السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أختي عمرها 18 سنة، منذ أن كانت صغيرة كانت تعمل أشياء غريبة، مثل إعادة حركاتها، كانت تأخذها بضحك، وكنا نأخذها بضحك ونحن في المنزل، لكن تطور الأمر، وأصبحت عادة مستمرة عندها، ولاحظنا من شهور قليلة وبعد محاولات معها أنها لا تستطيع إيقاف هذه الحركات، تكلمنا معها كثيرا لكنها تكبر الأمر، وتقول أنها لا تستطيع، هي متدينة جدا، ولا تفوت صلاة واحدة، ولكنها لا تذهب خارج المنزل كثيرا، تحب الرياضة لكنها لا تمارسها، تشاهدها فقط، لكنها لا تستطيع إيقاف هذه الحركات، ولو مشت خطوة ممكن أن ترجع وتعيدها ثلاث مرات، وإذا فتحت بابا تغلقه وتفتحه مرة أخرى، علما أنها أيضا تعاني من أنيميا، وعندها وساس أنها لا تنسى سريعا، ولا تسطيع المذاكرة، لا أعلم كيف نفعل معها!؟ فهي رافضة أن تذهب لدكتور نفسي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنشكرك على اهتمامك بأمر أختك، وكذلك نشكرك على الوصف الجيد الذي أوردته لنا، فالأمر أصبح جليا بالنسبة لي حين ذكرت أن أختك لا تستطيع إيقاف هذه الحركات، لو مشت خطوة يمكن أن ترجع تعيدها ثلاث مرات، وإذا فتحت الباب تفتحه وتغلقه مرة أخرى، هذا يسمى بالوسواس القهري، فأختك لديها ما يسمى بالطقوس الوسواسية القهرية، والوساوس يصحبها القلق، ويصحبها الخوف، ويصحبها عسر المزاج، لذا أختك هذه – حفظها الله – تعاني من العزلة والانسحاب الاجتماعي؛ لأنها متألمة نفسيا، نعم هي تقوم بهذه الحركات وتعرف أنها سخيفة، لكن لا تستطيع أن تردها، ولا تستطيع أن تبعدها.
هذه وساوس قهرية، والوساوس القهرية يمكن أن تعالج بصورة ممتازة جدا، لكن الوسواس ذو الطابع الحركي يحتاج إلى علاج مكثف أكثر، ويفضل أن يكون هذا العلاج المكثف تحت إشراف المختصين، وأعني بالمختصين: الطبيب النفسي والأخصائي النفسي الإكلينيكي، أي الذي يطبع مع المريض العلاج السلوكي.
أنت ذكرت أن الفاضلة أختك ترفض أن تذهب إلى الطبيب النفسي، وأرجو أن تتكرمي وتشرحي لها هذه الحالة، ويمكن أن تعرض عليها هذه الرسالة، لا مانع في ذلك أبدا، حتى تعرف أن الذي تعاني منه هو وسواس قهري يمكن أن يعالج بصورة ممتازة جدا عن طريق الطبيب النفسي والأخصائية النفسية، أعتقد أن ذلك يمكن أن يقنعها بأن تذهب لمقابلة المختصين، وإذا رفضت فلا بد أن تراجع الطبيب العام أو طبيب الباطنية أو طبيب الأسرة في موضوع الأنيميا التي تعاني منها، ويمكن أن تذكروا للطبيب أنها تعاني من هذه الحركات، ونحن ذكرنا لكم أن هذا وسواس قهري، وهي تحتاج لعلاج دوائي نفسي ممتاز جدا يعرف باسم بروزاك.
والدواء هذا معروف تقريبا بين جميع الأطباء في جميع قطاعاتهم، وهو دواء في الأصل مضاد للاكتئاب، لكنه أيضا مضاد للوساوس، وسوف يفيد هذه الفتاة – حفظها الله – فائدة كبيرة.
فإذن من خلال الأخ الطبيب العمومي يمكن إقناعها أن تتناول الدواء، والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، يتم تناولها بعد الأكل، وبعد أسبوعين ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك إذا حالتها تحسنت بصورة ممتازة يمكن أن تتوقف عن تناول هذا الدواء.
الدواء لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، وهو سليم جدا ومعروف تماما.
بجانب العلاج الدوائي لا بد من علاجات سلوكية، وتقوم بصفة عامة على مبدأ: نهي الشخص الموسوس عن القيام بوسواسه - هذا ليس بالسهل – وسيصاب بالقلق والتوتر شديد، لكن يحتاج للممارسة والتكرار، وكثير جدا نجحوا في التخلص من وساوسهم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونشكرك على اهتمامك بأمر أختك، وأرجو أن تواصل مساعدتك لها، فحالتها بالفعل مؤلمة، لكن يمكن أن تعالج مائة بالمائة.
كل عام وأنتم بخير، وبالله التوفيق والسداد.