السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع، وأسأل الله أن يكون في موازين حسناتكم.
ثم إني أعاني من داء كرون منذ سنتين، ولقد تعالجت بالأدوية - والحمد الله.
سؤالي هو:
- هل داء كرون مرتبط بالحالة النفسية، لأني أصبحت عصبية، ومزاجية، وحساسة بشكل زائد، وأبكي لأي كلمة؟
- الحمد الله أن المرض في حالة (خمول)، ولكني سمعت بأنه قد يعود من جديد، وتنتكس حالة المريض كما كان سابقا، فهل هذا صحيح؟
- قاطعت كل الأدوية من: (كورتيزون، وحديد، وغيره)، إلا دواء: imuran فأنا إلى الآن مستمرة عليه، ولقد قرأت أن هذا الدواء ينقص من كريات الدم الحمراء، فينقص الدم، كما أن تساقط الشعر سبب لي أزمة نفسية، فقد سقط كل شعري بعد المرض، ولكنه رجع - بفضل الله -.
ولكنني لاحظت مؤخرا في هذه الفترة بأنه بدأ بالتساقط، وبكثرة، مما سبب لي خوفا من أن ترجع لي الحالة السابقة.
فهل باستطاعتي أخذ حبوب فيتامينات مقوية للشعر، وأخذ الحديد؟
علما بأن الدكتور قال لي: بأن أتوقف عن أخذه، فنسبة الدم جيدة, وهذا الكلام كان قبل 5 أشهر.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه من الطبيعي أن يحصل نوع من الحزن عند حصول أي مرض، وهناك عدة أسباب تجعل مرضى كرون يشعرون بالاكتئاب، ومن هذه الأسباب:
إن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، يشعرون بأن هناك علاقة بين المرض المزمن الذي يعانون منه ومع الاكتئاب، وأن كلا المرضين يؤثران على بعض، فالمرض المزمن له وطأته وشدته على جسم الإنسان، وخاصة الأمراض التي ليس لها شفاء، وشعور المريض بتأثير المرض على الوضع الاجتماعي، وقدرته على العمل، والوضع العائلي، وكل هذا يؤثر على نفسية الإنسان، وقد يؤدي إلى الاكتئاب.
فكلمة أن المرض ليس له شفاء لها وقعها الشديد على المريض، ويشعر وكأن حياته قد أخذت منحنى جديدا غير ما كان يحلم أو يخطط، إلا أن الإيمان بالله، ومعرفة أن ما أصابنا ما كان ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، يجعل الإنسان يشعر بأن الله اختاره ليختبره، ويرفع من مقامه عنده كلما صبر وحمد الله تعالى على ما أصابه، فإن كل هذا يهون على الإنسان، ويرفع من معنوياته، ويخفف من إمكانية إصابته بالاكتئاب.
ومرض كرون من الأمراض التي يمكن أن تنشط في أي وقت، ولذا فإنه يعتبر نوع من التحدي للمريض والذي دائما يكون مشغول البال على أنه يمكن أن يحصل معه نشاط، وما يترتب على ذلك من أعراض مزعجة.
بعض المرضى يشعرون بالذنب لعدم قدرتهم على القيام بواجباتهم تجاه الآخرين من أفراد العائلة، سواء كان زوجا، أو أولادا، أو أما، أو أبا، وهذا أيضا من عوامل حصول الاكتئاب عندهم.
والاكتئاب مرض له علاج، ويمكن التخلص من الكثير من أعراضه، وهناك أساليب عديدة للتغلب عليه، وكثير من الناس من يشعرون أن الانشغال بالتمارين الرياضية من: مشي، وجري، وتمارين أخرى، تساعدهم على التخلص من أعراض الاكتئاب.
ومن ناحية أخرى، فإن بعض المرضى يجدون في تمارين الاسترخاء فائدة تساعدهم على الاسترخاء من التوتر، والذي يمكن أن يزيد من الأعراض.
عند بعض المرضى فإن تناول الدواء مضاد الاكتئاب هو الحل، مثل Prozac 20mg، حبة واحدة كل يوم، لمدة شهرين، وبعد ذلك خذي حبتين في اليوم، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها حبة واحدة لمدة أربعة أشهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
ومن المهم جدا إن لم تتحسن أعراض الاكتئاب بالأمور السابقة، أن يتم علاجه، لأن الاكتئاب قد يضعف المناعة، ويجعل الإنسان عرضة لنشاط المرض، وقد يفيد علاج الاكتئاب في التقليل من إمكانية حصول نشاط في المرض، - والحمد لله - فإن المرض عندك منضبط، كما أن هناك الكثير من الأدوية الحديثة التي يمكن أن تعالج المرض في حال عدم انضباطه، إلا أنك لا تحتاجين إليها، وإنما فقط تحتاجين لمتابعة الحالة مع الطبيب المعالج.
والاميوران Immuran قد يقلل نسبة الكريات البيض والحمر، إلا أن هذا يحصل في نسبة قليلة، وعندما تزيد الجرعة.
وعلى كل حال: فإن الطبيب سيطلب منك إجراء التحاليل في كل فترة، لمتابعة تأثير الدواء على هذه الكريات، وهناك من يتناول الدواء لسنوات طويلة، ويمكن تناوله في الحمل أيضا،ويجب أن لا تتوقفي عنه، ولا تخفضي الجرعة إلا بأمر من الطبيب.
والله ولي التوفيق.
_____________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد حمودة -استشاري أول باطنية وروماتيزم - وتليها إجابة الدكتور/ سالم عبد الرحمن الهرموزي -استشاري الأمراض الجلدية.
_____________________________________________
أختي الفاضلة: تعانين من داء كرون من سنتين، وتستعملين عدة أدوية، والأمور الآن أحسن، ولا زلت تستعملين عقار ال/ Imuran، وتشكين من تساقط الشعر.
إن لتساقط الشعر أسباب كثيرة، ولكن الواضح من حالتك التي تعالجين منها (مرض كرون)، والعلاجات التي تتناولينها لها دور في تساقط الشعر لديك بين كل وقت وآخر.
ولا ننسى أيضا أن ما تسببه الأمراض المزمنة من قلق وتوتر واكتئاب يؤثر حتما على دورة حياة الشعر، وعقار ال/ Imuran يخفض مناعة الجسم بصورة عامة، ويساهم في سقوط شعر الرأس بصورة أو بأخرى، على كل حال بالإمكان الالتجاء إلى الطرق الطبيعية لتغذية الشعر، واستخدام الأدوية التي تغذي فروة الرأس، مثل: دهانات البنثنول والببنثين، كما ويمكنك أيضا استعمال سائل ال/ كرونوستيم فهو فعال وآمن على الشعر، والاستمرار في تناول حبوب الفيتامينات والمعادن، وخاصة كبسولات Fefol، فهي تحتوي على الحديد والفوليك أسيد، وهما عنصران مهمان في علاج تساقط الشعر.
ولا ننسى أيضا العناية بالشعر بصورة عامة باستخدام بعض الزيوت الملينة للشعر لحمايته من الجفاف والتشقق، كما وينصح بالتقليل من استخدام السيشوار، والتقليل من استعمال صبغات الشعر، والاهتمام بالتغذية الجيدة، وممارسة الرياضة الخفيفة بقدر المستطاع، والتقليل من الجلوس أمام الكومبيوتر، والترويح عن النفس.
نتمنى لك من الله الشفاء والتوفيق والسداد.