السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا خريجة فيزياء بكالوريس، أطمح أن أكمل تعليمي، قدمت على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، لكن واجهتني مشكلات وأحتاج إلى استشارة.
طموحي أن أكمل دراستي، لكن لا أعلم ما هو أفضل تخصص فيزياء أو تكنولوجيا النانو وأسهلها؟ وما هي أفضل دولة من حيث الحياة؟ لأني لدي طفلة ولا أعلم أي دولة تكاليف المعيشة فيها معقولة كما أن مشكلتي أيضا في اللغة، لدي طموح، لكن كل المعوقات تحبطني، أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم تالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في الكثير من الأحيان تتحول المعوقات التي تعترض طريق طموحاتنا، تتحول إلى حوافز للإنجاز والإبداع والتقدم والعطاء، فمن يجد عقبة اللغة الإنكليزية مثلا أمامه، نجده بعد فترة أنه بدأ دراسة اللغة الإنكليزية، وبعد شيء من العمل والصبر وبعض الصعوبات، نجده قد بدأ يتقن اللغة، حتى يتجاوز هذه الصعوبة.
وقد تعترضه عقبة فهم مادة معينة، فتتحول هذه العقبة إلى دافع له وتحد فيعكف على هذه المادة دراسة ومحاولة للفهم والاستيعاب، فإذا به بعد فترة من العمل والجهد والصبر، نجده قد فهم هذه المادة، وربما أصبح مرجعا فيها.
وهكذا، فأمامك عدد من العقبات، أو لنقل عددا من الحوافر، وما عليك إلا العمل لتجاوزها والاستجابة لها، وأشكر الله لك على طموحك بالدراسة ومتابعة التعلم، فهذا بحد ذاته نعمة عظيمة من الله تعالى.
كلا التخصصين الفيزياء وتكنولوجيا النانو، كلاهما مغر ومفيد لاشك، ومن جهتي ربما فضلت النانو؛ لأني لا أعلم عنه إلا القليل، وربما أني أحب التحديث وتعلم ما هو جديد، ولكن هذا رأي خاص، وعليك أن تسألي نفسك، ماذا تريدين؟ وما هي معلوماتك عن كلا التخصصين؟ وقد تحتاجين لسؤال من هو خبير في هذين الموضوعين، وربما أحد محاضري الجامعة.
اختيار بلد البعثة والدراسة: ربما عليك أن تسألي القائمين على برنامج خادم الحرمين الشريفين، وما هي البلاد المتوفرة، ومن ثم جمع المعلومات عن هذا البلد عن طريق النت وغيرها، وكل بلد يطرح إيجابيات وسلبيات، وما علينا إلا النظر واختيار الأنساب.
وشخصيا فقد عشت وتخصصت في بريطانيا وأيرلندا، وكلاهما يتيح الكثير من الفرص للتعلم والتخصص، وكثير من جامعاتها من الجامعات المرموقة في العالم وخاصة في الفروع العلمية كالفيزياء وتكنولوجيا النانو، ووضع المجتمع المسلم هناك لا بأس به، ويتيح فرصة مناسبة لعيش المسلمة، وطبعا يبقى هناك بعض التحديات للغربة عن بلد المنشأ، مهما كان وضع البلد المضيف جيدا ومفيدا.
ويمكنك أخذ فكرة جيدة عن هذه البلاد من النت، أو التواصل مع الجامعات والمراكز الإسلامية الكثيرة المنتشرة في البلاد.
وفقك الله وذلل لك الصعاب، وحولها إلى تحديات وعطاء وإنجاز، وجعلك من المتفوقات.