السؤال
سلام عليكم
يا دكتور أنا مشكلتي في النوم، أردت أن أغير نومي وأنام بالليل فلم أستطيع النوم ويأتيني أرق قوي لأني أضغط على نفسي بالنوم، وأحيانا أكون مواصلة ليوم وعندما يدخل اليوم الثاني لا يأتيني نوم، ولا أشعر بالنعاس أبدا، وأحاول أن أنام لدرجة أني أبكي، وأقول لماذا لم أنم ومتى سأنام؟ هذا أولا!
أما ثانيا: لي أسبوعان تقريبا أقضي وقت كثيرا بالفراش، وأحس أنني لم أنم، ولا أدخل في النوم العميق، تعبت، مع أني لا أشرب المنبهات، ولا أشكو من أي مرض ولا مشاكل لدي، ولا أفكر بأي شيء يشغلني.
ثالثا: أنا لا أنام في أي مكان غريب إلا بصعوبة، وأنام لساعة أو لساعتين بالكثير وأقوم، أخاف أن يؤثر على مستقبلي بعد الزواج النوم في أي مكان غريب، مع العلم أنه إذا وضعت رأسي بالفراش لا أنام إلا بعد أربع ساعات أتقلب إلى أن أنام.
أرجوك اعطيني حلا أو نظاما لأحسن من حالتي، ولك مني كل الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هنالك عدة أسباب تؤدي إلى اضطراب النوم وعدم انتظامه وصعوبة الدخول فيه، أكبر سبب يواجه الناس في بدايات النوم هو القلق النفسي، الأشخاص الذين لديهم شخصيات قلقية أو أسباب أخرى جعلت الواحد منهم يكون قلقا، يجد صعوبة في بداية النوم، لكن بعد أن ينام قد يكون نومه جيدا.
وإذا كانت هنالك عادات سلبية غير متوافقة وغير جيدة هذا أيضا يؤدي إلى اضطراب النوم، ومن العادات الشائعة جدا والتي تسبب إشكالية كثيرة جدا للناس وتمنعهم من النوم الجيد هو التذبذب والتأرجح في اختيار وقت النوم، تجد بعض الناس ينامون ليلا مبكرا وفي الليلة الأخرى في وقت متأخر جدا وهكذا.
هذا نظام خاطئ جدا لأنه ينتج عنه عدم انتظام في الترتيبات والمعطيات التي تحسن نوم الإنسان، وهي مواد كيميائية وفسيولوجية، وهنالك ومضات كهربائية في الدماغ، والنوم له مراحل، فعدم انتظام في تثبيت وقت النوم يؤدي إلى اضطراب شديد جدا في النوم.
الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى ضعف النوم واضطرابه:
- الاكتئاب النفسي، وبعض الناس الذين يعملون في نظام الشفتات والمنوابات وما شاكل ذلك يكون لديهم اضطراب مكتسب في النوم.
الذي أرجحه في حالتك أن كل الذي تحتاجين إليه هو تنظيم عملية النوم، وذلك على أسس تقوم على:
- تجنب النوم في أثناء النهار، وتثبيت النوم في وقت الليل، والحرص على أذكار النوم، وأن تكوني في وضع استرخائي تام ساعة قبل النوم، وبهذه المناسبة إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) بها إرشادات وتعليمات حول كيفية أن يمارس الإنسان تمارين الاسترخاء، هذه التمارين يمكنك أن تمارسيها صباحا ومساء، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين فيها فائدة كبيرة جدا.
من المهم أيضا تجنب المواد التي تؤدي إلى زيادة اليقظة ليلا، ومن هذه المواد (الشاي – القهوة – البيبسي – الكولا – الشكولاتة) هذه تؤدي صعوبات في النوم.
هذه هي الأسس الرئيسية التي تحسن نوم الإنسان، وفي بعض الأحيان جانب القلق قد لا يكون واضحا، بمعنى أن الإنسان لا يحس أنه متوتر ولا يحس أنه منفعل، لكن اضطراب النوم نفسه قد يكون تعبيرا على نوع من القلق، لذا تناول أدوية بسيطة مثل عقار تربتزول، هذا دواء في الأصل مضاد للاكتئاب، لكن حين يعطى بجرعة صغيرة يحسن النوم جدا.
فحاولي أن تطبقي الأسس التي ذكرتها لك، وإن لم يتحسن نومك يمكن أن تتناولي هذا الدواء الذي يعرف تجاريا باسم (تربتزول)، ويعرف علميا باسم (إميتربتلين)، والجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرين مليجراما، يتم تناولها ليلا لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وبعد ذلك لا مانع من تناوله عند اللزوم.
والتربتزول ليس له آثار جانبية كثيرة، فقط قد يؤدي إلى جفاف في الحلق وثقل في العينين في الأيام الأولى من تناوله، هذا قد لا يحدث مع الجرعة التي نصحناك بها لأنها صغيرة جدا، وإذا لم تتحسن أمورك بعد الذي وجهناك إليه وأرشدناك إليه هنا يجب مقابلة الطبيب، وأنا أتوقع أنك سوف تستفيدين كثيرا إذا طبقت ما ذكرته لك، خاصة كيفية تغيير نمط النوم.
وممارسة الرياضة ذات فائدة عظيمة جدا لتحسين النوم والصحة النفسية والجسدية بصفة عامة، فعلى ضوء ذلك إذا أتيحت لك الفرصة بأن تمارسي أي رياضة تناسب المرأة المسلمة فأرجو أن تأخذي هذه الفرصة وتستفيدي منها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.