أصابني ضيق التنفس الدائم ، ما العلاج؟

0 698

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة ود محمد عبد العليم تحياتي لكم ولإسلام ويب، لما تقومون به من مجهود كبير يحسب لكم عند الله عز وجل، وفى قلوب الناس.

أنا شاب 34 سنة، ومتزوج وأعول أولادا.

منذ كان عمري 10 سنوات وأنا حساس للغاية، حتى وكأني أشعر أني فتاة من فرط الخجل والحساسية، مما أثر علي هذا الأمر عندما كبرت، ليس لي أصدقاء كثير، بل لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، وأصدقاء ليسوا أصدقاء أصدقاء لأنهم كلما اقتربوا منى خطوة واحدة في مشوار صداقتنا ابتعدت أنا عشر خطوات.

الخجل المفرط يلازمني حتى وكأني أشعر أنني بدعة بين الخلق! لا أتواصل مع أصدقائي أبدا لا في أفراحهم ولا في أحزانهم، مجر لقاءات عابرة.

أنا سمين، وأستحيي من صدري البارز، ومن وسامتي، لا أستطيع أن أكون صداقات مع الجنس الآخر رغم حبي ولهفتي لهن، وذلك لنفس الأسباب التي ذكرتها لكم (الخجل والحساسية).

أشعر وكأني بين أصدقائي شاب شاذ! على الرغم من أنى لم أمارس الشذوذ من قبل، وأحب النساء جدا، وأستثار بشدة منهن، ولكن يبدو أن ذلك بسبب حساسيتي الزائدة، وخجلي المفرط، يبدو أن سبب ذلك أني تربيت في جو من القسوة والعنف والخوف من العقاب، وأخيرا منذ 10 سنوات أصابني القلق النفسي والخوف والهلع والوسواس القهري، وسبب لي هذا الأمر إعاقة لي في ممارسة حياتي، حيث جعلني عصبيا جدا وعنيفا في التعامل، وعدوانيا مع الناس!

لا أستطيع تكوين صداقات مما جعلني غير اجتماعي بنسبة 85 % وأشعر وكأني بلد محتل لا يستطيع الترقي والنهضة بذاته، وكل همه التخلص من الاحتلال الذي يقيد كل طموحاته.

لقد ذهبت إلى العديد من الأطباء النفسيين على الرغم من ظروفي الاقتصادية السيئة ولكن مشكلتي الأولى أنني لا أستطيع تحمل الآثار الجانبية للدواء لأنه بالعامية (كده بيعمل لى دماغ) أي يجعلني مخدرا كمتعاطي المخدرات ويفصلني عن العالم الخارجي واشعر وكأني تائها وغير موجود، فأضطر لعدم تناوله من ثاني أو ثالث مرة على الأكثر.

مما زاد الطين بله أنني أصبت بحالة من ضيق التنفس الذي يجعلني أتمنى الموت في كل وقت، وهذه الحالة مستمرة مع على طول منذ 5 سنوات، وتزداد ليلا، وهي من أتعبتني جدا أكثر من القلق والوسواس والخوف والهلع، وبسببها لم أستطيع أن أستمر في عمل معاناة دائمة ليس لها مثيل.

من خوفي من الأدوية النفسية استعملت صفامود بمعدل نصف قرص يوميا ولم يأت معي بأي نتيجة وقرأت عن نودبرين أقراص واستعملت منه نصف قرص يوميا وأيضا لم يأت معي بأي نتيجة تذكر وكثيرا ما ترددت على أقسام الطوارىء ليلا في المستشفيات الحكومية اثر ضيق التنفس ولكن جلسات الاوكسجين لم تخفف معاناتي أيضا فقدت عملي وأخشى السفر من اجل العمل وأخشى اى عمل يكون ليلا وأخشى الخروج إلى مكان بعيد عن البيت خشية من تزايد الأزمة ولا أجد مسعفا أسرتي الصغيرة مهددة بالتشرد من عدم استمرارى في اي عمل أتوسل إليكم بالله أن تجدوا حلا لمشكلتي ومعاناتي التي كرهت بسببها كل مظاهر الحياة مع مراعاة أن تكون الأدوية التي قد تصفوها لا تؤدى بى إلى ما ذكرته لكم لاني اقسم بالله العظيم دماغى خفيفة جدا لا أتحمل أي دواء.

