والولادة وتاريخ نمو الطفل وتطوره. وأرجو أن يكون أكثر من التأثر النفسي لولادة أخ صغير له، وكما تعلمين فإن هذا كثيرا ما يؤثر في الطفل الأكبر.
حمى الله طفلك وكل أطفال المسلمين من كل سوء, وأنت أيضا رزقك الله تعالى الفردوس الأعلى.