السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا أحب أشخاصا من قبل أن أعرفهم، فقط عند رؤيتهم لأكثر من مرة، ولكن لا يوجد أي سبب جنسي، وصارت معي مع أربعة أشخاص، ذهبت مع مرور الوقت أو الابتعاد عن بعضنا البعض، والآن تعود إلي مع ولد أصغر مني بثلاث سنوات، ولا أعرف سبب هذا التعلق أو الارتباط الذي لا أجد له حتى اسما معينا، ولكن لا يوجد فيه أي مصلحة من جميع النواحي، فأريد تفسيرا لحالتي! وأريد أن أعرف هل هذ حرام أم لا؟
علما بأني لست أنا من أختار من أحب، ولكن شيئا في داخلي هو الذي يتحكم في، أكرر لا أسباب جنسية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا على التواصل معنا والكتابة إلينا.
لأسباب متعددة، نعرف بعضها وربما لا نعرف أكثرها، يمكن أن يرتاح الولد لولد مثله، أو الشاب لشاب مثله، وليس بالضرورة أن يكون لهذا جانب جنسي، وكما أكدت لنا في سؤالك أنه لا توجد أي دوافع جنسية، وإنما قد لا يتجاوز الأمر الارتباط العاطفي أو الوجداني أو النفسي، وقد لا يكون بين الشباب أكثر من الصداقة والأخوة في الله.
ولكن هذا لا يعني أن نطمئن للأمر مئة بالمئة أو بشكل كامل، فالخطر دوما موجود ويجب أن لا يغيب عن بالنا، فهذا التعلق العاطفي أو الوجداني يمكن أن يتعمق ويمتد، فإذا به يبدأ بأخذ بعد آخر؛ حيث تختلط الأمور وتتشعب، فلا يعود الولد أو الشاب يعرف كيف دخل في هذه العلاقة، ولا كيف يخرج منها.
وأخطر شيء في مثل هذه المواقف أن يخدع الإنسان نفسه، نعم يمكن للإنسان أن يخدع نفسه، عندما تبدأ مشاعره بالتغير نحو شخص ما، إلا أنه ينكر على نفسه حقيقة هذه المشاعر، ويوهم نفسه بأن مواقفه نبيلة، ونيته صادقة، وهنا لابد من الأمانة والصدق مع النفس، وهنا تماما يأتي المعنى العميق لمفهوم النية في الإسلام (إنما الأعمال بالنيات وأنما لكل امرئ ما نوى).
نعم أقم علاقات الصداقة مع زملائك وأصدقائك، ولكن دوما أنت مسؤول عن مراقبة سلوكك، وعدم تجاوز الحدود والضوابط المطلوبة.
والله الموفق.