أرجوكم أرجوكم هل من علاج لحالتي؟ وكم سيستغرق وهل يمكن بعد العلاج أن أكون إنسانا طبيعيا يعيش ويتعايش ويتواصل مع المجتمع والناس ؟ أرجوكم فإن ظروفى المادية لا تتحمل أدوية غالية أو التواصل مع طبيب نفسي

أعاني منذ صغرى بانعدام الثقة في النفس ومن الخجل و قد تربيت تربية قاسية خجول للغاية وعندما أسير اشعر وكأن العيون تلاحقني وكأني شيء غريب ليس لي أصدقاء ولا أحب أن ارتاد الأماكن العامة وحدي مثل المقاهي أو السينمات.

كل مشكلتي أنني أعاني من قلق دائم دائم لا يفارقني منذ 10 سنوات، ووسواس قهري، وكذلك أصبت بنوبتين هلع من قبل عام وأعاني من ضيق تنفس مستمر مع طوال الـ24 ساعة لا يفارقني، ويزداد ليلا حيث أشعر أن ضلوع صدري تعتصر بنفسها حتى أتنفس.

كثيرا ما ذهبت للطوارئ للحصول على جلسات تنفس، على الرغم من تأكيد أطباء الطوارئ أني لا أعاني من أي مرض عضوي، وكذلك أعاني من سرعة القذف، وأخشى الذهاب إلى أماكن بعيدة عن بيتي خشية من أن يضيق على نفسي، ولا أجد من يسعفني.

القلق في حد ذاته لا يضايقني، وكذلك الوسواس القهري وأتعايش معها، ولكن ضيق التنفس هذا هو ما لا أستطيع تحمله، لأني أموت كل الوقت بسببه، وفقدت لذة العيش وأصبح مستقبلي مهددا، لأني أرفض أعمالا تستدعي السفر أو العمل ليلا.

أرجوكم وأستحلفكم بالله العظيم أن تجدوا حلا، لأن مستقبلي ومستقبل أولادي مهدد، لاني لا أعمل حاليا بسبب هذا الضيق في التنفس والذي لا أجد علاج له وفى نفس الوقت لا تسمح لي ظروفي المادية بالتواصل مع طبيب نفسي مع العلم انه منذ مايربو عن 7 سنوات تواصلت مع طبيب نفسي ولكني لا أستطيع الاستمرار في تناول الأدوية المقررة نظرا لأنها ( تشعرني وكأني في عالم غير العالم مما يجعلني أخاف جدا أو بالعامية اشعر وكأنها تخدرني جدا جدا ( تعمل لي دماغ ) ولهذا لا أتناولها، فإذا كان يوجد علاج لحالتي فارجوا أن يكون خفيفا جدا، لأني لا أتحمل أي أدوية نفسية أو مهدئة، لأن دماغي خفيفة جدا.

مع العلم أنى تناولت صفامود عادي بمعدل نصف قرص فقط في اليوم، ولا نتيجة تذكر منه، وكذلك تناولت نودبرين أقراص بمعدل نصف قرص يوميا، ولا نتيجة تذكر.

أرجوكم إيجاد علاج لحالتي لأني أموت في اليوم أكثر من 100 مرة! مع مراعاة ما ذكرته لكم، أعانكم الله وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قارون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، وأن يتقبل طاعاتكم في هذه الأيام الطيبة.

إن موضوع الخجل والانزواء والعزلة الاجتماعية كثيرا ما تكون متعلقة بالبناء النفسي للإنسان، لكن الذي لاحظناه في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن معظم حالات الخوف الاجتماعي تكون حقيقة مختلطة ومتمازجة مع شيء من الخجل وكذلك الحياء، وهذا التمازج إذا تفهمه الإنسان يستطيع أن يعالج مشكلته.

الحياء هو أمر طيب وجميل، والخجل يتوقف عنده الإنسان ويسأل نفسه: (لماذا أخجل؟ أنا لست أقل من الآخرين)، والرهاب الاجتماعي يعالج من خلال تحقيره والإكثار من التواصل الاجتماعي.

