السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعاني من الخوف وارتباك وسخونة في الوجه وأحس أن صوتي ضعف، وسرعة الكلام أو القراءة من الورقة أحس أني أبكي أو أطيح حتى أحد أصدقائي يقول لي تتغير معالم وجهك إلى شكل غريب، وهذا الذي لم أفهمه!
أحس بهذا الشعور وهو يمنعني من المشاركة في الصف، مع العلم أني أستطيع أن أفهم الدرس لكن أمام الطلاب بسبب الخوف لا أستطيع، فأنا مقبل على الجامعة والطلاب في الجامعة كثير.
أريد حلا لمشكلتي في أسرع وقت، والله يوفقكم على ما تقدمونه من خدمات مجانية للمجتمع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي من السعودية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن مشكلتك - إن شاء الله تعالى – بسيطة، فأنت تعاني مما يمكن أن نسميه بالقلق أو الخوف أو الرهبة الاجتماعية من الدرجة البسيطة.
الخوف والارتباك والسخونة في الوجه والشعور بأن الصوت قد تغير، خاصة في المواقف التي تتطلب مواجهة اجتماعية، مثل عرض موضوع معين أو القراءة أمام زملائك، هي من الظواهر النفسية الشائعة جدا والمنتشرة، وإن شاء الله تكون وقتية وعابرة، وللتخلص مما أنت فيه أود أن أذكرك بالآتي:
أولا: عليك أن تدرك إدراكا تاما أنك لست بأقل من الآخرين، فأنت -الحمد لله تعالى- لك شخصيتك، ولك ما يميزك من سمات طيبة وحميدة، وتعاملك مع الناس يجب أن يكون من خلال الاحترام والتقدير، وليس من خلال الرهبة.
ثانيا: هذه الأعراض التي تحس بها، حقيقة إحساسك مبالغ فيه، أولا: لا يوجد أي تغير في صوتك، هذا أؤكده لك تماما، وموضوع السخونة في الوجه أيضا هو من علامات القلق، وهذه التغيرات حتى وإن لم تكن موجودة بنفس الحجم والصورة والكيفية التي تتصورها، إلا أنها – إن وجدت حتى ولو بصورة يسيرة – فهي غير ملاحظة من جانب الذين يحادثونك أو يستمعون إليك، يعني هي تجربة شخصية داخلية لا تتعدى حيز نفسك، وهذا مهم أن تتفهمه، لأن الكثير – أو كل الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي – دائما يأتيهم الشعور بأنهم سوف يفشلون أمام الآخرين، وأنهم سيكونون مثار السخرية والاستهزاء، وهذا ليس صحيحا أبدا.
ثالثا: هنالك تمارين يومية يجب أن تقوم بها، أهمها أن تسلم على الناس وأنت مرفوع الرأس، تنظر إلى أعينهم ووجوههم، ومن أجمل الأشياء أن يتبسم المسلم لأخيه المسلم، وأن يخالق الناس بخلق حسن، وأن يحسن تحيتهم، هذه مهارات اجتماعية بسيطة جدا لكنها ذات قيمة عظيمة، أنا أريدك أن تكثر من التحية على نفس هذه الشاكلة التي وصفتها لك، وذلك بهدف أن تدرب نفسك اجتماعيا، لأن هذا الذي أقوله لك هو من صميم العلاج.
رابعا: عليك أن تكثف من أنشطتك الاجتماعية الجماعية، وهذه من أفضلها ممارسة الرياضة مع مجموعة من الشباب، وكذلك حضور صلاة الجماعة، وأن تكون في الصف الأول، وإذا كان هنالك إمكانية – أو يجب أن تبحث عن ذلك – أن يكون لك نشاط مثل حضور حلقات التلاوة (مثلا) أو الانخراط في عمل خير، أو كلاهما، هذا النوع من الأنشطة الاجتماعية، وكذلك الأنشطة الثقافية والخيرية تزيد كثيرا من مهارات الاجتماعية لدى الناس.
خامسا: أريدك أن تحاول أن تتكلم ببطء، هذا جيد، وحاول أن تتكلم بصوت مرتفع.
سادسا: من الأشياء الجيدة والطيبة أن تكون لك مشاركات في داخل الأسرة، أكثر من مواجهاتك داخل الأسرة، أن تأخذ المبادرات، أن تشارك أهلك وذويك، ويا حبذا أيضا لو وسعت من دائرة أصدقائك وعلاقاتك الاجتماعية، هذا كله ذو قيمة إيجابية جدا بالنسبة لك.
سابعا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، ثبت أنها جيدة جدا لتساعد الناس للتخلص من القلق الاجتماعي، وشبكة إسلام ويب لديها استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم (2136015) توضح كيفية مبسطة لممارسة هذه التمارين، فأرجو أن ترجع لهذه الاستشارة وتطبق ما بها.
أتمنى لك حياة جامعية سعيدة جدا، وأرجو أن أطمئنك – أيها الابن الكريم – وأرجو أن تطبق ما ذكرته لك، وإن شاء الله تعالى لن تواجهك أي مشكلة، المهم هو التطبيق وأن تبتعد من التجنب، تفاعل مع الآخرين على الأسس التي ذكرناها لك، وسوف تجد أن أحوالك قد تغيرت جدا.
أنت لست في حاجة لعلاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.