السؤال
أنا متزوجة منذ سنتين، والحمد لله سعيدة في حياتي الزوجية، ولكن زوجي وبعد سنة من زواجنا اكتشفت أنه يشاهد أفلام إباحية، نافشته في الموضوع قال لي أنه آسف ولن يكررها مرة أخرى، ويقول لي أنه كان يدخلها استطلاع، بعد فترة وجدته يدخل مرة أخرى ويشاهد أيضا صور وناقشته في الموضوع وحلف لي أنه لن يكررها.
والآن اكتشفت في جواله أنه قد شاهد صور إباحية، ماذا أفعل معه؟ هل أخبره أني رأيت هذه الصور أم أسكت؟ كيف أجعله يتخلص من مشاهدة هذه الصور؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ متفائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نسأل الله أن يهدي زوجك إلى الحق والصواب، ونرحب بك في موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونوصيك بأن تستري على هذا الزوج، وأن تهتمي في إظهار مفاتنك ومحاسنك، وأن تقتربي منه أكثر وأكثر، وأرجو أن يكون قائما بواجباته تجاهك كزوجة خاصة واجبات الفراش، لأنه إذا وجد ذلك فهذا يعني أن هذا تأثير سطحي، وفي كل الأحوال محرم، وأمر لا يرضاه الله تبارك وتعالى، لكن كوني عونا لزوجك على بلوغ العافية، وقد ثبت لك أنه مريض فهو يحتاج إلى العلاج، فلا تكرري الفحص، ولكن مارسي هذه العلاجات التي ذكرناها، فأنت وكل امرأة جميلة، لكن هناك زوجات لا يحسن عرض ما عندهن من مفاتن، وحاوري بهدوء: ما الذي يعجبه من الأزياء؟ ما الذي يعجبه من الزينات؟ ما الذي يعجبه في النساء عليه أن يمارسها معك، ويأتي ذلك في الحلال، لأن الإنسان إذا شبع من الحلال فلا نظن أنه سيلتفت إلى الحرام.
ونحن نريد للمرأة المؤمنة صاحبة الحياء أن تراعي ذلك في زوجها، وأن توفر له ما يريد، وأن تجتهد في إبراز ما وهبها الله تبارك وتعالى من مظاهر الجمال ومظاهر الفتنة في جسدها، وإذا كن الشقيات يظهرن ذلك في الحرام فما أحوج المرأة المؤمنة أن تظهر مفاتنها الحلال لزوجها حتى تعف نفسها وتعين زوجها كذلك على بلوغ العفاف.
كلنا أمل في أن يجد الزوج عندك الأشياء التي يبحث عنها، ثم اجتهدي بعد ذلك في النصح له، في تذكيره بالله تبارك وتعالى، وبدلا من الفحص والبحث من ورائه حاولي أن تجعلي في بيتك بيئة إيمان، ذكريه بأن الله تبارك وتعالى لا تخفى عليه خافية، ولا تقفي طويلا عند هذه المسائل التي تجدينها في كل مرة، لأن تكرار الكلام معه سيوصله إلى الإحباط وعدم الثقة فيه وعدم الثقة في أنه يتحسن سيجعل أيضا المشاعر السالبة تتعمق في نفسه، ونحن حقيقة لا نريد هذا، ولكن نريد أن تظهري له أنك واثقة فيه، وأنك تنتظري منه الخير، وأنك حريصة على مصلحته، وعلى أن يبلغ العافية في هذا الجانب.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك ويلهمه السداد والثبات، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونتمنى أن نسمع عنك خيرا، وأن نرى منك حسن تواصل مع هذا الزوج والاهتمام به، واحرصي على حصر المشكلة في إطارها الزماني والمكاني، ولا تجعلي هذه الأخطاء التي تحدث تعكر عليك صفو الحياة، واعلمي أن زوجك يعصي الله في هذا الأمر فاجعلي نيتك إصلاحه ومعاونته على بلوغ الهداية والخير، ونسأل الله تبارك وتعالى لك وله التوفيق والسداد، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين الرجال على غض أبصارهم، وأن يعين النساء كذلك على القيام بواجباتهن تجاه الأزواج.
وتحياتنا لك على هذا التواصل مع الموقع، وأرجو أن تطرحي القضية بكل صراحة وارتياح، ومن حقك أن تطلبي حجب مثل هذه الاستشارات، وحبذا لو نجحت في أن تجعليه يتواصل مع الموقع ليعرض المشكلة، لنستمع إليها من وجهة نظره، ننظر إليها من زاوية أخرى، لأن هذه المسائل تعيننا إن شاء الله على الوصول إلى العلاج الناجع المناسب بتوفيق الله تبارك وتعالى.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونكرر ترحيبنا بك وبه، ونشكر لك هذا الحرص، كما نرجو أن تغتنمي فرصة رمضان في ربطه بالله تبارك وتعالى، فإن رمضان يربي روح المراقبة لله تبارك وتعالى، ولكم منا التحية، وكل عام وأنتم بخير، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم.