وساوس في قراءة القرآن والوضوء والصلاة والصيام؛ ماذا أفعل؟

0 509

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا فتاة أعاني من الوسواس القهري، لقد بدأ معي الأمر بالشعور بخروج غازات مني عند الوضوء، فكنت لكي أصلي أتوضأ كثيرا، وأستغرق ساعات، وأنا في الحمام، وكان هذا متعبا، ومؤلما كثيرا، وتفاقم معي الأمر، فبدأت أحس أن هذه الغازات حقيقية، وكنت أتوضأ كثيرا للصلاة، وكنت أحس بخروج قطرات من البول، وكثيرا ما أحس بخروج فقاعات، وريح ساخنة مني عند كل صلاة (تأتيني فقط عند الصلاة)، وفي باقي الأوقات لا يخرج مني شيء فعندما أقرأ القرآن لا أستطيع القراءة أكثر من صفحة أو نصف صفحة، وأحس أن وضوئي قد انتقض، وأقاوم هذا الوسواس بعدم الاستجابة له، لكني لا أستطيع؛ لأن الشك يقتلني، ولا أستطيع فعل شيء سوى البكاء.

اقترحوا علي أن آخذ الأدوية، لكني رفضت، ولا أستطيع أن أجدها، والآن في هذا الشهر الكريم أتاني الوسواس في الصيام، فأنا أشعر بوجود بقايا أكل في فمي، وحنجرتي وعندما أرمي لعابي (أبصق) أحيانا أجد، وأحيانا لا أجد بقايا هذا الأكل، وأنا أكذب ذلك، وأقوم بردها إلى حلقي ثانيا؛ لأني لا أدري من أين تأتيني، فأنا أغسل أسناني جيدا حتى أتأكد أنه لا يوجد شيء في فمي.

تعبت وحياتي تحولت إلى جحيم، هنالك صراع ومعركة في داخلي أن أكذب هذه الوساوس، وأشعر أني أعصي ربي عندما أكذبه أشعر بأني أكذب على نفسي، وعلى الخالق أنا متوترة، وحائرة فماذا أفعل؟

أرجوكم أن تجدوا لي حلا فأنا أعاني وأموت كل يوم، وأجركم على الوهاب الرزاق أجركم على رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأود أن أؤكد لك ومنذ الوهلة الأولى وبصورة قاطعة جدا أن الذي تعانين منه هو وساوس قهرية، ومثل هذا النوع من الوساوس لا يستجيب إلا للعلاج الدوائي، هذه حقيقة يجب أن نؤكد عليها، وأقول لك: ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله.

فإذن أنت حقيقة مطالبة بالدواء لتنقذي نفسك لتقتلي هذا الاستحواذ الوسواسي الفظيع والمؤلم، وتنعمي - إن شاء الله تعالى – بنعمة السعادة وراحة البال والنفس، فإن ذهبت إلى طبيب نفسي فهذا هو الأفضل، لأن الطبيب من خلال المحاورة والنقاش المباشر سوف يقنعك بأهمية تناول العلاج الدوائي.

أنا أجد لك العذر حول موقفك فيما يخص الأدوية، لأن الوساوس من صفاتها وسماتها هي أن تجعل صاحبها يتردد ويشكك ويوسوس حتى حول العلاج وفائدته، وتجده يأخذ فقط الجوانب السلبية التي تشاع حول الأدوية.

فأنا أقول لك - إن شاء الله تعالى – في الدواء، بجانب التطبيقات السلوكية المعهودة، والتي تقوم على مبدأ التجاهل التام للوساوس، تحقيرها، عدم اتباعها، عدم مناقشتها، والقيام بما هو ضدها كما ذكرنا، وهذه أمور معلومة ومفهومة، لكن حدة الوساوس لا تسمح أبدا بالتطبيقات السلوكية في كثير من الأحيان، لذا نحن نقول أن الدواء أحد ميزاته الرئيسية أنه يمهد للتطبيقات السلوكية، وبفضل الله تعالى الآن توجد أدوية سليمة وفاعلة وغير إدمانية، فأكرر مرة أخرى: أرجو أن تذهبي إلى الطبيب.

وإن شئت أن تتحصلي على الدواء مباشرة فلا مانع في ذلك، فمعظم الأدوية المضادة للوساوس هي أدوية في الأصل مضادة للاكتئاب، ويتم صرفها في كثير الصيدليات دون وصفة طبية، ومن أفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك)، وربما يكون له مسميات تجارية أخرى في الجزائر، واسمه العلمي ثابت في جميع الدول هو (فلوكستين) فيمكن أن تسألي عنه تحت هذا المسمى.

الجرعة هي أن تبدئي بكبسولة واحدة في اليوم، يتم تناولها بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعليها كبسولتين في اليوم، يمكن تناولها كجرعة واحدة، ويمكن تناول الدواء صباحا أو مساء، وبعد شهر ترفع الجرعة إلى ثلاث كبسولات في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة لمواجهة مثل هذه الوساوس السخيفة.

جرعة ثلاث كبسولات يمكن تناولها بأن تقسم إلى كبسولة واحدة في الصباح وكبسولتين ليلا، ومدة العلاج على هذه الجرعة العلاجية هي ثلاثة أشهر، بعدها تخفض الجرعة إلى كبسولتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تنتقلي إلى الجرعة الوقائية وهي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

البروزاك يتميز بأنه غير تعودي، وليس له تأثير سلبي على الهرمونات النسائية، وهو دواء غير إدماني ولا يزيد الوزن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات