السؤال
السلام عليكم
أنا مدرس تعليم ثانوي ملحق بالتعليم العالي؛ لأنني أرغب في انتدابي في التعليم العالي، شاركت في مناظرة التبريز، لكن العديد من المرات أنجح في الكتابي
وأفشل في الشفهي، يئست وحولت وجهتي إلى الدكتور، وتحصلت على الماجستير.
منذ أيام شاركت في مناظرة انتداب، وبرغم الأقدمية وثراء ملفي العلمي اللجنة لم تنتدبني، المشكلة أنني شديد الاضطراب في الشفهي، وعقلي يصبح عاجزا عن العمل والتفكير.
أعزائي أناشدكم العمل على مساعدتي؛ ففي السنة القادمة سأشارك في المناظرة - أمام نفس اللجنة- وأمامي مناقشة الأطروحة.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف الشرقاوي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما دمت تملك ناصية المعرفة، ومشبع بالمعلومات الصحيحة، فأنا أؤكد لك أن مقدراتك ومهاراتك موجودة، ربما تكون الإشكالية في كيفية إخراج هذه المهارات، أنت على المستوى الكتابي لا تعاني من أي مشكلة، ذكرت أنك في الامتحان الشفهي تواجهك بعض الصعوبات، ولا يتم اختيارك.
أولا: دائما الامتحانات الشفهية لا يقصد منها اختبار المعلومات فقط، خاصة حينما تكون على المستويات العالية، هنالك ملاحظات من جانب الممتحنين حول الشخصية، حول التواصل الاجتماعي، المقدرة على التعبير، هذا كله مهم جدا ومطلوب. فراجع نفسك في هذا السياق، طريقة جلستك يجب أن تكون على نسق معين، حين تدخل على لجنة الامتحان الأساسية المهارية البسيطة مثل التحية، وألا تجلس حتى يطلب منك ذلك، وحتى موضوع طريقة اللبس والهندام والجلوس هي أساسيات مهمة جدا، أنا لدي مشاركات كثيرة جدا في الامتحانات الشفهية، وهذه الأمور تعطى اهتمام في كثير من الحالات.
ثانيا: دائما الممتحنون لا يبدؤون بأسئلة صعبة، دائما يكون السؤال الأول حول الأمور التعرفية، رغبتك، ما هي مساهماتك، أن تتحدث عن نفسك قليلا - وهكذا - فهذه أمور بسيطة وبسيطة جدا.
من وجهة نظري أن حالتك تتطلب فقط المزيد من الثقة في النفس، وأن تقوم بتمارين استباقية، هذه التمارين تكون نوعا من التعرض في الخيال، أن تجري مع نفسك مقابلات، تتصور أنك تقدم امتحانا شفويا، وتسأل نفسك، وتكون في موضع المجيب وفي موضع السائل في نفس الوقت – وهكذا – هذه أعتقد أنها مفيدة إذا قمت بمثل هذا النوع من التمارين بصفة مستمرة، ولا بأس أن تسأل من تعرف من زملائك أو من أشخاص آخرين مؤهلين في نفس الحقل الذي سوف تؤدي فيه الامتحان الشفهي، بأن يقوموا بإجراء اختبارات شفهية لك، هذا لا بأس أبدا فيه، والإنسان حقيقة يحتاج لمن يوجهه في بعض الأحيان حول نقاط ضعفه، فهذا أيضا يفيدك كثيرا.
الكلام بوضوح وببطء أيضا مفيد، والإنسان أيضا يجب أن يكون بالذكاء، أن تكون إجاباته بالقدر الذي يجعل الممتحن يسأله سؤالا جديدا قائما على الإجابة السابقة، هذا نوع من الفنيات الجدية والمطلوبة في الامتحانات الشفهية.
أنصحك أيضا أن تدرب نفسك على تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدا، ولدينا بإسلام ويب استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم (2136015) فيها تعليمات جيدة ومفيدة ومبسطة في كيفية تمارين الاسترخاء، فاجعلها منهجا في حياتك، وسوف تساعدك في مثل هذه المواقف.
تطوير المهارات الاجتماعية بصفة عامة أيضا مطلوب، كيفية أن يحي الإنسان الآخرين، أن تكون دائما في مقدمة الصفوف، أن تنظر إلى الناس في وجوههم حين تقابلهم، وتذكر أن تبسمك في وجه إخوانك فيه صدقة كبيرة، هذه كلها أمور مطلوبة وتساعد الإنسان كثيرا.
في بعض الأحيان يزداد القلق في بداية المقابلات الشفوية، والقلق بصفة عامة لا بأس به، لكنه إذا كان بدرجة مرتفعة قد يكون معيقا ويجعل أفكار الإنسان تتشتت وتتطاير، في مثل هذه الحالات نحن ننصح بتناول دواء يعرف تجاريا باسم (إندرال) واسمه العلمي هو (بروبرالانول) هذا الدواء يتميز بأنه يقلل من تأثير الأدرينالين الذي يفرز في لحظات المواجهات والقلق، وهو دواء سليم وبسيط جدا، تناوله بجرعة عشرين مليجراما ساعتين قبل المقابلة، يعتبر مفيدا في بعض الحالات.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على ثقتك في إسلام ويب.