الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية...هل يسبب فقدان العقل؟

2 544

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة عمري 22 أعاني من اكتئاب، وضيق بالصدر، واختناق، وقلة نوم، قال لي الطبيب أني أعاني من اكتئاب ثنائي القطب، تناولت علاج الديباكين وشعرت أن نظرة أهلي لي نظرة شفقة وضعف، وكرهت نفسي لأني غبية جدا.

الآن أنا لا أتناول أي علاج، ورجع لي الاكتئاب والضيق الشديد، والتفكير في الموت، والإحساس بفقدان الأمل، وقلة التركيز، وإهمال مظهري.

أريد أن أبدأ من جديد؛ لأني أعيش بلا هدف، وكل أخواتي بالجامعة، وأحس بالغيرة منهن، وعلاقتي بأهلي تحسنت، وهم ينصحونني، وأمي تنصحني أن أشغل نفسي بشيء بدل الجلوس في البيت والذهاب للكلية؛ لأن أهلي تعبوا مني كثيرا، ولا أريد أن أتعبهم معي بسبب هذا الضيق، ولا أجرأ أن أخبرهم بذلك، وأنا بداخلي لا أريد أن يظن الآخرون بأني ضعيفة؛ لأني أظهرت ضعفي للناس، وكشفوا حقيقتي وتعبت، وشعرت باحتقار الذات، أحس بألم غريب وخانق بالصدر، وأفكار غريبة.

فماذا أفعل؟ وكيف أعالج نفسي من غير أن يعرف أحد ولا أدمر نفسي مرة أخرى؟ وهل هذا المرض إذا لم يعالج يسبب فقدان العقل؟

أرجو الرد وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sad91 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد ذكرت أن الطبيب قد ذكر لك أنك تعانين من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، والوصول للتشخيص في الطب النفسي يعتبر خطوة متقدمة جدا، بل هو أمر إيجابي، بل هو جوهر العملية العلاجية، فأنت بفضل من الله تعالى استطاع الطبيب أن يتوصل إلى حالتك، والخطوة الثانية تكون هي العلاج.

وأعراض الضيق والاكتئاب والمشاعر السلبية واحتقار الذات، كل هذا ناتج من المزاج الاكتئابي، وما دام لديك اضطراب ثنائي القطبية أعتقد أن المتابعة الطبية النفسية مهمة وضرورية وواجبة، وهي التي سوف تحل كل صعوباتك ومشاكلك النفسية -إن شاء الله تعالى- فتقدمي واذهبي إلى الطبيب، وأنا أؤكد لك أن العلاج موجود ومتوفر، وهنالك عدة برامج وحزم علاجية دوائية لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية ويجب أن تترك للطبيب المختص، لأن بعض الحالات تحتاج إلى مثبتات المزاج فقط، وبعضها يحتاج إلى مثبتات المزاج زائد مضادات الاكتئاب، وبعضها يحتاج لمثبتات المزاج زائد مضادات الهوس - وهكذا – فهنالك عدة فنيات متعلقة بهذا الأمر، وكلها سهلة، وكلها يسيرة، وكلها معلومة لدى الأطباء.

فأنا حقيقة أرجو منك وبصفة عاجلة جدا ومباشرة جدا أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، تحدثي إلى أحد أفراد أسرتك، تحدثي إلى الوالدين بخصوص هذا الموضوع، وأنت لديك تجربة سابقة مع العلاج، وهذه التجربة يجب ألا تكون حكما على ما سوف يؤول إليه وضعك الآن وفي المستقبل، حتى وإن لم تنتفعي من العلاج كثيرا في الماضي فسوف تنتفعين منه الآن، والمتابعة مهمة جدا لعلاج مثل هذه الحالات، فأنت صغيرة في السن، أمامك - إن شاء الله تعالى – فرصة عظيمة لأن تعيشي حياة طيبة وهانئة.

يجب أن تتقدمي إلى العلاج، ومن ناحيتي أقول لك: كوني أكثر ثقة في نفسك، وأؤكد لك مرة أخرى أن تناول العلاج الدوائي سوف يفرج كربك تماما، لأن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هو اضطراب بيولوجي في المقام الأول، أي مهما أرشدنا ومهما نصحنا هذا لن يكون بديلا للأدوية، حين تتناولين الدواء سوف تحسين بالتحسن، المزاج يبدأ في الانشراح وفي الانبساط وتتحسن الدافعية لديك، وتتغير نظرتك لنفسك وللعالم من حولك وكذلك للآخرين، وكل التغيرات هذه - إن شاء الله تعالى – سوف تكون تغيرات إيجابية، فأرجو أن تتقدمي للعلاج.

أما سؤالك: هل هذا المرض إذا لم يعالج يسبب فقدان العقل؟
فقدان العقل هو مفهوم يختلف تفسيره من إنسان إلى آخر، لكن قطعا عدم معالجة المرض وأن نجعله أن يصل لمرحلة الإطباق هذا سوف يضر بالإنسان على النطاق العقلي والمزاجي والوجداني والاجتماعي، فإذن العلاج هو الحل، وهو مهم، وهو مطلوب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات