السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 16 سنة، قبل ثلاث سنوات كنت طفلا خجولا جدا ومحترما، وكنت عندما يعرض مشهد غير أخلاقي بالتلفاز كنت أغير القناة أو شيئا مثل هذا، ولكن بعدما أصبح عمري فوق الـ14 عاما بدأت ممارسة العادة السرية، ولا أعلم لماذا!؟ مع العلم أن عائلتي متدينة، وكنت أكره أي شيء له ارتباط بالجنس، لكني أصبحت أمارس العادة السرية من 3 - 4 أيام، وعدد المرات في اليوم لا أعلم! المهم أني لما أصبح عمري 15 علمت أن ما أفعله حرام، فحاولت أن أبتعد عن هذا، لكني كلما أترك أرجع، فمثلا أترك أربعة أيام وأرجع مرة أخرى ، مع العلم أني عندما أرجع مثلا أمارسها من 1 - 2 في هذا اليوم، وأنا الآن أحارب هذا منذ سنتين، والآن بدأت أتصفح عن طرق الوقاية والإقلاع عنها، وقرأت كثيرا عن أضرارها وخلاف ذلك، وطبقتها مثل: عدم الفراغ، وممارسة الرياضة ..إلخ ، والآن سمعت أنها تسبب العقم، وتسبب ألم المفاصل، وآلام مفاصل الركبة تعمل صوتا.
أنا لا أخشى هذه الأمراض، لكني أخشى ربي سبحانه وتعالى، وبدأت في الالتزام بالصلاة بالمسجد لمدة 50 يوما، أنا الآن أواصل ذلك، وقراءة القرآن وحفظه، ولكني لم أكمل حفظ القران، لكن لم أجد أي شيء يتغير فيها، فما زلت أمارس العادة السرية، وقد تعبت من الذي أنا فيه، في أوقات كثيرة كنت أتمنى أن أبقى كافرا ؛ لأني عندما أتوب أتوب توبة نصوحا، ليس كالآن، فقد تبت إلى الآن من 1 -20 مرة، ومع ذلك قلبي لا يخشع لله، وأنا لا أعلم السبب، مع العلم أن ممارسة هذه العادة هي أكبر مشكلة في حياتي كلها، فأرجو منكم المساعدة ، والرد في أقرب وقت؛ لأني أنهار، ولا أعلم ماذا سوف يحدث لي بعد هذه الرسالة ومقابلة ربي، ولا أعلم ماذا فعلت لكي أقابله به، بل ماذا فعلت لكي أدخل النار!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ empty day حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابني الكريم الفاضل– فإني أقر لك بسعادتي بتواصلك معنا، وفرحي بدخولك إلى هذا الموقع؛ لأنه إن دل على شيء فإنما يدل على أنك على خير، وأنك تحب الله ورسوله، وأنك صادق في محبتك لله تبارك وتعالى، وحريص على فعل ما يرضيه، وأنك متألم لهذا الذنب وتلك المعصية التي تقع فيها.
وأقول لك - ابني الكريم الفاضل – أعتقد أن لديك قدرا كبيرا من معرفة الآثار المترتبة على هذه المعصية، وهذا في حد ذاته كاف، وكم أتمنى أيضا أن تدخل إلى الاستشارات التي تتكلم عن هذا الموضوع؛ حتى تتعمق لديك المعلومة، وحتى تشعر أيضا بمدى الخطر الذي يحيط بك نتيجة الاستمرار في هذه المعصية.
ولكن أحب أن أقول لك: اعلم – ولدي الكريم الفاضل – أنك الوحيد القادر على التخلص من هذه المعصية، لأن القرار قرارك، فأنت الذي دخلت إلى هذا المنعطف والنفق المظلم الخطير، وأنت الوحيد القادر على أن تخرج منه، فلا توجد هناك قوة في الأرض مهما عظمت تستطيع أن تنتشلك من هذا الذي أنت فيه إلا إذا كنت حريصا على ذلك وأخذت الخطوة الجادة.
