أرهقني التفكير في موضوع الخاطب وانتظاره

0 428

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة عمري في بداية العشرين، تقدم لخطبتي شاب، - ولله الحمد - تمت الموافقة عليه مبدئيا، لأنها كانت بين النساء، فطلبوا أن نرسل لهم رقم ولي الأمر، فأرسلناه لهم، ولكنهم لم يتصلوا بعد، ولقد مضى على ذلك أسبوعان تقريبا، مع العلم أننا نعرفهم، ولكن ليسوا بالأقارب لا من قريب ولا من بعيد.

وأنا قد وكلت أمري وفوضته إلى الله، ولكني أرهقت نفسي بالتفكير، وتعبت فأحيانا أقول لعلنا في رمضان، والكل منشغل بالعبادة ولعلهم بعد العيد يتصلوا - بإذن الله -.

أرجوا منكم مساعدتي.

وللعلم: أن من خطبتني تكون قريبة الخاطب، وهي تعمل معي في نفس المركز الذي أعمل فيه، وأخشى أن يؤثر ذلك على علاقتنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت ابوها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك ابنتنا في موقعك، وهنيئا لك بهذه الخطبة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.

ويسعدنا أن نقول لك: بأنه ليس هناك داع للانزعاج، فالمدة المذكورة قليلة جدا، ومشوار الحياة الزوجية، والاختيار، مشوار طويل جدا، وهذا سيحتاج إلى شهور ولكن قليل من الوقت، وعند مفاهيم الناس أن رمضان ليس لهذه الأمور، ولا يفكروا كثيرا في مثل هذه الأمور، وحتى لو كان في غير رمضان فإن كثيرا من الأسر تحتاج إلى فترة طويلة حتى يشاوروا بعض الأطراف، وحتى يسألوا عنك، ومن حقكم أن تسألوا عنهم أيضا، وتتعرفوا عليهم، ولكن أنت في كل الأحوال لا دور عليك، وإذا كان فيه خير وكان الذي قدره الله تبارك وتعالى فسوف يأتيك، واعلمي أن التفكير لا يقدم ولا يؤخر.

كما أن الأخت التي ساعدت في الخير، واخترتك لذلك الشاب هي فاعلة خير، وعلاقتك بها ينبغي أن تظل معها في كل الأحوال فوق الممتاز، سواء حصل الزواج أو لم يحصل، لأنه إن كانت قريبة لذلك الرجل فإن الإنسان في هذه الأمور لا يملك قبول شاب معين أو فتاة معينة، لكن طالما كانت البدايات جيدة ومبشرة، وحصلت موافقة مبدئية فلا أعتقد أن هناك داعي للانزعاج.

وأنت على كل حال – كما قلنا – لست خاسرة، فأجرك ثابت عند الله تبارك وتعالى، وأنت مشكورة على التجاوب مع هذا الخاطب الذي جاء من الباب، وكذلك أيضا النساء بينهن مثل هذه الأمور من التعارف عليها، وقد يطول الوقت قبل أن يأتي الجواب، وإن كنا لا نفضل هذه الطريقة، ولكن هذا الذي يحدث، ربما يكون له أسباب خاصة بالأسر التي تزوجنا منها وارتبطنا بها، وربما يكون لأننا في شهر الصيام، أو ربما يكونوا لأنهم يريدون أن يعطوا لأنفسهم فرصة من أجل السؤال والتعرف أكثر، فقد يكون هناك أكثر من سبب لهذه المسألة.

ونحن نقدر الوضع الذي أنت فيه، ولكن ندعوك بأن لا تشغلي بالك بهذا الأمر، ولكن توجهي إلى الله، لأن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها، فنسأل الله أن يصرف قلوبهم إلى ما فيه الخير لك ولأنفسهم، وأن يسرعوا في مراسيم الزواج، والإنسان ينبغي أن يدرك أن الأصل في الزواج هو أن يستعجل به الإنسان حتى يعف نفسه، وحتى يعين نفسه على الخيرات.

وهنيئا لك بهذا الأدب، وحسن التواصل، وحسن العرض لمشكلتك، وندعوك لئلا تعطي الأمر فوق حجمه، لأن التفكير لا يقدم ولا يؤخر، بل قد يتعب الإنسان، وقد يدعوه إلى الضجر والكآبة، فيدخل فيما يغضب الله تبارك وتعالى من الاعتراض على قضاء الله تبارك وتعالى وقدره.

فأنت غير مكلفة بهذا التفكير، فاشغلي نفسك بالمفيد، وتوجهي إلى الله المجيد، وأقبلي على كتابه سبحانه وتعالى، واعلمي أن الله يدافع عن الذين آمنوا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات