السلام عليكم.

أنا شاب عمري 24 سنة، وأرغب في الزواج لكي أبعد نفسي عن شر الشهوات، ويكون حافزا لي على الدراسة -بقي لي سنتان-، ولكي أزداد رغبة في الحياة.

طلبت من والدتي أن تجد لي فتاة، فسألتني إن كان هناك فتاة أريدها، أو تبحث هي عن فتاة؟ فماذا أفعل؟ أنا إنسان أغض البصر، ولا أحتك بالنساء، وليس لدي أخوات، وعائلتي متشددة، ولا يمكنني أن أحتك ببنات خالتي، أو أي بنت، فكيف لي أن أجد فتاة للزواج؟

أمي تعتقد أن الناس لا يقبلون بمن يخطب أكثر من مرة، وعلي أن أختار واحدة، وأنا إنسان محتاج، وأخاف، ولا أعرف كيف أختار فتاة للزواج دون أن أحدثها! وكيف الوصول إليها دون تجاوز الحدود الشرعية؟

لا أؤمن بالكمال، ولا أريد سوى فتاة تحبني، وتريد الخير لي، وأن تكون إنسانة ترغب بمشاركتي الحياة في السراء والضراء، فكيف أجد ذلك بأسرع وقت؟ لأنني أريد تطوير ذاتي.

ليس للمرء أن يؤجل عمل اليوم إلى الغد، فلماذا الحذر؟ إجراءات الزواج صعبة بالنسبة للناس، وأنا أعلم ذلك، ولكن ليس ذلك عذرا لتفاديه!

أنا لا أريد سوى أن أخطو خطوة أباحها الله للبشر، أهلي لديهم -بفضل الله- المال، وأنا لا ينقصني شيء، وسوف أعمل بجهد أكبر إن تزوجت، كيف لي أن أبحث وأختار وأجد من يقبل بي؟

حاليا ليس لدي الدافع القوي الذي يجعلني أرغب بالعمل، فأهلي لديهم المال -والحمد لله- وكل شيء يسير على ما يرام، والناس لا يستفيدون من عملي، وهذا يجعلني أتكاسل كثيرا.

لدي حالة يسمونها الـ ADHD، وهي نقص التركيز، أنا مواظب على الدواء -والحمد الله- لكن أريد أن أتزوج لتزداد همتي، أعلم بأن همة الإنسان لا تقتصر على الزواج، فأرجو منكم إفادتي.

أشكركم جزيل الشكر على سعيكم لمساعدة المسلمين، وأسأل الله لكم السداد في الدنيا والآخرة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونشكر لك هذه الثقة في الموقع، ونحن في خدمة أبنائنا الشباب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بكم البلاد والعباد.

نحن نتمنى أن يكون للوالدة دور في هذه المسألة، لأن الزواج عن طريق الوالدة، أو عن طريق الأخوات، يعتبر من أنجح أنواع الزواج، والوالدة يمكن أن ترشح لك عددا من الترشيحات، وتنقل لك في البداية المواصفات الظاهرة للفتيات، ثم إذا وجدت في نفسك ميلا إلى فتاة، فبعد ذلك تنتقل إلى الخطوة التي بعدها، ولا شك أن أم الإنسان حريصة على مصلحته، والأم عندما سألتك هذا السؤال، ولم تجد عندك شيئا، فهذا شرف لك ألا تكون لك علاقات، وألا تكون لك معرفة، وألا يكون لك أخذ وعطاء مع البنات، لأن هذا مدخل خطير، ويجعل نفس الإنسان مشتتة، وهو طريق لا يرضي الله تبارك وتعالى، لأن العلاقة والمعرفة الحقيقية تبدأ بعد الخطبة، والخطبة ما شرعت إلا ليتعرف كل طرف على الآخر، ليحصل التعارف بين الأسرتين، بين الشاب والفتاة، ثم بعد ذلك يكملوا إن أرادوا، إن حصل الانسجام، وحصلت الأشياء التي ينشدها كل طرف، حتى يعيش حياة مستقرة.

لذا النقطة الأولى: أن ترجع إلى الوالدة، وتطلب منها ترشيحات حسب البنات اللائي شاهدتهن، وشاهدت فيهن الأدب والحشمة، وكذلك الجمال، ثم بعد ذلك تنقل لك مواصفات هؤلاء البنات، من أنها بنت فلان، وشكلها، وطولها، وجمالها، وأدبها، وأخلاقها وهكذا، وتعطيك صورة كاملة عنها، هذه الطريقة تعتبر أنجح طرق الزواج، بشرط ألا تتفق معهم إلا بعد موافقتك.