ولذلك أتمنى -بارك الله فيك– أن تحافظ على الصلوات التي بدأت تحافظ عليها في المسجد، فإن هذه -بإذن الله تعالى– بداية خير، وأن تحافظ أيضا كذلك على قراءة القرآن بانتظام، وأتمنى كذلك أن تجتهد في البحث عن صحبة صالحة تقضي معها معظم وقت فراغك؛ لأن قضية الفراغ تكاد تكون من القضايا المزعجة التي تسبب للإنسان نوعا من الضعف، وهذا كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرنا بقوله: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية).
فعليك بالبحث عن صحبة صالحة، وأوصيك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وملء وقت فراغك قدر الاستطاعة بأي عمل نافع ومفيد وهادف، وكلما شعرت بالرغبة في الوقوع في هذه المعصية، فحاول أن تخرج من غرفتك، حتى وإن كنت في دورة المياه – أجلك الله – لا تمكث طويلا في الحمام، وإنما اقض حاجتك واخرج بسرعة، وإذا شعرت بذلك وأنت في غرفتك وأغلقت الباب عليك فلا تغلق الباب بعد ذلك أبدا، وإنما دعه مفتوحا، وحاول أن تهرب من الشيطان بكل ما أوتيت من قوة.
حافظ على أذكار الصباح والمساء، وثق وتأكد أن الله سيحفظك، خاصة قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) وقوله أيضا: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
عليك بالدعاء – يا ولدي – أن يعافيك الله تبارك وتعالى من ذلك، واعلم أن الله أمرك بالدعاء ووعدك بالإجابة، كما أخبر تبارك وتعالى بقوله: {أجيب دعوة الداع إذا دعان} وبقوله: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} وأكثر من الصلاة على النبي المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم – بنية أن يعافيك الله تبارك وتعالى من ذلك.
عليك بأن تطلب من والديك الدعاء لك أن يعافيك الله تبارك وتعالى من هذه الأمور، وحاول أن تقرأ بعض كتب الصالحين وسير الصحابة والشباب المسلم الصادق الذي غير الله به وجه التاريخ، وكانوا في مثل سنك، مثل أسامة بن زيد، ومحمد بن القاسم، وغيرهما من الصحابة الكرام الكبار الذين كانوا في سنك ولكنهم تركوا بصمات عظيمة جدا على وجه التاريخ.
اجتهد في الارتباط بأي عمل مفيد ونافع خاصة فيما يتعلق بالرياضة، حاول أن تربط نفسك ببعض النوادي الرياضية، وأن تدخل في بعض المجالات الرياضية ككمال الأجسام، أو المصارعة، أو غير ذلك من الأشياء القوية التي تحرق الطاقة الزائدة عندك.
عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى، وبإذن الله تعالى سوف يمن الله عز وجل عليك بذلك، واعلم – ولدي – أن الله يحبك، وصدقني – وأنا أقسم برب الكعبة – أنه يحبك، والدليل على ذلك أنه أعانك على الصلاة لخمسين يوما في المسجد، وأعانك على حفظ كتابه، وهذه كلها لا تتيسر إلا لمن أحبه الله، فلا تظن أبدا أن الله يتخلى عنك، أو أن الله تبارك وتعالى خلقك ليعذبك، أو يدخلك النار، وإنما الله تبارك وتعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين، فعليك بتوبة صادقة نصوح، وخذ قرارا بأن تتوقف عن هذه المعصية، قل (يا رب أعني على أن أثبت على هذا القرار) وأنا واثق من أنك سوف تعان على ذلك - بإذن الله تعالى - .
واجتهد – يا ولدي – في أن تضع أمام نصب عينيك أن تكون متفوقا دراسيا، وأن تقضي معظم أوقات فراغك في المذاكرة، وأن تضع أمامك هدفا أن تكون الأول على صفك، وبإذن الله تعالى سوف تنتهي هذه الأشياء جميعا، وأنت قادر على ذلك، لأنك حاولت ونجحت عدة مرات، وهذه المرة ستحاول وتنجح نجاحا نهائيا -بإذن الله تعالى–وأسأل الله أن يسددك، وأن يوفقك، وأن يحفظك، وأن يرعاك، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.