السؤال
قبل ثلاث سنين يأتيني خفقان فجأة وخوف وضيقة صدر، ولا أستطيع النوم، أتقلب على الفراش 7 ساعات، بعدها أنام ساعتين مع ملل فظيع، جاءتني بعد ترك الدراسة ولم أستطع الزواج، فهل هي أعراض اكتئاب؟
رغم أني محافظة على الصلاة في أوقاتها.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن رسالتك مختصرة جدا، ومن خلال ما ذكر فيها أستطيع أن أقول لك إنه ربما تكون لك صفات وسمات ما يعرف بقلق الاكتئاب، أو الاكتئاب القلقي، أو القلق الاكتئابي، بمعنى أنه لديك أعراض قلق، ولديك أعراض اكتئابية بسيطة.
أود أن أنبهك لحقيقة هامة جدا وهي أن محافظتك على الصلاة شيء عظيم، وأرجو ألا يوسوس لك الشيطان، ويدخل في عقلك ووجدانك فكرة لماذا أنت هكذا بالرغم من محافظتك على الصلاة؟ الإجابة بسيطة جدا، وهو أن هذه الحالات النفسية البسيطة -وغيرها- يصاب بها البر والفاجر، المسلم والكافر، الغني والفقير -وهكذا- لكن قطعا المسلم يتقبل الابتلاء بصورة أفضل، وهذا يقوي من دفاعاته النفسية، وأنت -إن شاء الله تعالى- تسيرين على هذا الطريق، فلا يوجد أي تناقض ما بين وجود الأعراض والالتزام بالدين، فالإنسان هو إنسان في نهاية الأمر، وإن كانت هنالك فوارق أشرنا إليها.
أنا أريدك أن تذهبي وتقابلي الطبيب الباطني -مثلا- أو طبيبة الأسرة، وذلك لأن تقومي بإجراء فحوصات بسيطة جدا، تتأكدي من مستوى الدم -أي من قوة الهيموجلوبين- لديك حتى نتأكد من أنك لا تعانين من فقر في الدم، تأكدي من مستوى السكر، هنالك فحص معين يسمى وظائف الغدة الدرقية، لا بد أيضا أن نتأكد من ذلك، لأن زيادة إفراز الغدة الدرقية أحيانا يؤدي إلى القلق والتوتر والضيقة، وتسارع ضربات القلب.
إذن القاعدة الطبية الصحيحة والجيدة هي أن نبدأ بإجراء فحص عام، وهذا بسيط جدا، -وإن شاء الله تعالى- النتائج تكون مطمئنة تماما.
أنا أميل كثيرا للجانب النفسي كما ذكرت لك، لكن سيكون من الأصلح والأفضل أن نبدأ هذه البداية الطبية.
بعد أن يتم التأكد من كل ما يتعلق بصحتك الجسدية، بعد ذلك ننتقل للجانب النفسي وهو واضح جدا بالنسبة لي، وهذا يعالج من خلال ما نسميه بالتفكير الإيجابي، فيجب ألا تنغمسي في الأفكار السلبية، أمامك -إن شاء الله تعالى- فرص طيبة في الحياة، الحياة طيبة وجميلة، وأنت صغيرة في السن، وإن شاء الله تعالى من خلال التفكير فيما هو طيب وإيجابي ينتقل الفكر السلبي ليتحول إلى فكر إيجابي، وساعدي نفسك من خلال الإكثار من التواصل الاجتماعي المفيد، المشاركة فيما يخص الأسرة، الالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم، الصحبة الطيبة الصالحة المفيدة، هذه هي الأسس التي يغير الإنسان من خلالها نمط الحياة، وحين يتغير نمط الحياة يحس الإنسان براحة نفسية.
الجانب الآخر هو: أعتقد أنك في حاجة إلى علاج دوائي، إن استطعت أن تقابلي الطبيب النفسي هذا جيد، وإن لم تستطيعي فهنالك أدوية ممتازة جدا تحسن المزاج بشكل واضح، وكذلك تحسن النوم، من هذه الأدوية يوجد دواء يعرف تجاريا باسم (ريمارون) واسمه العلمي هو (ميرتازبين) هذا الدواء مفيد وجيد، يزيل القلق والاكتئاب، ويحسن النوم، والجرعة المطلوبة في حالتك هي نصف حبة فقط -أي خمسة عشر مليجراما، لأن الحبة تحتوي على ثلاثين مليجراما- يتم تناول هذه الجرعة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف من تناول هذا الدواء.
وبجانب الريمارون هنالك دواء آخر بسيط جدا (مساعد) يعرف باسم (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول) أعتقد أن تناوله بجرعة عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم بجرعة عشرة مليجراما –أي حبة واحدة– يوميا لمدة شهر آخر سيكون أيضا أمرا جيدا ومفيدا. هذه الأدوية بسيطة وجميلة وممتازة جدا.
حسني صحتك النومية أيضا من خلال تجنب النوم النهارين، والحرص على أذكار النوم، وتثبيت وقت النوم ليلا، وتجنب شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والبيبسي والكولا، وذلك بالطبع في فترة المساء.
تطبيق تمارين الاسترخاء أيضا سوف يفيدك جدا، وفي هذا السياق ارجعي لاستشارة تحت رقم (2136015) وطبقي ما ورد فيها من إرشادات بسيطة جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.