السؤال
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته،
أولا: أود أن أشكركم على الجهود التي تبذلونها للرد على تساؤلاتنا.
المشكلة هي إن خالتي كانت تعاني من نوبات تفقد خلالها الوعي وتصاب بتشنجات ويتغير لونها، كانت خلال تلك الفترة تعاني من بعض الضغوط النفسية لذا قامت بزيارة طبيب نفسي، حيث أخبرها إن لديها بداية اكتئاب ووصف لها دواء استمرت عليه لمدة شهر حيث ستراجعه غدا.
لكن المشكلة هي إن تلك الحالة تتكرر لديها رغم استعمالها للدواء، وأصبحت مؤخرا تشعر بألم في الجهة اليمنى من الرأس يشبه التيار الكهربائي ينتقل من الجهة اليمنى إلى اليسرى ثم بعد ذلك إلى باقي الجسم عندما يحدث لها هذا تشعر أنها تحلم، لذا قررت أن تزور طبيب مخ وأعصاب.
أرجو توجيهنا بخصوص هذه الحالة و شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ najoua حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
فنشكرك بالطبع على اهتمامك بأمر خالتك، وكل عام وأنتم بخير.
حين تصلك الإجابة - إن شاء الله تعالى – سوف تكون خالتك قد راجعت الطبيب، لكن ما سوف نذكره لك يكون - إن شاء الله تعالى – مفيدا.
أنا أتفق تماما مع قرار خالتك للذهاب إلى طبيب المخ والأعصاب؛ لأن نوعية فقدان الوعي الذي يحدث لها وما يصاحبه من تشنجات وتغير في لون جسدها، هذا من وجهة نظري ربما يكون ناتجا من اضطراب في كهرباء الدماغ، لا أحب أن أستعمل كلمة الصرع، لكن ربما يكون هناك شيء من هذا القبيل، وهذه الحالات إن وجدت فعلاجها سهل جدا، وإن أكد لها طبيب المخ والأعصاب بأنها لا تعاني من مرض الصرع فهذا أيضا جيد، فإذن دعيها أن تذهب إلى الطبيب، وتشرح له شرحا وافيا وكاملا ما تعاني، وطبيعة هذه النوبات، وكيف تبدأ وكيف تنتهي، وما هي ملاحظات الآخرين حول هذه النوبات، هذا كله سوف يسأل عنه الطبيب، وبعد ذلك سوف يقوم بإجراء فحوصات، وأهم فحصين: الفحص الأول هو إجراء تخطيط للدماغ، والفحص الثاني ربما يطلبه الطبيب هو: صورة مقطعية للرأس، أو صورة عن طريق الرانين المغناطيسي، وكلاهما أو أحدهما سيكون مهما للتأكد من التشخيص والاطمئنان على حالة خالتك.
ليس هنالك تناقض أبدا أن يجتمع في شخص واحد (الاكتئاب النفسي مع التشنجات الصرعية) بل على العكس تماما خمسين بالمائة من مرضى الصرع خاصة ما يسمى بصرع الفص الصدغي، هذا يكون مصحوبا بالاكتئاب النفسي والقلق والتوترات في كثير من الأحيان، وهنالك وسائل علاجية دوائية معينة يتم من خلالها علاج الاكتئاب الذي يصاحب النوبات الصرعية، حيث هنالك أدوية معينة تعتبر سليمة ومفيدة، وهنالك أدوية مضادة للاكتئاب لا ننصح باستعمالها في حالة وجود التشنجات، هذه معلومات أساسية وبسيطة ومعلومة للأطباء تماما.
إذن هذا هو الذي أنصح به، أن تذهب خالتك إلى طبيب المخ والأعصاب، وإن شاء الله تعالى سوف تطمئن تماما وتوضع لها الخطة العلاجية، وإن طلب منها طبيب المخ والأعصاب أن ترجع مرة أخرى إلى الطبيب النفسي فلا مانع في ذلك، أو يمكن لطبيب المخ والأعصاب أن يتواصل هو مع الطبيب النفسي، وفي مثل هذه الحالة يكون الإشراف العلاجي أفضل، لأن تكوين الفريق الطبي على هذه الشاكلة – أي تعاون ما بين طبيب المخ والأعصاب والطبيب النفسي – يعتبر من أفضل الوسائل الطبية الجيدة وذات الكفاءة العالية.
هذا هو الذي نود أن نوجهك نحوه، وطمئني خالتك، إن شاء الله تعالى سوف تعيش حياة عادية جدا، المهم هو أن تتحصل على العلاج وتلتزم في تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.