السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 20 سنة، أعاني من المزاجية والتقلب والتضارب في شخصيتي، كل يوم حالة جديدة (حزين - سعيد - قوي – ضعيف- متفائل - كئيب- متكلم - صامت - واثق من نفسي - غير واثق- أخالط الناس - انطوائي - هادئ - عصبي- ومنفعل وقلق).
أحيانا أكون قادرا على التحدث، وبكافة المواضيع بطلاقة وانسيابية، وأحيانا أتلعثم في الحديث وكأن الأفكار هربت من ذاكرتي، أحيانا أكون قادرا على مواجهة الناس في كل شيء، وأحصل منهم على ما أريد من خلال سحرهم بكلماتي وأسلوبي اللطيف المتزن، وأحيانا أخرى أكون عاجزا عن تحقيق أبسط الأشياء، وعاجزا عن النجاح في أتفه المواقف.
كل يوم أو يومين لي وضع جديد، حتى أحيانا في اليوم لي أكثر من مزاج، نفسيتي ترتاح عند مشاهدة الكوميديا المضحكة والمسلية، وتكتئب وتحزن مع المشاهد الدرامية المحبطة والأناشيد الحزينة.
تعبت واكتئبت، لست قادرا أن أرسو على بر، وعلاقاتي الاجتماعية مثل البورصة يوم أبيض ويومين أسود فهي ضعيفة كثيرا، والكآبة تفوق الانشراح والاتزان، حاولت أوازن نفسي من خلال العبارات الحماسية (أنا قوي –أنا قادر) كي أثبت على شخصية واحدة متزنة ولكن بدون جدوى، تعبت وأصبحت لا أثق في نفسي دائما متوتر وقلق.
سمعت عن كثير من الأدوية التي تحسن من حالتي المزاجية، وتزيل الاكتئاب، ولكن لا أريد أن أصف لنفسي العلاج لأني لا أحسن ذلك، وأتمنى تساعدوني في محنتي؛ لأني في العد التنازلي، وغير قادر على مواجهة الحياة في مثل هذه النفسية المتقلبة، وغزة ليس فيها اهتمام كبير بالطب النفسي، وأنا أتابع كثيرا من الاستشارات النفسية على موقعكم المميز، وتعرفت على أدوية كثيرة من خلاله، وأرجو منك أن تصف لي الدواء المناسب لحالتي، والجرعة والكمية، وأعراضها الجانبية، ومدة العلاج، لأني أدمر نفسي مع الوقت.
وأتمنى يكون الدواء قليل الأعراض الجانبية، وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أؤكد لك أنني قد أطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها، وأستطيع أن أقول لك ومن المعلومات المتاحة أنه ربما يكون لديك تقلب بسيط في المزاج مع بعض الميول الاكتئابية، ولم أتلمس أبدا أنك تعاني من ما يسمى بالقطب الانشراحي.
التقلبات المزاجية نعتبرها أمرا طبيعيا في كثير من الحالات، البناء النفسي للشخصية للإنسان قد يلعب دورا في ذلك، تقلب المزاج حين يتطبع عليه صاحبه ويعرف نقاط قوته وضعفه يستطيع أن يتعامل معه بصورة جيدة جدا، مثلا أنت كما ذكرت محاولتك أن توازن نفسك من خلال العبارات الحماسية والحاسمة هذا نوع من العلاج السلوكي الجيد جدا، إدارة الوقت بصورة صحيحة علاج سلوكي ممتاز، ممارسة الرياضية، وتمارين الاسترخاء أيضا مفيدة، وأن تضع لنفسك هدفا، وتحاول أن تضع الآليات التي توصلك لهذا الهدف أن تكون لك صحبة ورفقة طيبة، وأن تسعى دائما لبر والديك -فيا أخي الكريم- السلوك يمكن أن يعدل من خلال تطوير بعض المهارات الأساسية لدى الإنسان، وهي تقوم على الأسس التي ذكرناها لك.
بالنسبة للعلاج الدوائي حقيقة أنا في مثل حالتك بالرغم لتقديري الشديد جدا للظروف في غزة، لكن ربما يكون من الأجدر والحكمة أن لا أصف لك دواء في هذه المرحلة لأن المتطلبات الرئيسية قبل أن تشرع في تناول الدواء هي أن يتم اختبار الشخصية بالنسبة لك، كذلك هنالك اختبارات مقننة ومعروفة لتحديد الحالة المزاجية، أنا من السهل جدا أن أصف لك أحد هذه الأدوية المضادة للاكتئاب مثلا، لكن أخاف أن يكون لديك ما يعرف بثنائية القطب، أي أنك تدخل في مزاج اكتئابي، لأن مضادات الاكتئاب قد تدفعك بسرعة وسهولة جدا إلى المزاج الانشراحي، وهنا نكون قد ألحقنا بك ضررا، ونحن نقصد الفائدة.
فيا أيها الفاضل الكريم حاول أن تطبق ما ذكرت لك من تمارين بسيطة الهدف منها هو تأكيد الذات، وقد ذكرتها لك فأرجو أن تتبعها، وإن تمكنت من أن تقابل طبيبا حتى ولو مرة واحدة تناقشه في موضوع إجراء تحليل الشخصية، وتحديد نوع المزاج هذا إن شاء الله تعالى يكون أفضل، وأن لم تتمكن من ذلك لا مانع -أيها الفاضل الكريم- أن تتواصل معي، وبعد ذلك ننظر في أمرك بخصوص بعض الأدوية التي نسأل الله تعالى أن يفيدك بها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.