وجود الثلاثة مع بعضها البعض أعتقد أنه يساعد في عملية الشفاء والتعافي، لكن الأمر يتطلب القناعة التامة بالتغيير، وأن التغيير يأتي من داخل الإنسان وليس من الخارج، ويجب أن يكون هنالك فكر إيجابي، الإنسان يعيد تقييم نفسه، وأنا أطالبك بذلك، وتنظر في الأمور الإيجابية: ما هي السمات والصفات التي تتميز بها حتى وإن كانت بسيطة، انظر إليها بتقدير، وهذا يؤدي إلى تحسين تأكيد الذات لديك، ومن ثم تستطيع أن تطور هذه السمات الإيجابية حتى تسيطر تماما على ما هو سلبي.

كثيرا ما تؤدي المخاوف – وكذلك الاكتئاب النفسي، وكذلك الوساوس – إلى وضع يترصد فيه الإنسان نفسه نفسيا، يسلط على نفسه مناظير خاصة به يلتقط فقط الفكر السلبي الانتقائي التلقائي، وهذه هي المشكلة الكبيرة التي تعقد دائما الخوف وكذلك الاكتئاب والوساوس.

إذن استفد من هذه المعلومة المعرفية، وحاول أن تخرج نفسك من هذا النفق – نفق الأحكام السالبة على الذات – وتناسي ما هو إيجابي أو عدم اعتباره مطلقا.

الأمر الآخر: أنا لا أريدك أبدا أن تكون لك أحكام مسبقة على ما تريد أن تقوم به، حتى مشاعرك السلبية نحو الأدوية - والتي بنيت على تجارب سابقة – لا أريدك أبدا أن تجعلها هي المحرك الأساسي لك في اتخاذ القرار نحو تناول الأدوية.

ما حدث لك بالأمس ليس من الضروري أن يحدث اليوم، والآثار السلبية التي عشتها فيما مضى فيها جانب نفسي كبير جدا، لأن هذه الأدوية محسوبة الجرعات، سلامتها مضمونة جدا، فأريدك أن تتخلص من الفكر الوسواسي التوقعي، والأحكام المسبقة هي التي تؤدي إلى هزيمة النفس.

أمر آخر مهم جدا، وهو أن تتخير الصحبة الطيبة الفاعلة، الإنسان يحتاج لمن يعينه في أمور الدين والدنيا، وهذا مطلوب، والحمد لله تعالى نحن نعيش في مجتمعات متضافرة جدا ومتعاونة جدا.

أنت لك أشياء طيبة (لديك الأسرة، لديك الزوجة، العمل موجود، يمكن أن تطور نفسك) فانطلق هذه الانطلاقات وحقر الفكر السلبي، ابن فكرا إيجابيا، هذا هو المخرج وهذا هو الحل، وكما تعرف الحق عز وجل استودع فينا طاقات جميلة وطيبة جدا، يمكن أن نستفيد منها لنتغير، قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} وقال: {فاتقوا الله ما استطعتم}.

الرياضة لها قيمة عظيمة جدا لتقوية الأجسام، وكذلك تقوية النفوس، وأنت محتاج لها خاصة لأنك تعاني من إشكالية في الوزن، ولديك أيضا ما نسميه بالتحسس السلبي حول شكل الجسد لديك، الرياضة مفيدة ومهمة جدا.

أنا أنصحك أيضا أن تطور نفسك معرفيا، وذلك من خلال الاطلاع، من خلال القراءة، هذا - إن شاء الله تعالى – يعود عليك بخير كثير، ويعود عليك بأكثر ثقة في نفسك.

أخير: أعتقد أن عقار بروزاك سوف يكون مناسبا جدا بالنسبة لك، آثاره الجانبية قليلة، دواء بديع، دواء ممتاز جدا، ابدأ في تناوله بمعدل كبسولة واحدة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوميا، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم - وهذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة – تناول هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، والالتزام بالدواء قطعا سوف يفيدك.

البروزاك موجود في مصر ويعرف بمسماه المحلي باسم (فلوزاك) وسعره معقول جدا، والاسم العلمي بالطبع لهذا الدواء هو (فلوكستين).

ولمزيد الفائدة يراجع علاج الخجل واحمرار الوجه سلوكيا: 267019 - 1193 - 280445 - 278063.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات