كيف أتخلص من الأفكار السيئة؟

0 416

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالبة جامعية، عمري 19 عاما، لباسي واسع غير ضيق أو شفاف، حجابي عادي ليس طويلا أو قصيرا، لكني أعاني من أفكار خبيثة، تأتي للأسف في حق الله، ولا تليق أبدا بعظمته وجلاله عز وجل، وتجعلني أكره نفسي بشدة، وتشعرني أني سأموت كافرة بسبب هذه الأفكار التي تشككني في كل شيء، وتجعلني أسيئ التفكير بالله!

أصبحت أخاف الموت بشدة في أي لحظة، وأخاف يوم القيامة بشكل مهول، أخاف من القبر، ومما أسمعه من ضمته، أخاف أن لا أجيب عن أسئلة الملكين.

دائما أسأل نفسي، هل الله راضي عني؟! ولا أعرف, أغلب هذا التفكير السيئ بالله يأتيني في الصلاة كثيرا، وأعاني من صعوبة في التركيز، حتى في مذاكرتي، ويأتيني عند قراءة القرآن أيضا وأنا أقرأ كثيرا وأستغفر وأسبح الله يوميا، وأبتعد عن المعاصي قدر الإمكان بكل قوة، حتى عندما أدركت لعنة الله للنامصة والمتنمصة توقفت تماما

أنا فعلا أخاف الله كثيرا، وأدعوه دائما أن يكون راضيا عني، ولكن أنا لا أدري ماذا يحدث بداخلي؟ أريد حلا أريد أن أعرف كيف أتخلص من هذه الأفكار؟! وما حجم الذنب الذي أنا فيه بسببها؟ وكيف أكفر عنها، وأتأكد من رضا الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يمنى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى لك مزيدا من التوفيق.

نحن نشكر لك اهتمامك - أيتها البنت الكريمة – بتعاليمك دينك والحرص على مرضاة ربك، وهذا بلا شك هو الذي دفع الشيطان ليحاول صدك عن هذا الطريق الذي أنت فيه بكل ما أمكنه من وسائل.

هذه الوسوسة التي تجدينها - أو الشبهات التي يحاول أن يقذفها الشيطان في قلبك – إنما هي وسيلة من وسائل كيده ليصرفك عما أنت عليه من الخير، فلا تهتمي لذلك، ولا تحزني لما تجدينه، فإن هذه الوساوس إذا صاحبها كراهة منك لها ونفور منك – كما هو واضح من رسالتك – فخوفك من الله تعالى بسببها وبغضك لها ونفورك منها دليل على إيمانك، وهذا ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم – لبعض أصحابه حين شكوا إليه ما يجدونه من الوساوس، فقال: (ذاك صريح الإيمان) فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم – كراهتهم لها وبغضهم ونفورهم منها دليلا على وجود الإيمان في قلوبهم، وكما قيل: ما يفعل الشيطان بالقلب الخرب، فإن الشيطان إذا وجد القلب فارغا من الإيمان خاليا منه لم يهتم بإفساده، وإنما يحاول إفساد القلب المؤمن.

نحن نطمئنك أولا – أيتها البنت العزيزة – إلى صحة إيمانك وسلامة دينك، فلا تحزني بما تجدينه من هذه الوساوس، وينبغي لك أن تسارعي بأخذ الدواء النبوي الذي شخصه النبي - صلى الله عليه وسلم – لهذه الوسوسة بكلمتين وجيزتين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (فليستعذ بالله ولينته) فهذان دواءان عظيمان إذا أخذت بهما وأنت جادة للتخلص من هذه الوساوس فإن الله عز وجل سيتولى عونك ويخلصك منها: الدواء الأول (الاستعاذة بالله) فكلما عرض لك شيء من هذه الوساوس استعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم، والجئي إلى الله، وأكثري من دعائه، والوسيلة الثانية (الانتهاء والكف عن الاسترسال مع هذه الوساوس) وذلك بصرف الفكر إلى غيرها، فإذا تناولت هذا الدواء فإنك ستشفين - بإذن الله تعالى -.

ننصحك – أيتها البنت الكريمة – بملء أوقات فراغك بالنافع من أمر دين أو أمر دنيا، ومجالسة الصالحات، والإكثار من حضور مجالس الذكر والعلم، فإن في هذا مطردة للشيطان، ومرضاة للرحمن، وزيادة للإيمان.

أما ما ذكرت من خوفك من القبر وما فيه من أهوال وشدائد، فنصيحتنا لك – ابنتنا العزيزة – أن تحسني ظنك بالله تعالى، وأنه رؤوف رحيم، مع الاجتهاد بإحسان العمل والإكثار من الصالحات والمحافظة على فرائض الله تعالى، فإن الله تعالى بعباده بر رحيم، وهذه الأهوال كلها يصرفها الله تبارك وتعالى عن من شاء من عباده الذين يرضى عنهم سبحانه وتعالى، فاحرصي على رضا ربك بأداء الفرائض واجتناب المحارم، والإكثار من النوافل والأعمال الصالحة، مع إحسان الظن بالله، وتعليق الأمل به سبحانه وتعالى، ولن يخيب ظنك، فقد قال سبحانه في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما يشاء).

نصيحتنا لك – أيتها البنت الكريمة – ألا تجعلي للشيطان سبيلا ووسيلة للتسلط عليك بفعل المحرمات، فاجتنبي كل ما حرم الله سبحانه وتعالى عليك، والتزمي وامتثلي لأمر الله تعالى، فإن الشيطان إذا رأى منك ذلك يئس منك.

إن مما أمرك الله تبارك وتعالى به التزام الحجاب والحشمة، فيجب عليك أن تغطي بدنك، ومن ذلك الوجه إذا خيفت الفتنة عند ملاقاة الرجال الأجانب، فاحرصي على امتثال ما أمرك الله تعالى به، تجدين بذلك السعادة العاجلة والآجلة.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يقدر لك الخير حيث كان وييسره لك.

مواد ذات صلة

الاستشارات