تنتابني أفكار عن الدين وغيره، أتعبتني كثيرا، فكيف أتخلص منها؟

0 402

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة جامعية، عمري 21 سنة، أنا متفوقة دراسيا - ولله الحمد -، ومحافظة نوعا ما، وأصلي السنن دائما مع الصلاة، ولا يمر يومان إلا وأقرأ القرآن، وأهلي يعتمدون علي بشكل كبير، وأبي فخور بي لأنني قوية، وأتحمل المسؤولية، كما أن علاقاتي طيبة مع الجميع، وأغلب عائلتي يحبونني.

مشكلتي هي الوسواس، الذي بدأ معي منذ أن كان عمري 13 سنة، حيث بدأت أوسوس في الصلاة والوضوء، وبعدها جاءتني أفكار عنف، واشتكيت لأختي فقط دون أن أخبر أمي وأبي، ولكنها قالت لي: استعيذي من الشيطان، وحاولت أن أتغلب على هذه الوساوس بصعوبة، واختفت – بفضل الله -، حتى وساوس الصلاة كنت أجبر نفسي على عدم إعادتها، وتغلبت عليها - والحمد الله -، حتى الترتيب، فقد كنت أتعمد أن أنام في غرفة غير مرتبة، وزالت هذه الأفكار.

ولكن رجعت وأنا عمري 19 سنة، فقد كان الوسواس في بالي دائما، فمرة يكون عن الدين - استغفر الله -، ومرة أوسوس بأنني أشكو من مرض، ومرة أوسوس بأني سأفقد أبي أو أمي، فأبدأ بالبكاء، وأتخيل الموقف، وأتعذب، لقد تعبت كثيرا، ولكني تحملت.

ولكن الذي أخاف منه: هي أفكار العنف، فأحيانا تأتيني فكرة بأن أذبح أبي، أو أمي، أو ابن أخي، أعلم بأنها أفكار سخيفة، وأتعوذ بالله، ولكن أتضايق كثيرا، وفي مرة كنت ذاهبة لكي أنام، وفي بداية النوم تأتيني أفكار عادية، ولكنها أفكار خاطئة، فمثلا: أتخيل بأن خالتي عندها 5 أولاد، ولكنها في الحقيقة ليس عندها سوى 3، والغريب أني أصدق ذلك في داخلي، مع أنني أعلم بأنه خطأ، لا أدري هل هذا فصام؟ أم هو بداية حلم؟

ساعدني يا دكتور، وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بفضل الله تعالى أنك متميزة جدا، ولديك سمات يجب أن تحمدي الله تعالى عليها، وأسأل الله لك المزيد من التوفيق، والوساوس كثيرا ما تتصيد المتميزين، والطيبين، والحساسين من الناس دائما، أنت بالفعل لديك درجة بسيطة إلى متوسطة من الوساوس، ولكن الذي أعجبني أنك بالفعل متفهمة لطبيعة وساوسك، وشراعة في الآليات العلاجية الجيدة والمفيدة، وهي بأن هذه الوساوس مرفوضة، وأنك تحاولين مقاومتها، وكما قالت لك أختك الفاضلة: استعيذي بالله من الشيطان الرجيم منها.

الذي أؤكده لك: أن الوساوس التي تحمل طابع العنف، لا يمكن لصاحبها أن ينفذها أبدا، وهذا شيء يميز أهل الوساوس أنه دائما من المسالمين والطيبين، وغير العنيفين، وأعرف بأن هذه الأفكار مزعجة، ومزعجة جدا بالنسبة لك، ولكن شروط العلاج سوف تظل كما هي، أن تعرفي بأنها وساوس، وأن تحقريها، وأن ترفضيها، وأن تستبدليها بفكر مخالف.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا من الذين يميلون كثيرا لتناول الأدوية في علاج الوساوس، وأقول بكل تواضع، الخبرة في هذا الأمر طويلة بعض الشيء، والأدوية الآن دورها ممتاز، وهي سليمة، ويمكن أن تناقشي هذا الأمر مع ذويك، وأختك، ووالديك، بأنك بالفعل تعانين من قلق الوساوس، وقد سمعت أن الدواء سوف يفيدك بجانب الإرشادات السلوكية التي ذكرناها لك، وأنا متأكد من أن والديك سوف يوافقون تماما على أن تقابلي الطبيب، أو على الأقل أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للوساوس، ومن أفضلها في مثل حالتك: العقار الذي يعرف باسم فافرين، واسمه العلمي فلوفكسمين، تناوليه بجرعة صغيرة، وهي خمسين مليجرام ليلا، لمدة شهر، وهذا الدواء يمكن أن تتناولينه بعد الأكل، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى (100) مليجرام ليلا، لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى (50) مليجرام ليلا، لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرام يوما بعد يوم، لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، وتوجد أدوية بديلة أخرى مثل: البروزاك، والسبرالكس، والزيروكسات، وكلها - إن شاء الله تعالى – مفيدة.

أيتها الفاضلة الكريمة: أهم شيء هو بأنه يجب أن لا تشغلك هذه الوساوس، ولا تصرفاتك، عن الاستمتاع بحياتك، وأن تركزي على دراستك، وأن تحرصي على صلواتك في وقتها، وتلاوة القرآن، والحرص على التواصل الاجتماعي، والسعي دائما نحو بر الوالدين، والمشاركة في الأنشط الأسرية، فهذه كلها - إن شاء الله تعالى - ستصرف انتباهك عن هذه الوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات