السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله العظيم أن يفتح لكم أبواب الرحمة والمغفرة, وأن يرزقكم من حيث لا تعلمون, اللهم آمين.
أوجه شكري وامتناني للقائمين على هذا الصرح الشامخ, وعلى رأسهم الدكتور محمد عبد العليم الأخصائي النفسي, بارك الله فيكم.
أعاني من سلس البول منذ قرابة السبع سنوات, ولا أدري ما السبب, حيث إني بعد التبول (أكرمكم الله) بعدة دقائق تبدأ بعض القطرات بالنزول, مما يجعلني أضع مناديل على العضو كي لا يصيب ملابسي الداخلية شيء من البول, وهذا الأمر أزعجني؛ لأني أحيانا أتوضأ وأذهب لأصلي, وأتذكر المنديل وأنا في الصلاة, وأبدأ بالوسوسة, هل نزعت المنديل أم لا؟
لا أدري هل أقطع صلاتي أم لا؟ أيضا أتحرج أن أقطع صلاتي في المسجد, وهل بعد ما أنزع المنديل لأتوضأ؛ هل يجب علي غسل العضو أم لا؟
أرجو شرح سبب ما أعاني منه, وذكر العلاج, وهل مرضي خطير أم ماذا؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يامن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
عادة ما يكون نزول قطرات بول بعد التبول بسبب احتقان البروستاتا الناتج عن كثرة الاحتقان الجنسي, أو كثرة تأجيل التبول, أو التهاب البروستاتا, أو الإمساك المزمن, أو التعرض للبرد.
احتقان البروستاتا عادة ما يكون بسبب كثرة ممارسة العادة السرية, وبالتالي فهذه الأعراض ستتحسن تدريجيا بالامتناع عن هذه العادة, حيث إن احتقان البروستاتا يؤدي إلى حجز قطرات من البول في عنق المثانة, وبالتالي يكون هناك شعور بعدم الإفراغ الكامل, ويمكن أن تنزل هذه القطرات في أوقات غير مناسبة.
كما أن احتقان البروستاتا يؤدي إلى زيادة إفراز المذي والودي, مما يؤدي إلى نزولهما في أي وقت, فلا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة, والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك, وتفادي التعرض للبرد الشديد, ويمكن تناول علاج يزيل احتقان البروستاتا مثل: Peppon Capsule كبسولة كل ثمان ساعات, أو البورستانورم, أو ما يشبههما من العلاجات التي تحتوي على مواد تقلل من احتقان البروستاتا مثل الـ Saw Palmetto و الـ Pygeum Africanum و الـ Pumpkin Seed فإن هذه المواد طبيعية, وتصنف ضمن المكملات الغذائية, وبالتالي لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة (أي عدة أشهر) حتى يزول الاحتقان تماما.
والله الموفق.
________________________________________________
انتهت إجابة د. أحمد عبد الباري، وتليها إجابة المستشار الشرعي الشيخ أحمد الفودعي:
________________________________________________
فمرحبا بك أيها -الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمن عليك بالشفاء العاجل، وأن يذهب عنك كل مكروه.
قد أفادك الطبيب من الناحية الصحية، ونحن نوصيك أيها الحبيب بالتداوي، فإن الله عز وجل لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء، كما قال نبينا - صلى الله عليه وسلم – فخذ بالأسباب، وأحسن الظن بالله سبحانه وتعالى بأنه سيشفيك ويزيل عنك ما تكره، فإن الله تعالى عند ظن عبده به، كما أخبر بذلك في الحديث القدسي.
أما من الناحية الشرعية: فإنك لست من أصحاب سلس البول ما دام البول ينقطع عنك بعد دقائق من التبول، وهذا الانقطاع يكفي لأن تتوضأ فيه وتصلي الصلاة، ومن ثم فإنك لا تعامل معاملة أصحاب الأعذار، بل أنت من الناحية الشرعية كغيرك من الأصحاء، الواجب عليك أن تنتظر انقطاع البول، ثم بعد هذا الانقطاع تستنجي بأن تغسل موضع النجاسة من بدنك، ثم تتوضأ وتصلي، وما تفعله من وضع المناديل بعد التبول لتمنع بها انتشار البول ونزوله على الملابس شيء حسن، فإذا كان هذا الوضع بعد الاستنجاء وغسل موضع النجاسة فإنك إذا تيقنت نزول البول وجب عليك أن تستنجي وتزيل عنك هذه المناديل؛ لأنها أصبحت متنجسة، ثم تتوضأ وتصلي.
أما إذا لم تتيقن نزول قطرات البول وكان مجرد شكوك فلا تلفت لهذه الشكوك، لأن الأصل أنه لم ينزل منك بول، حتى تتيقن يقينا جازما تستطيع أن تحلف عليه بأنه نزل منك بول.
وبهذا -أيها الحبيب- ستدفع عن نفسك شرا عظيما وهو شر الوسوسة، التي إذا تسلطت على الإنسان أفسدت عليه دينه ودنياه.
إذا تيقنت من نزول القطرات وأنت في الصلاة أو تيقنت من نزولها قبل الصلاة، ونسيت أن تستنجي، وأن تزيل عنك المناديل، فالواجب عليك أن تقطع هذه الصلاة، لأن الصلاة – والحال هذه – لا تصح، فقد قال - عليه الصلاة والسلام -: (لا يقبل الله صلاة بغير طهور) ومن الطهارة المشترطة للصلاة طهارة البدن من النجاسة، والطهارة من الحدث، فإذا كنت قد أنزلت شيئا من البول بعد الوضوء فقد انتقض وضوؤك وصرت حاملا للنجاسة، فالواجب عليك الطهارتان (طهارة النجاسة) بأن تغسل موضع النجاسة من بدنك وتزيل المناديل عنك، و(طهارة الحدث) بأن تتوضأ، ولا تصح الصلاة بغير هذا.
لا تستح مما أنت فيه، فأنت معذور، ولا حياء في الحق، فاخرج من هذه الصلاة، وإذا فاتتك الجماعة فأنت معذور، وما فاتك من جماعة فإن الله عز وجل سيكتب لك أجرها ما دمت عازما عليها لولا هذا العذر.
نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء، وأن يذهب عنك ما تكره.