لماذا عندما آكل المعجنات أصاب بالإسهال؟

0 624

السؤال

السلام عليكم.

شكرا على هذا الموقع الرائع.

أنا فتاة في 22 من عمري, أصابني ضيق التنفس دون مقدمات, يعني دون أن أنتبه, وصارت تأتيني النوبات, وبعدها صرت أخاف من كل شيء، ومن الموت, ومن المجهول, وذهبت إلى الطبيب، فقال لي: إن قلبك سليم, وجهازك التنفسي سليم, وما هذه إلا نوبات خوف وقلق, ووصف لي دواء اسمه: magnésium، والآخر: kietyl, وهذا الأخير منوم ومهدئ, خفت من الإدمان عليه، فهل أكمل العلاج به?

مع العلم أن جهازي الهضمي أيضا أتعبني, فبمجرد أكل العجين، مثل: المعكرونة, أو القمح، يأتيني إسهال, ومعظم الوقت عندي إسهال, وقد فقدت الكثير من وزني, فأنا ضعيفة, وأريد أن أسمن, وقد جربت العديد من الطرق، ولكن دون فائدة, فأنا وزني 45 كيلو, وطولي 165سم, والله إني تعبت جدا, ولم أجد حلا.

أرجوكم أفيدوني, هل الجهاز الهضمي هو سبب ضيق التنفس الذي يحصل لي? ولماذا عند أكل المعجنات أصاب إسهال? وهل هو سوء امتصاص الغذاء أم ماذا? أرجوكم ماذا أفعل لكي أزيد من وزني?

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن وجود الإسهال عند تناول الأطعمة التي ذكرتها، يشير إلى إمكانية أن يكون سبب الأعراض عندك كلها هو ما يسمى بالداء الزلاقي, أو سوء الامتصاص, بسبب التحسس لمادة الغلوتين الموجودة في القمح والأطعمة الأخرى التي تحتوي على الغلوتين, وتتراوح الأعراض من أعراض خفيفة إلى أعراض شديدة, إلا أن الأعراض تكون على شكل:

- إسهال, ويكون البراز دهنيا, وذو رائحة شديدة, ومائعا, ويمكن أن يطفو على الماء في التواليت.

- الإحساس بالانتفاخ في البطن.

- نقص الوزن.

- الإحساس بالخمول والإعياء.

- فقر الدم.

- هشاشة العظام.

- التهاب المفاصل.

- اضطربات نفسية.

وللتشخيص: فإنه قد تحتاجين لإجراء تحاليل خاصة في الدم, إلا أنه يمكنك التوقف عن الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين, ومنه القمح, وكل شيء يحتوي على القمح, مثل: المعكرونة, والمعجنات, والكعك, ومنتجات الشعير, والبرغل, والكسكس, ويمكنك تناول مشتقات الأرز, والذرة, وملاحظة الأعراض, فإن تحسنت الأعراض بعد مرور أسبوع - وخاصة الإسهال -, أو خفت الأعراض، فهذا يشير إلى إمكانية عالية أن هذا المرض هو السبب في الأعراض, ومن ثم يجب مراجعة طبيب مختص بالجهاز الهضمي لإجراء تحاليل خاصة للمضادات في الجسم, والتي تؤكد التشخيص, وفي بعض الأحيان يتم عمل منظار, وأخذ عينة من الأمعاء الصغيرة.

على الرغم من أن الإسهال يمكن أن يكون سببه القولون العصبي, وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة النفسية للمريض, إلا أن وجود نقص الوزن, وارتباط الإسهال مع القمح ومشتقاته، يتطلب عمل تحاليل للتأكد من وجود هذا المرض, والذي يمكن أن يتم علاجه, وتتحسن أعراضه.

أما ضيق التنفس: فقد أكد لك الأطباء أن الصدر والرئتين والقلب كلها سليمة, وطبعا يمكن أن يكون فقر الدم أحيانا سببا للشعور بضيق النفس, إلا أنه في نهاية المطاف، إن لم يكن هناك سبب عضوي, وكان هناك أعراض مثل الأعراض التي تشكين منها، كنوبات الخوف؛ فإنه يمكن أن يكون السبب نفسيا.

أما علاج الخوف من الموت ومن المجهول سلوكيا: 259342 - 265858 - 262008 - 259784 - 110736

وعلى كل حال سأحيل الرد على هذا الشق لاستشاري الأمراض النفسية.

بارك الله فيك، وشفاك.
____________________________________________

انتهت إجابة الدكتور/ محمد حمودة استشاري الأمراض الباطنية، وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم استشاري الأمراض النفسية.
____________________________________________

فإن إجابتي سوف تكون في الشق النفسي، وقد أفادك الأخ الدكتور محمد حمودة استشاري الأمراض الباطنية بكل ما يتعلق بموضوع الأعراض الناشئة من الجهاز الهضمي بعد تناول مشتقات القمح، فأرجو أن تتبعي كل ما ورد من نصائح وإرشادات في إجابته على سؤالك.

أما من الناحية النفسية فمن الواضح جدا أنك تعانين من درجة بسيطة مما يسمى: بقلق المخاوف، وقلق المخاوف له أعراض جسدية، وله أعراض نفسية.

- فأما الأعراض الجسدية: أهمها تكرار هذه النوبات، وربما الخفقان، وضيق التنفس.

- وأما الأعراض النفسية: فهي بالطبع القلق، والتوتر، والخوف، وأنا أتفق تماما مع الطبيب الذي وصف هذه النوبات بأنها نوبات خوف وقلق، ويفضل أن نسميها من الناحية الفنية (قلق المخاوف).

وقلق المخاوف أيضا ينتج عنه بعض الأعراض في الجهاز الهضمي، وعليه ربما قد يكون ساهم في زيادة أعراضك بجانب موضوع الجولوتين والقمح الذي تحدث عنه الدكتور/ محمد حمودة.

أنت في حاجة لدواء بسيط جدا ليساعدك - إن شاء الله تعالى – في إزالة الخوف والاضطراب النفسي البسيط المصاحب، وهنالك عقار يعرف باسم: (فلوبنتكسول)، واسمه التجاري: (فلوناكسول)، ويمكنك تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تتناولينها ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهر، ثم اجعليها حبة في المساء لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا دواء مفيد جدا وممتاز جدا لقلق المخاوف، وفي ذات الوقت اجعلي حياتك مليئة بالأنشطة والتواصل الاجتماعي، وغيري نمط الحياة بصفة عامة، فهذا أيضا يقلل كثيرا من الخوف والقلق المتعلق به.

أما فيما يخص الأدوية التي وصفها لك الطبيب، وهي: ماكنيزيم، والدواء الآخر، فربما لا تكون هنالك حاجة للمنوم، ولكن الماكنيزيم لا بأس به.

عموما حين تقابلين طبيب الجهاز الهضمي - كما نصحك الأخ الدكتور/ محمد حمودة - فسوف تتضح الرؤيا، ويمكنك أيضا أن تخبريه بأنك أيضا تعانين من قلق المخاوف، ومعظم الأطباء الباطنيين، وأطباء الجهاز الهضمي، لديهم إدراك تام وكامل لنوعية المهدئات المضادة للقلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات