السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله.
سكب على يدي ماء مغلي، من الغلاية الكهربائية منذ خمسة عشر يوما، فتكونت فقاعة أو كورة بها ماء ثم تفرقعت، ومن ثم ذهبت إلى الدكتور الصيدلي، فوضع لي شاشا وفازلين وربطها، ووضع كريم درمازين ولم تتحسن الحالة، وربطها لمدة أربعة أيام، وبعد ذلك تركها بدون ضماد، ووضعت كريم ميبو تحسنت قليلا، والآن لون الجلد وردي وحولها سواد.
ماذا أفعل في هذا السواد؟ هل أتركها بدون ضماد؟ متى سوف تتحسن؟ وهل أمارس شغل المنزل عادي أم ماذا؟
ولدي موضوع آخر هو أني لا أنام بطريقة طبيعية منذ أن حدثت لي هذه الفقاعة، في رمضان بشكل عام، وآسفة على الإطالة عليكم.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعتقد أنه قد تم الالتئام بشكل جيد -والحمد لله- من خلال وصفك للحالة، وعادة ما يستمر اللون الوردي فترة بعد الحروق، ولكنك تعانين أيضا من زيادة في الصبغة وبالأخص حول المكان الوردي كما ذكرت.
ولا داعي لاستخدام الضمادات، طالما تم الالتئام، وأنصح أن يتم معاملة الجلد برفق وتجنب العمل المنزلي، وبالأخص التعرض المباشر للمنظفات، والمواد الكيميائية الأخرى: مثل الكلور، أو ما شابه، لأن الجلد مازال به التهاب، ويمكنك ارتداء القفازات الواقية، إذا كانت هناك ضرورة للعمل المنزلي، واستخدمي واق من الشمس، قبل الخروج والتعرض للشمس، لأن المكان المصاب في اليد معرض للشمس، حتى لا يزيد نشاط الخلايا الصبغية، ويزيد اللون الداكن.
أخيرا يمكنك استخدام كريما مبيضا Hydroquinone 2% مرة واحدة مساء يوميا لمدة شهر للتخلص من اللون الداكن وفقكم الله.
.....................................................................................
انتهت إجابة الدكتور د. محمد علام - استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية -.
وتليها إجابة الدكتور د. محمد عبد العليم - استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
............................................................................................
ففيما يخص التعامل مع الفقاعة أو التقرح الناتج من الماء الساخن الذي أصابك في يدك، فقد أفادك الأخ الدكتور محمد علام بمعلومات ممتازة جدا، أرجو اتباع ما ورد في هذا الإرشاد، وإن شاء الله تعالى تختفي الآثار التي نتجت عن هذا الحادث.
من الناحية النفسية؛ أود أن أتطرق لموضوع النوم، وأنت ذكرت أنك لا تنامين بصورة طبيعية منذ هذه الفقاعة أو في رمضان بشكل عام.
اضطراب النوم الذي تشتكين منه هو نوع من عدم انتظام النوم الظرفي، ويقصد بذلك أن ضغوط معينة هي التي أدت إلى اضطراب النوم، والظروف في حالتك واضحة جدا وهي أنه خلال شهر رمضان المبارك قد يظهر الناس، والبعض يميل إلى النوم النهاري، وهذا كله يؤدي إلى عدم انتظام في المنظومة الكيميائية والبيولوجية المسئولة عن تنظيم النوم داخل الدماغ، والبعض يسمي هذا اضطراب الساعة البيولوجية.
والسبب الثاني : هو بالطبع هذا الحدث الذي حدث لك، تعرضك للماء المغلي وما نتج منه من فقاعة في الجلد، وأثرت عليك نفسيا، وهذا أدى إلى قلق ظرفي مرتبط بهذه الحادثة، وهذا أيضا قد يكون زاد من اضطراب نومك.
الحالة - إن شاء الله تعالى - بسيطة جدا، وأنا لا أريدك أبدا أن تتناولي أي أدوية منومة، فقط المطلوب منك هو نوع من الترتيب، والتعديل، والتغيير في نمط أنشطتك اليومية، وهذا في نهاية الأمر ينتج عنه انتظام كامل في النوم.
من أهم الأشياء التي يجب أن تطبقيها هي ألا تنامي في أثناء النهار، وأن يكون لك ساعة معينة ليلا تذهبين فيها إلى الفراش، مثلا الساعة التاسعة والنصف
أو العاشرة ليلا، اذهبي إلى الفراش وكوني حريصة جدا على قراءة أذكار النوم، وكوني في حالة استرخاء، وأقصد بذلك ألا تكوني مشغولة بشيء قبل النوم، أوقفي تماما الأنشطة الجسدية وكذلك التفكير، وفكري فيما هو طيب وفيما هو سعيد، - وإن شاء الله تعالى- هذه الحالة الاسترخائية التي تنتج من التفكير الجيد والإيجابي تسهل عليك النوم كثيرا، كما أن تثبيت وقت النوم ليلا يؤدي إلى تعود وتوائم وانتظام الساعة البيولوجية.
ربما تواجهك بعض الصعوبات في النوم في الليلة الأولى والثانية، لكن بعد ذلك سوف تجدي أن الأمر قد تحسن كثيرا.
أنصحك أيضا بتناول حليب دافئ ليلا، وتجنبي تماما تناول الشاي والقهوة والبيبسي والكولا، وكذلك الشكولاتة، لأن هذه المركبات جميعها تحتوي على مادة الكافيين، ومادة الكافيين هي من المواد المثيرة للإنسان والتي قد تؤدي إلى اضطراب أو ضعف في النوم.
من المهم جدا أيضا أن تطبقي تمارين استرخائية بسيطة، ويمكن تطبيقها وأنت مستلقية على الفراش، أغمضي عينيك، تأملي وفكري في حدث سعيد، بعد ذلك خذي نفسا عميقا عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم، وكرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات متتالية، وذلك حين تذهبين إلى الفراش من أجل النوم، هذا سوف يساعدك كثيرا، - وإن شاء الله تعالى - لإتباعك لما ذكرته لك سوف يتحسن نومك كثيرا.
أما موضوع الفقاعة الموجودة على الجلد فهذا - إن شاء الله تعالى – أثر نتج من الماء المغلي وسوف ينتهي تماما، ولعلها انتهت تماما حين تصلك هذه الرسالة، فكوني مستبصرة واجتهدي في دراستك، ولا تهتمي أبدا لصغائر الأمور من هذا النوع.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.