شهيتي مفتوحة للطعام وأريد إنقاص وزني فأعينوني.

0 473

السؤال

أنا فتاة عمري 15 سنة، لست سمينة، لكني أعاني من وزن زائد قليلا، وهذا الشيء يضايقني، أحس أن رفيقاتي أنحف مني، وأنا لا أستطيع أن ألتزم ببرنامج غذائي محدد لإنقاص الوزن، وهناك أعشاب كثيرة نصحت بها، جربتها لكن لم أستطع المداومة، قرأت في هذا الموقع أنه يمكن إنقاص وزني في رمضان بممارسة الرياضة في المساء، وعدم أكل جلد الدجاج، ونصائح كثيرة لكن لم أستطع الالتزام بأي منها.

والمشكلة أن شهيتي مفتوحة دائما على الطعام، وأنا أعيش في منزل لربما لا يمكن فرض رأيي على الجميع، أي أريد تناول كذا وكذا بحجة أن لا أسمن أو أحافظ على وزني، باختصار تعودت أنهم إن طبخوا أي شيء في رمضان أو غير رمضان أن آكل منه من دون مشاكل، ولا ألتزم نظاما معينا، فأنا أريد التشخيص المناسب لحالتي، أنا فقط أريد أن أنحف 7 كغم في شهر أو شهرين، لا يهم، المهم أن أخسرها باتباع نفس طريقتي القديمة، فهل هذا ممكن؟ وكيف أمنع شهيتي الزائدة التي تنفتح على كل شيء؟

أريد نصيحتكم في أطباق ربما تقلل الوزن في رمضان أو غيره، وهل شوربة العدس منها؟ أنا أحبها كثيرا على الفطور، وهل أداوم عليها؟ وهل هي مفيدة لي بعد رمضان لإنقاص الوزن من المثابرة عليها وجعلها دائما على المائدة، وما الوجبات التي يفضل تناولها على السحور؟ مع أنني لا أتناول السحور بل آكل قبل النوم، فهل هذا ينقص الوزن أم أنه تجويع لنفسي لا أكثر؟

وهناك سؤال آخر: هل ورق الملفوف عند نقعه في ماء ساخن ووضعة على الجسم في الليل ينقص الوزن أم هذا كله شيء متداول لا يجني الفائدة المرجوة؟

وأيضا إذا نحفت -إن شاء الله- كيف أستطيع أحافظ على وزني بعدها أن لا يزيد أبدا؟ وهل المداومة على الصلاة والفرائض والسنن وصوم يومي الإثنين والخميس يساعد في إنقاص الوزن عند المداومة على ذلك؟ وهل صحيح أن جسم الشخص تجاوز سن الخامسة عشر وهو بكتلة معينة يصعب إنزال وزنه بعدها؟

آسف لأسئلتي الكثيرة لكن إنقاص وزني صار شيئا مهما بالنسبة لي وأنا بسن المراهقة هذه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شيء طيب وجميل جدا أن تصل ثقافة إنقاص الوزن إلى أبنائنا وبناتنا صغار السن، وهذا يدل على وعي كامل بأخطار السمنة ومشاكلها حتى ولو بالتقليد للآخرين؛ لأنه في النهاية نحصل على الجسم والوزن القياسي بصرف النظر على الدوافع والأسباب.

والسمنة المفرطة في الأطفال كما قلت في آخر رسالتك تؤدي إلى مشاكل كثيرة، ولا يمكن إنقاص الوزن يسهولة، وطالما أنك غير سمينة، والموضوع يتعلق بالوزن الزائد، فالأمر بسيط مع الرغبة في إنقاص الوزن والحرص على ذلك.

والأطعمة -يا ابنتي- لها مؤشر يسمى glycemic index أو مؤشر السكر في الطعام، وعلى رأس هذا المؤشر في نسبة السكر الزائد العسل والتمر ونسبة السكر فيها 100% وفي أسفل المؤشر الملفوف للأكل على شكل سلطات وليس محشيا بالأرز والمكسرات، وكذلك أسفل المؤشر الزهرة والقرنبيط، وتصل نسبة السكر فيها إلى أقل من 10% وبينهما تتدرج الأطعمة والفواكه والأشربة، فالماء مثلا لا يوجد به سعرات حرارية أو سكر، ويستخدمه البعض فى الرجيم بدلا عن العصائر، وكلما شعر بالجوع شرب ماء وهكذا.

والتفاح الأخضر أقل سكر من الأحمر، والتفاح الأحمر أقل سكر من العنب والموز، والعنب أقل سكر من التمر، وأرجو أن يكون المعنى واضحا الآن، فكل الأطعمة ذات السكر العالي مثلا الشيكولاتا والمياه الغازية والحلويات تزيد الوزن، والأطعمة مثل السلطات والخضار المطبوخ والطازج، والفاكهة قليلة السكر، تساعد على إنقاص الوزن؛ لأن كمية السعرات الحرارية فيها قليلة.

ولو فرضنا أنك تحتاجين في اليوم إلى 2000 سعرة حرارية من كل الأطعمة والأشربة، فيمكن أن تأخذيها فقط في ساندوتش منفوخ من هارديز، ومعه مياه غازية، وباقي أكل اليوم للتخزين في الجسم في صورة دهون.

ومن الممكن أن نأكل طعاما معتدلا مثل الدجاج المشوي المخلي بدون الجلد والعظم أو السمك المشوي ومعه السلطات، خصوصا سلطة الملفوف والأوراق الخضراء والخبز الأسمر، والبقوليات، مثل الفول والعدس، ونشعر بالشبع، وفي حدود 1500 سعر حراري، ويخصم باقي الاحتياج اليومي من مخزون الدهن في جسم الإنسان، وبالتالي ينقص الوزن بشكل متدرج وغير مرهق، مع ممارسة الرياضة طبعا، خصوصا المشي.

والمهم الإرادة القوية، والاستمرار على نظام قابل للتنفيذ، وليس نظاما قاسيا لمدة أسبوع ثم نعود لنأكل كميات كبيرة من الطعام.

أما أن نحصل على نظام سحري لإنقاص الوزن في إسبوع أو شهر، فهذا كلام غير علمي وغير قابل للتنفيذ، وفيه ضرر على صحة الإنسان، خصوصا إذا كان فيه أدوية.

والصلاة والعبادة، ومنها الصوم، غذاء للروح، كما الطعام غذاء للجسد، ولا تضيعي قيمة الصوم بنية الحمية وإنقاص الوزن، ولكن اجعلي الصوم بنية التقرب إلى الله واستشعار الجوع رحمة للفقراء، ووسيلة للعطف عليهم، وكثير من الصائمين يزيد وزنهم في شهر رمضان، رغم أن ساعات الإفطار 8 ساعات، وساعات الصيام 16 ساعة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات