كيف أتخلص من التأتأة والحبسة في الكلام؟

0 507

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 23 عاما، أنهيت الدراسة الجامعية بتفوق -والحمد لله- مشكلتي هي التأتأة والحبسة في الكلام التي رافقتني طيلة سنوات حياتي إلى الآن, ولكن هذه المشكلة متفاوتة الشدة من وقت لآخر، ففي أيام أشعر بطلاقة في الكلام وسعادة وحب للحياة، وأيام أخرى أشعر بحبسة في الكلام وضيق نفس وما يترتب عليه من ضيق وانعزال وشعور بالدونية, لا أعرف لماذا هذا التبدل في الحال؟!

أتمنى أن تنتهي مشكلتي فقد دعوت الله كثيرا منذ الصغر الى الآن حتى أتخلص من مشكلة التأتأة والحبسة في الكلام، لكن لم تأت! بعد مشيئة الله أريد ان أطلب منكم الحلول لهذه المشكلة، ولكن بعيدا عن الأدوية، وكذلك بعيدا عن مراكز التخاطب، هذه المشكلة أشعر أنها تعيق حياتي من جميع الجوانب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأولا أهنئك على الحصول على مؤهلك الجامعي بتفوق، أسألك الله تعالى أن يجعلك دائما من الناجحين والمتفوقين، وهذا الإنجاز الكبير هو بالطبع حافز عظيم لك في الحياة، وموضوع التأتأة والحبسة في الكلام - إن شاء الله تعالى – ليست مشكلة بالنسبة لك، لأنك قد أنجزت بالرغم من وجودها، وهذا دليل على إصرارك وعزيمتك ومقدراتك لتخطي مثل هذه الصعاب البسيطة.

حالة التبدل التي تحدث لك فيما يخص الطلاقة في الكلام وظهور التأتأة والحبسة من وقت لآخر، هذه الحالات غالبا ما تكون مرتبطة بالمزاج، مزاج الإنسان يتأرجح في بعض الأحيان، والحبسة والتأتأة في مثل عمرك يلعب القلق فيها دورا أساسيا، فالتفسير لهذا التأرجح أعتقد أنك حين تكونين قلقة حتى وإن لم يكن قلقا ظاهرا تظهر عليك التأتأة والحبسة، وفي بعض الأحيان قد تكون البدايات هي التي أثرت فيك، مثلا تكونين واجهت موقفا اجتماعيا معينا، ووجدت صعوبة في طلاقة الكلام، ونتج عن هذا تأتأة، وبعد ذلك تولد لديك المزيد من القلق وعدم الثقة في مقدراتك، وهذه جعل الحبسة أو التأتأة تستمر فترة من الزمن، ثم بعد ذلك تتلاشى وتختفي، وهكذا.

إذن التقلب المزاجي، ظهور القلق حتى وإن لم تشعري به كاملا إلا أن ارتباط القلق بالتأتأة مثبت جدا خاصة في البنات.

الذي أنصحك به هو أولا: أن تثقي في مقدراتك، فمقدراتك بفضل الله تعالى ممتازة جدا.

ثانيا: لا تراقبي نفسك أثناء الكلام.

ثالثا: طبقي تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جدا، وإسلام ويب لديها استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي لها وتحاولي أن تتبعي الإرشادات الموجودة فيها.

رابعا: حاولي أن تمثلي بعض المواقف الدرامية مع نفسك، بأن تتصوري أنك تقومين بإلقاء عرض معين أمام جمع كبير من الناس، والخيال في مثل هذه المواقف يجب أن يمتد لنصف ساعة على الأقل، يعني أن تعيش الحدث كما هو.

خامسا: عليك أن تنخرطي في بعض الأنشطة الاجتماعية والثقافية، هذا يعطيك القدرة على المواجهة، وتحسنين من مهارات التخاطب، ولا شك أن الانضمام لحلقات تحفيظ القرآن ذو فائدة كبيرة جدا.

إذن هذا هو الذي أنصحك به، أنت لديك تحفظات نحو الأدوية، فلذا لن ننصحك بأي نوع من الدواء، وإن كانت الأدوية المضادة للقلق لها دور ممتاز جدا في المساعدة في مثل هذه الحالات، ومراكز التخاطب لا شك أنها ذات فائدة وقيمة، لكن يظهر أنه لديك تجارب سلبية معها.

ونرجو الاطلاع على هذه الاستشارات حول علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: 265295 - 266962 - 280701 - 2102145.

عموما بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات