السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أود أن أشكر جميع القائمين على هذا العمل الراقي، وأتمنى من الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتكم.
بدأت تحدث لي اهتزازات لا إرادية في أطراف جسمي, خاصة الفخذين والرجلين, أكون جالسة أو مستلقية في حالة سكون فتحدث هذه الاهتزازات, لا أعلم هل هي ناجمة عن مرض عضوي أم نفسي, أنا لا أنكر أنني مررت بظروف نفسية عصيبة, وبحالة قلق مستمر, وبحالة كآبة وانطوائية؛ بسبب خيبات أمل متواصلة حصلت معي.
كذلك أعاني من رعشة في اليدين, وأصبح هذا العارض يخجلني, يكون خفيفا في الحالة الطبيعية, ويزداد أثناء الجوع, والتوتر, والقلق, هذه الرعشة أحسها في أطراف جسمي كلها, وعندها أحمل شيئا ثقيلا بيد واحدة تصبح تهتز بطريقة ملحوظة جدا.
أريد أيضا أن أستفسر عن كدمات صغيرة, لونها ما بين الأحمر والبنفسجي, تظهر على جسمي, خاصة الفخذين, أو الساقين, تظهر وتتلاشى, فهل سببها مرض عضوي أم نفسي أم هي صادرة عن مس أو عين أو حسد؟
هذه هي المشاكل التي أعاني منها, الهزات اللاإرادية, والرعشة في اليدين والجسم, والكدمات الصغيرة.
أنتظر الجواب بفارغ الصبر مع الحلول, وجزاكم الله كل الخير في الدنيا والآخرة.
ولي طلب أخير, هو الدعاء لي بتيسير أموري, وأن يرزقني الله تعالى الزوج الصالح بإذنه يا رب, ولكم مني جزيل الشكر والاحترام على مجهودكم العظيم, جعله الله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فردوس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالتك يجب أن ننظر إليها من زاويتين: الزاوية الأولى: هل يمكن أن تفسر هذه الأعراض على أسس طبية عضوية؟ والزاوية الثانية: هل هذه الأعراض نفسية أو ربما تكون نفسوجسدية، بمعنى أن الآثار العضوية التي ظهرت عليك سببها في الأصل هو علة نفسية؟
المبدأ الأول يتحقق من خلال الذهاب ومقابلة الطبيب، اذهبي إلى طبيبة الأسرة -أو الطبيبة الباطنية– ودعيها تقوم بإجراء فحص كامل لك، وهنالك بعض الفحوصات المخبرية مثل تحديد نسبة الدم وقوته، وتحديد نسبة السكر، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ومستوى الدهنيات, هذه كلها فحوصات أصبحت في هذا الزمان بسيطة جدا، وهي مهمة، ويمكن أن تعطينا المؤشرات المفيدة.
إذن انطلقي من خلال هذه القاعدة الطبية الرصينة, وهي إجراء الفحص الطبي العضوي.
بالنسبة للجانب النفسي: لا شك أنه لديك أعراض نفسية واضحة جدا (القلق – التوتر – العصبية – الانعزال – الكآبة) هذه كلها تدل وتشير على وجود ما يمكن أن نسميه بالقلق الاكتئابي، وهذا -إن شاء الله تعالى– علاجه ليس صعبا، من خلال الأدوية، من خلال التفكير الإيجابي، ممارسة تمارين الاسترخاء، التمارين الرياضية، إدارة الوقت بصورة طيبة، السعي دائما نحو بر الوالدين وصلة الأرحام، تغيير نمط الحياة... هنالك حلول وإشراقات كثيرة جدا.
بالنسبة للرعشة على وجه الخصوص: فحص الغدة الدرقية مهم، فإذن هذا يجب أن يلحق بالفحوصات سالفة الذكر التي أشرنا إليها، وحقيقة زيادة نشاط الغدة الدرقية في بعض الأحيان قد يؤدي إلى الرعشة, وإلى الشعور بالقلق.
بالنسبة للكدمات الصغيرة ولونها ما بين الأحمر والبنفسجي تظهر على الجسم خاصة الفخذين أو ساقين: هذه ربما يكون مردها نفسي، في بعض الأحيان القلق قد يؤدي إلى ذلك، لكن يجب التأكد أيضا من الأسباب العضوية، هذا ربما يكون مرتبطا بنوع من الحساسية، نوع من التحقن الدموي السطحي الذي يحدث نتيجة لخلل بسيط في الشعرات الدموية السطحية –وهكذا– وهذا سوف يحدده الطبيب حين يقوم بفحصك، وفي نهاية الأمر أعتقد أن هذا الموضوع سوف يحل تماما.
فإذن أرجو أن تتبعي ما ذكرته لك من إرشاد، وبالنسبة للأسس النفسية للعلاج ذكرتها لك مجملة، إن استطعت أن تقابلي طبيبا نفسيا لا شك أنه سوف يدخل معك في التفاصيل، ويمكن أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق وللاكتئاب والتوتر، وهي أدوية كثيرة جدا ومتوفرة، وإن لم تستطيعي مقابلة الطبيب النفسي بعد أن يؤكد لك طبيب الأسرة –أو الطبيب الباطني– السلامة العضوية، يمكن أن تتناولي عقارا مثل الدواء الذي يسمى علميا باسم (باروكستين) ويسمى تجاريا باسم (زيروكسات) ويسمى في المغرب تجاريا باسم (ديروكسات).
الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، وهي أن تبدئي بنصف حبة، تتناوليها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعي الجرعة لحبة كاملة، استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (إندرال) ويعرف علميا باسم (بروبرلانول) هذا دواء متميز جدا في علاج الرعشة خاصة إذا كان منشأها نفسي، وجرعته المطلوبة في حالتك هي عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن هذا الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يحقق لك كل أمنياتك، وأن يحفظك وينعم عليك وعلينا, وعلى جميع المسلمين بالصحة والعافية, وعمل صالح, وخاتمة حسنة، وكل عام وأنتم بخير.