السؤال
السلام عليكم.
أرجو إجابتي وعدم إهمال سؤالي:
استيقظت من النوم وجلست مع أهلي قليلا، ثم ذهبت إلى دورة المياه، ووجدت إفرازا رائحته كالحموضة، فاستنتجت أنه من البرد؛ لأني كنت نائمة في غرفة باردة جدا.
أنا مصابة بالوسواس، وشككت أنه احتمال أن يكون منيا، بصراحة لا أعرف أفرق مع كثرة قراءتي للفروق بين الإفرازات!
هل رائحة المني كالحموضة، أو أن هناك التهابات؟ فأنا أهملت الوسواس لأني أحاول علاج نفسي، أرجو إفادتي لأني أصلي ولم أغتسل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
أتفهم مخاوفك -أيتها الابنة العزيزة - وأنت مدركة بأن هذه المخاوف يشوبها بعض الوساوس.
وأحب أن أوضح لك بأن نزول الإفرازات بشكل مستمر عند الأنثى البالغة هو أمر طبيعي.
والإفرازات تختلف طبيعتها حسب مصدرها، وحسب أيام الدورة، فهنالك مثلا إفرازات مصدرها غدد عنق الرحم، وهي إفرازات قلوية وغير حمضية، وتعتبر هامة جدا لحدوث الحمل؛ حيث تقوم بمساعدة الحيوانات المنوية على السباحة من أجل الوصول إلى الرحم والأنابيب.
وهنالك الإفرازات التي مصدرها جدران المهبل، وهي إفرازات حمضية، وهي عادة تغلف جدران المهبل وتحميه من الالتهابات، ولولا هذه الإفرازات لأصيب المهبل بالالتهابات المستمرة.
إن هذه الإفرازات بنوعيها تخرج باستمرار وعند كل النساء، لكن عادة ما تكون بكميات بسيطة، تختلط ببعضها، فلا يتم تمييز رائحتها، وقد يحدث أحيانا وفي بعض الظروف تخرج إفرازات جدران المهبل بكميات كبيرة، كما حدث معك، بسبب تقلص وتشنج عضلات الحوض، أو بسبب البرد،
أو عند الوقوف المديد، أو غير ذلك، وهنا ستصبح رائحتها الحمضية ملحوظة، وهي ليست منيا ولا تنقض الوضوء، و لا تستدعي الغسل، والفتاة لا يخرج منها مني، والمني هي تسمية تطلق فقط على الإفراز الذي يحوي على حيوانات منوية، وهذا موجود فقط في الذكور.
إذا: ما تلاحظينه من إفرازات ذات رائحة حمضية يعتبر ظاهرة طبيعية وفيزيولوجية، وهي دلالة غير مباشرة على أن المهبل لديك سليم، وقد أصبح كمهبل الأنثى المكتملة النضج.
إن الإفراز الذي ينقض الوضوء ويستدعي الغسل في الأنثى هو الإفراز الذي يخرج بعد حدوث الإثارة الجنسية، وهو يفرز من غدد توضع حول فتحة المهبل من الخارج، و بمقدار قطرة صغيرة فقط، وبلون أبيض لزج وهو قلوي وليس حمضي.
إذا - يا عزيزتي- لا داعي لكل هذا الخلط وهذه الوسوسة، فالإفراز الذي شاهدت نزوله هو إفراز مهبلي طبيعي وليس إفراز شهوة، ولا يستدعي الغسل.
نسأل الله العلي القدير أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.
والله عز وجل أعلم.
..............................................................................................
انتهت إجابة الدكتورة: د. رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم
وتليه إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي استشاري الشؤون الأسرية والتربوية
................................................................................................
فمرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يذهب عنك ما تجدين من الوسوسة، ونصيحتنا لك أيتها الكريمة أن تأخذي بما قرره علماء الإسلام من دواء نافع - بإذن الله تعالى – لهذه الوساوس ما يذهبها ويريحك منها، ألا وهو الإعراض عنها وتركها بالكلية، فلا تعملي بمقتضاها، ولا تلتفتي إليها.
ونحن على ثقة بأنك إذا داومت على هذا السلوك فإنها ستذهب عنك - بإذن الله تعالى-.
وأما بخصوص الشك الذي ذكرت من أنك تشكين هل هو مني نزل منك أو غير ذلك، فالجواب – أيتها البنت العزيزة – أنه لا غسل عليك، فإن من شك هل نزل منه مني أو غيره لا يجب عليه الغسل، بل يتخير أي الأمرين شاء، فله أن يعامله معاملة المني فيغتسل، وله أن يعامله معاملة الأمر الآخر الذي شكه، وهو هنا أظهر وأقوى كما أفادتك الطبيبة، فالذي يظهر أن هذا إفراز طبيعي كغيره من الإفرازات التي تخرج من المرأة، ومن ثم فإنه لا غسل عليك، ولكن هذا الخارج يوجب الوضوء، فإذا أردت الصلاة فلابد أن تتوضئي.
نسأل الله أن يذهب عنك ما تجدين.