ما هو أحسن علاج للرهاب الاجتماعي؟

0 415

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السيد الدكتور محمد عبد العليم جزاكم الله خيرا" أنتم والقائمين على هذا الموقع على ما تقومون به من جهود لخدمة المسلمين, كل عام وأنتم بخير ... وبعد..

أنا صاحب الاستشارات 2122812 و 293686 مصاب بالرهاب , أنا متابع تناول دواء السيبراليكس 20 ملغ ( أتممت الآن السنة الـ5)وحالتي جيدة ومستقرة والحمد لله, لكن كلما قررت أن أترك الدواء تدريجيا" عادت حالتي بالتراجع.

كلما ذكرت تلك المدة لتناول الدواء أمام أحد (صيدلي أو إنسان عادي) يقول بأن هذه المدة كبيرة جدا, مما يجعلني أخاف من الاستمرار فيه، وأخشى أن يكون له عواقب غير حميدة على المدى البعيد, كما أن الخمول والكسل والنعاس الزائدين، وزيادة الوزن أيضا تشكل إزعاجا كبيرا لي .

أتمنى من سعادتكم نصحي وإفادتي، هل أتابع العلاج أم أبدله تفاديا للعواقب الغير محمودة إن وجدت، وكذلك للتخلص من الكسل والوزن الزائد ( باستخدام دواء آخر مثل البروزاك مثلا مع السيبراليكس, أو بدلا من السيبراليكس إن كان يقوم مقام السيبراليكس لعلاج حالتي).

ملاحظة: بعد التمحيص والتحليل والتفكير بحالتي تبين لي بأن مرضي على ما يبدو لي هو ليس موضوع سلوكي، وإنما خلل في إفراز هرمون السيروتونين، والله أعلم، لأني أعاني من الرهاب مند الطفولة، ( أول مرة أصبت به كان عمري 10 سنوات وشفيت منه بعد مدة طويلة ثم عاودني عندما كان عمري 15 سنة ثم 21 سنة ولكن الأشد كانت بعمر 33 سنة إلى الآن39 سنة) .
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبــو بكــــر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإني أقدر ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أنا لا أريدك أبدا أن تستسلم، ولا أريدك أبدا أن يأتيك الاعتقاد أنك سوف تعيش على الدواء مدى الحياة، هذه مفاهيم ليست صحيحة، ومن يقول لك أن مدة العلاج كبيرة أو طويلة جدا قد لا يكون محقا، لأن لكل إنسان ظروفه، ولكل إنسان حاجته الداخلية التي لا يدركها الآخرين.

فيجب – أيها الفاضل الكريم – ألا تحس بأي نوع من الوصمة أو الحرج لأنك تتناول الدواء. هنالك من يتناول الدواء طول حياته، هنالك من نطلب منهم أن يتوقفوا عن الدواء بالرغم من شفائهم، ولكنهم يصرون على الاستمرار لأنهم قد انتفعوا منه جدا، وذلك بالرغم أنهم غير مدمنين. فالأمر أبسط مما تتصور، وهذه الأدوية بفضل الله تعالى فعالة جدا.

بالنسبة لحالتك وهل هي ظرفية أم سلوكية أم بيولوجية بحتة؟ .. هذا حقيقة يصعب جدا أن نصل إلى خلاصة ممحصة ودقيقة، لكن نحن نقول أن الأسباب أو العوامل قد تكون متضافرة، بمعنى أن الجوانب البيولوجية قد تلعب دورا، والجوانب السلوكية قد يكون لها دور، وتمازج هذه العوامل مع بعضها البعض هو الذي يؤدي إلى ظهور هذه الحالات.

والعلاج السلوكي – أيا كان السبب حتى ولو كان سبب الحالة بيولوجية بحتة – أرى أنه مهم جدا، والعلاج السلوكي مبادئه بسيطة جدا، وهي: التفكير الإيجابي، أن يعرض الإنسان دائما لمصادر خوفه وتردده، وأن يكون الإنسان فعالا، والفعالية تأتي من خلال حسن إدارة الوقت، وأن يشعر الإنسان بقيمته الداخلية والذاتية، وممارسة الرياضة يجب أن تكون ثقافة مقبولة بالنسبة لنا.

هذه هي الأسس الرئيسية للعلاج السلوكي وليس أكثر من ذلك، والحمد لله تعالى أنت رجل مستقر، ولديك عمل، ولديك أسرة، فهذه كلها نعتبرها إضافات ممتازة جدا من الناحية السلوكية، فأرجو ألا تنزعج أبدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا حقيقة أرى أن الإنسان يجب أن يتناول الدواء متى ما شعر أنه في حاجة إليه، ما دام هذا الدواء دواء سليما، والإنسان يسترشد بالرأي الطبي المهني الصحيح. هذا أعتقد أنه مبدأ معقول جدا ومقبول جدا، وأنت حقيقة لا تتناول هذا الدواء تخبطا أو أنك لا تحتاج إليه، أو إدمانا أو سفها كما يقول بعض الناس، لا، أنت تتناول الدواء لأنك في حاجة إليه، والدواء سليم، فهذا منطق يجب أن يكون مقبولا.

أنا لا أمانع أبدا من أن تنتقل إلى البروزاك، على العكس تماما الآن هنالك مؤشرات كثيرة جدا تدل أن البروزاك جيد جدا حتى في جميع أنواع المخاوف والرهاب والوساوس، وليس دواء مضادا للاكتئاب فقط. والبروزاك قد يتميز بأنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، وليس هنالك حاجة لأن تتناوله مع السبرالكس.

الانتقال يمكن أن يكون للبروزاك، وطريقة الانتقال تتمثل في أن تخفض جرعة السبرالكس إلى عشرة مليجرام، وتستمر عليها لمدة أسبوعين على هذا النسق، بعد ذلك تبدأ في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة، وتستمر على البروزاك ومعه السبرالكس بجرعة عشرة مليجرام لمدة أسبوعين، ثم تخفض السبرالكس وتجعله خمسة مليجرام، وهنا تضيف كبسولة أخرى من البروزاك، أي سوف يكون البروزاك أربعين مليجراما – أي كبسولتين – مع خمسة مليجرام من السبرالكس، تستمر على هذا الوضع لمدة شهر، بعد ذلك تجعل السبرالكس خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله، وتستمر على البروزاك على نفس الجرعة وعلى نفس النهج – أي كبسولتين في اليوم – وهذه أريدك أن تستمر عليها لمدة لا تقل عن ستة أشهر بأي حال من الأحوال، وبعد ذلك يمكن أن تخفض إلى كبسولة يوميا لمدة ستة أشهر أو لمدة أطول من ذلك.

ويوجد مستحضر من البروزاك يسمى (بروزاك 90) هذا يتم تناوله مرة واحدة في الأسبوع، لكن هذا الدواء – أو هذا المركب – لا ننصح به إلا بعد أن تكون حالة الإنسان مستقرة استقرارا تاما، أي أنك إذا انتفعت من البروزاك بجرعة كبسولتين في اليوم ثم بعد ذلك انتقلت إلى كبسولة واحدة في اليوم بعد انقضاء الستة أشهر، لا مانع من أن تتوقف من البروزاك كبسولة واحدة يوميا وتتناول كبسولة واحدة أسبوعيا من البروزاك 90 .

فالحلول موجودة، والحلول متوفرة، وأنا عموما أراك بخير، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات