السؤال
أنا في السادسة عشرة من عمري، دائما أمسك أي شيء بجانبي وأبدأ في عضه تلقائيا بدون أن أشعر بذلك! أسلاك السماعة، علبة العصير، أي شيء، حتى أني أقضي معظم وقتي على الحاسوب، وأضع السماعة، وأحيانا أسلاكها تكون غير صالحة من كثرة عضها، حتى أني أشتري في الشهر سماعتين على الأقل، بدأت هذه الحالة تقريبا منذ 3 سنوات.
هل هذه الحالة نفسية؟ مع العلم أن عمي دائما يفعلها، ولكن مر زمن طويل على فعلها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rgawe حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذا لا يعتبر مرضا، هذه تسمى بالعادات العصابية، وهذه كثيرة خاصة في مرحلة الطفولة واليفاعة، منها مثلا مص الأصبع، قضم الأظافر، عض بعض الأشياء، نتف الشعر، وهي تحمل أيضا شيئا مما نسميه بالطابع الوسواسي في الأفعال.
التخلص منها بالطبع يتطلب منك: مراقبة نفسك، والامتناع عن هذه الممارسة بكل قوة وانضباط، وأن تكوني حازمة جدا مع نفسك، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: هنالك تمارين سلوكية بسيطة جدا تقوم على فكرة التعريض مع التنفير، مثلا: ضعي سلك السماعة بين أسنانك، ولا تقومي بالعض، لكن تصوري أنك تقومي بالعض أو القضم، وهنا قومي بالضرب على يدك بقوة وشدة شديدة، اضربي يدك على جسم صلب كالطاولة مثلا حتى تحسي بالألم، الهدف والمقصود من هذا التمرين هو أن تربطي ما بين فعلك العصابي – أو الوسواسي – والألم.
تكرار هذا التمرين – مثلا – عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، لابد أن يؤدي إلى نوع من التنافر، يعني أن الألم سوف ينفر السلوك العصابي الذي تقومين به، وهذا التمرين مضحك في ظاهره، لكنه يقوم على أسس علمية مجربة، وهو نوع من التطبيقات السلوكية العملية البسيطة، إذا طبقها الإنسان بصورة جيدة نعتقد أنه يمكن أن تختفي منك هذه الظاهرة.
أنت ذكرت أن عمك كان دائما يفعل ذلك، فأعتقد أنه ربما يكون هنالك نوع من الاكتساب للسلوك، بمعنى أنك تماهيت أو تماثلت مع عمك، وأصبحت تقومين بنفس الفعل، وإن شاء الله تعالى أنت أيضا سوف ينقطع منك هذا المسلك - بإذن الله تعالى - .
أنصحك أيضا بأن تصرفي انتباهك، دائما حين تأتيك الفكرة بأنك ستقومين بقضم شيء أو عضه، وإن كان هذا الأمر في بعض الأحيان يكون لا شعوريا، لكن حين تستشعريه ارفضي والفظي هذا السلوك، وانقلي نفسك إلى أي نشاط آخر، هذا أيضا مهم جدا.
تمارين الاسترخاء أيضا جيدة ومفيدة لتقليل من مثل هذه السلوكيات العصابية البسيطة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو أن تتبعي التعليمات الموجودة فيها للتدرب على تمارين الاسترخاء، وأسأل الله أن ينفعك بها.
نصيحة أخيرة وهي: أن تشغلي نفسك، وأن تملئي فراغك، وأن يكون لك حضور مهم جدا داخل الأسرة من خلال المشاركات في الأنشطة المختلفة، وبالطبع الاجتهاد في الدراسة يعتبر أمرا هاما، وأنا أؤكد لك أن هذا مسلك عابر وسوف ينتهي - إن شاء الله تعالى - .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.