فإذا رضيت الوالدة بهذه الطريقة فهذه أنجح طريقة، وإذا لم تنجح هذه الطريقة، فنحن ننصحك بأن تذهب إلى داع من الدعاة، إمام مسجد أو نحو ذلك، وهذا كثير من الناس يعرضون عليه البنات، وعنده معرفة، وزوجته أيضا يمكن أن تساعد باعتبارها بعيدة عنك، يمكن أن تبحث لك عن فتاة بمواصفات جيدة تناسبك، وتناسب الإنسان الذي عنده طموح مثل طموحك، وفي عمر مثل عمرك، يلاحظ هذه الأشياء، ثم يقدم لك المساعدة بهذه الطريقة.

هذا أيضا يعتبر من أنجح الطرق في الزواج، أن يستعين الإنسان بصديق، أو يطلب مساعدة جار، أو يطلب مساعدة خال أو خالة أو عم أو عمة، هؤلاء أيضا لهم أثر كبير جدا، بشرط أيضا -نفس الشرط- دون أن يتفق على شيء، وإنما ينظر في الفرص المتاحة دون أن يخبرهم من المقصود، وأنت أيضا لا تعرف من المقصودة حتى يصل الوفاق إلى درجات معينة، فالإنسان دائما له مواصفات معينة يطلبها، فإذا انطبقت هذه المواصفات، فبعد ذلك تبدأ الخطوة التي بعدها.

كذلك نريد أن نؤكد أن المعرفة المزعومة بين الناس، مثل: لا بد أن أتعرف إليها، لا بد أن أتكلم معها، لا بد أن أجلس معها، هذه أولا مخالفة شرعية، ولا تعطي الحقيقة، لأن أي إنسان يمثل، لذلك قالوا (كل خاطب كذاب)، هذه فترات يكذب فيها الإنسان، يبالغ فيها غالبا، والفتاة تتزين بما ليس فيها، وهو يتزين بما ليس فيه، وإذا خطب الفتاة ينظر إليها وتنظر إليه، والنظرة الشرعية لها أثر، إذا حصل بعدها ارتياح وانشراح، فهذه معناها بدايات موفقة.

الأمر الثاني: يتعرف إليها، ومن حقه أن يسأل عنها، وعن أسرتها وأحوالها، ومن حقها أن تسأل عنه، وعن أسرته وأحواله، كذلك أيضا يتم التعارف بين الأسرتين، وهذه هي المعرفة الفعلية.

إذن المعرفة الفعلية هي التي تبدأ بهذه البدايات الصحيحة، لكن ما يحصل بين الشباب من كلام وضحك وتنازلات وتنزهات وسفر، إلى آخره، هذا كله مخالف للشريعة، وهذا كله سبب التعاسة، فمعظم الزيجات تفشل، لأنه كانت هناك علاقات عاطفية محرمة غير منضبطة بضوابط الشرع، والإنسان بزواجه يريد التوفيق ويريد الخير.

إذا أردت أن تخطب فتاة في حي معين، عليك أن تسأل عنها، وتتعرف إليها من خلال جيرانها، والذين يعرفونها، وهم أيضا سيسألون عنك، من حقهم أن يسألوا عنك في المكان الذي تعمل فيه، ويسألون عن صفاتك، وبعد ذلك تكون الخطوة التي بعدها.

أما ما ذكرت من أن عندك ضعفا في التركيز، فلا يوجد إنسان ليس به عيوب، لكن إذا كانت مؤثرة على تصرفاتك، فمن الضروري أن تكون هذه الأمور واضحة، لكن نحن نحسب أن الحالة -إن شاء الله تعالى– بسيطة وعادية، ولذلك الذي يخطب لك سوف يذكر الأشياء الأساسية عنك، ويذكر لك الأشياء الأساسية عنها، وبعد ذلك كل طرف من حقه أن يبحث ويسأل، وبعد حصول الخطبة يبدأ كل إنسان يتعرف فعلا على الشريك الآخر في حضور محرم من محارمها، من خلال كلامها، من خلال دراستها، وهي أيضا من خلال الكلام معك، ومن خلال دراستها لك، بعد ذلك إن أراد الله تبارك وتعالى الخير نكمل المشوار.

وإذا كان من الوهلة الأولى لم يحصل الارتياح، ولم تحصل الموافقة، فعند ذلك تنتهي المسألة قبل أن تبدأ، والحرج مرفوع في هذه المسائل، وينبغي ألا تكون تنحرج الوالدة، ينبغي أن يكون لها سعي ومحاولات، وتنظر في البنات المناسبات، ثم تعرض لك ما عندها، ثم تتناقش معك في هذا الأمر.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، وطبعا أنت لست بحاجة أن نذكرك بأن الدين والأخلاق هما الأساس، وكذلك الجمال من الأمور المهمة.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.