لم تظهر العلامات الأنثوية عليّ، فما تفسير ذلك؟

0 302

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 16 سنة، أريد تشخيصا لحالتي، والحل لها، فأنا بلغت من سنة ونصف تقريبا، ولكن شعر جسمي لا يطول، ويدع الناس يستغربون من يدي ورجلي فليس فيها شعر مثلهم، إلا الإبط والعانة فيطول طبيعيا، ثديي لم يبرز أبدا إلى الآن، وطولي لم يتغير بالشكل الملفت، بينما بنات خالتي في عمري وأصغر بثلاث سنوات تغيرت أجسامهن، وظهرت عليهن علامات الأنوثة، بينما أنا لم يتغير جسمي بالشكل الملحوظ.

أنا سأدخل الثانوي، ونظرات الناس علي، يشكون في أنوثتي، خاصة أن شاربي واضح بزيادة تقارب أخي الكبير، أريد أن أعرف ما السبب والحل؟

كرهت الناس ونظراتهم لي وشكهم، وأتمنى أن ترشدوني وشكرا مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ دانه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأتفهم معاناتك -أيتها الابنة العزيزة- خاصة في ظل مجتمعاتنا التي تكثر فيها المقارنة بين الفتيات من نفس العمر؛ فهذا يجعل أي مشكلة جسدية كانت أم نفسية تبدو أضخم وأكبر من حجمها الحقيقي.

وفي البداية أحب أن أقول لك: كون الدورة الشهرية قد نزلت وبشكل طبيعي وفي العمر المتوقع، وهي منتظمة الآن, فإن كل هذا يدل على أن هرمونات الأنوثة الرئيسية عندك، والتي تفرز من المبيض وتؤثر على نمو الثدي في جسمك، هي بمستوى طبيعي -إن شاء الله- أي أن ما نسميه باللغة الطبية البلوغ المبيضي عندك يعتبر طبيعيا.

وكون شعر الإبط والعانة قد ظهر وبشكل طبيعي أيضا، فإن هذا يعني بأن الهرمونات الجنسية الثانوية والتي تفرز من غدة الكظر، والتي تقع فوق الكلية هي أيضا طبيعية، أي أن ما نسميه -البلوغ الكظري- عندك طبيعي أيضا.

بمعنى آخر، يبدو بأنه لا مشكلة في مراحل البلوغ عندك، ولا في الهرمونات الجنسية التي تؤثر في البلوغ.

إن شعر الساق واليدين عند الأنثى لا يعتبر من علامات البلوغ، ولا يتم تقييم البلوغ من خلاله.

أما بالنسبة للثدي فإن كان برعم الثدي قد ظهر عندك قبل نزول الدورة ثم بقي حجم الثدي صغيرا، فهنا يكون السبب في صغر الثدي هو العامل الوراثي.

أما إن كان برعم الثدي لم يظهر أصلا، أي لم ينم الثدي أبدا، فهنا يجب أن يتم عمل الفحص الطبي الشامل ومن قبل الطبيبة المختصة؛ وذلك لتقييم الحالة بشكل جيد، وتحديد درجة نمو الثدي، وهل هنالك برعم للثدي أم لا؟ وتصنيف الحالة حسب التصنيف العالمي المتفق عليه, ومن ثم عمل ما يلزم من استقصاءات وتحاليل لتحديد السبب.

ويا عزيزتي، يجب ألا تقومي بمقارنة نفسك ببقية الفتيات، سواء القريبات أم الصديقات، فلكل إنسان مورثاته الخاصة، وصفاته التي ورثها عن آبائه وأجداده، وبالتالي كل إنسان هو شخص مميز، ويجب أن ينظر إلى نفسه بناء على هذا التميز، ولو نظر وتأمل نفسه، فسيجد بأنه يملك صفات يحسده عليها الآخرون، رغم أنه لا يعير هذه الصفات أهمية.

تذكري دوما بأن الله -عز وجل- لن ينظر إلى صورنا يوم القيامة، بل سينظر إلى أعمالنا، فما يعطي الإنسان قيمة في الدنيا والآخرة هو عمله الصالح، وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك دوما بثوب الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات