السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب طموح أبلغ من العمر 25 عاما, تخرجت في الثانوية العامة عام 1427هـ, أخذت بعد الثانوية شهادة دبلوم صيدلة من غير رغبة في ذلك, ولكن دخلت فيه نظرا لظروف عائلتي, ورغبتي وطموحي هو قسم الرياضيات, ومحتار ومتردد أيهما أفضل, فهل أرجع لطموحي في الجامعة, أم أتوظف في الصحة من غير رغبة, أم أدخل الدفاع المدني برتبة عريف وأريح بالي؟
وعندي مشكلة كثرة التردد والحيرة بين اختيار الأشياء والتعتعة في الكلام.
أفيدوني جزاكم الله خير الدنيا والآخرة,.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد الدوسري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك فعلا هذا الطموح، بل نشكر لك هذا الاهتمام بهذه العائلة ورعاية ظروفها، والاهتمام بتوفير احتياجاتها، ونشكر لك هذا الحرص والرغبة في أن تطور من مستواك العلمي، وهذه حقيقة روح تستحق الإشادة والشكر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
طبعا نحن دائما نؤكد ونؤيد مسألة الاستمرار في مواصلة الدراسة, وفي تحقيق الطموحات والميول التي يجد فيها الإنسان نفسه، إذا كان عندك مثلا قدرة على فهم مادة الرياضيات وأنت متميز فيها، فننصحك بمواصلة مشوار الدراسة، وأعتقد أنك تستطيع أن توفق بين بعض الوظائف ومواصلة الدراسة، فكثير من الناس العاملين في مهام كثيرة استطاعوا أن يواصلوا دراستهم ويواصلوا الجانب الذي يميلوا إليه، ويستفيدوا أيضا من أموال الوظيفة في توفير الاحتياجات المالية لهم ولأسرهم.
وأعتقد من وجهة نظري أنك إذا عملت في قوات الدفاع المدني ستجد أكثر، باعتبار أن هذه القوات النظامية لها دوام محدد ولها عمل محدد، وقد يصعب هذا على من يعمل في الصيدليات أو غيرها، فأثناء العمل ينبغي أن تطور نفسك، وتواصل الدراسة، ونعرف الكثير من العاملين في شتى المجالات ممن واصلوا دراستهم واستطاعوا أن يطوروا أنفسهم، وإذا كانت طبيعة عملك في الصيدلية أيضا فيها فرصة وتجد بعض الوقت وتعمل نظام الشفتات أو الدوريات المحدد فنتمنى أن تجمع بين الحسنيين.
أما إذا كان وضع الأسرة متحسن وليس هناك إشكال من الناحية المادية، فلا مانع من أن تتفرغ للدراسة وإن طال مشوار الدراسة، لأن التفرغ أيضا سيقصر المشوار وسيضمن لك أيضا التفوق العالي الذي ربما يجعلك من الذين تأخذهم الجامعة كمعيدين ومساعدين في التدريس، فتطور من قدراتك وتستفيد من الإمكانات المتاحة في الدولة للمتفوقين من الطلاب من أمثالك.
عموما نحن نكرر شكرنا لهذه الاستشارة، وشكرنا على هذا الطموح، ونبين لك أن الإنسان إذا احتار أو تردد فإن عليه أن يستخير –وقد استشرت– ولن يندم من يستخير ويستشير، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى.
ولا تهتم بمسألة التعتعة في الكلام ونحوها، فإن هذه الأمور إذا فكر فيها الإنسان فإنها تزداد تعقيدا، وأنت ولله الحمد استطعت أن تحقق أشياء كثيرة، ويبدو أنك ناجح في العمل، والنجاح الكبير لك في هذا الطموح، وكذلك بهذه الرغبة وهذا الحرص على أن تكون بجوار الأسرة تلبي الاحتياجات وتقوم بواجبك في مساعدة الأسرة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، نوصيك بتقوى الله تبارك وتعالى، ونتمنى أن تفوز بدعاء الوالدين، وندعوك إلى أن تحسن إلى من يحتاج للمساعدة والإحسان، فإن من كان في حاجة الناس كان العظيم تبارك وتعالى في حاجته.
نتمنى أن نسمع عنك الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.