السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة هادئة الطبع، وخجولة، وكتومة، مشكلتي لو جاء خاطب أفشل في الحوار معه، وأبدو على عكس حقيقتي، مع أني متعلمة وموظفة، ولكن لا أعرف كيف أجيبه, وأبدو أو أرى نفسي غبية، ورغم أن شخصيتي طول عمري ضعيفة, وجدت آخر الخطاب يقول عني أن شخصيتي قوية، وتخوف.
الخطاب (يطفشوا) ينزعجون واحدا وراء الآخر، وأنا لا أعرف كيف أتصرف؟
أرجوكم أشيروا علي كيف يجب أن أكون أو أتحدث؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سليمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
في كثير من الأحيان يرتبك الشاب أو الشابة في الحديث مع شخص من الجنس المقابل، وهذا في الحالات العادية، ومن باب أولى في ظروف الخطبة والزواج، وما هذا بمستغرب، بل هو مقدر في كثير من الأحيان؛ لأنه دليل الحياء (والحياء شعبة من الإيمان) كما قال الحبيب المصطفى، ولكن بشرط أن لا يصل الأمر لحد يمنعنا من متابعة عملنا وحياتنا مع الناس، فهنا نكون قد انتقلنا ربما من مجرد الحياء ودخلنا في الخجل الزائد، والذي يحتاج لعلاج أو تدبير.
ويمكنك مثلا أن تقولي للخاطب ومنذ اللحظات الأولى للقاء بأنك غير معتادة على الحديث مع الشباب، فالخاطب سيقدر هذا ويحترمه ويتفهمه، وبالتالي سيخفف هذا عنك شيئا من الهم والارتباك.
وعندما يتحدث معك الخاطب أو يطرح عليك سؤالا، أو غيره من الناس، وخاصة بعد إخباره بأنك غير معتادة على الحديث مع الشباب، فأنت لست مضطرة للجواب مباشرة، وإنما يمكنك أخذ الوقت اللازم للتفكير في الجواب المناسب للسؤال أو الموقف، وهذا لن يعط انطباعا سلبيا عنك، بل على العكس قد يشعر الخاطب أنك من النوع الذي يفكر ويتروى في حديثه وفي إجاباته، وأن هذا من الحلم والأناة.
ولك أيضا أن تتبعي بعض المهارات في الحوار، كأن تجيبي على بعض الأسئلة بطرح سؤال على السائل، كأن تقولي له: (وأنت ما رأيك أولا في الموضوع؟) أو حتى أن تطرحي عليه سؤالا آخر مختلفا عن الأول.
ولك أن تجربي هذا مرات ومرات مع المقربين منك من أفراد الأسرة والأصدقاء، بحيث تعتادي على هذا النمط من الحديث والحوار.
وبالتدريج ستشعرين بالراحة والارتياح من لقاء الناس قريبهم وجديدهم، وحتى الخاطب، وهذا الاعتياد وقلة الارتباك سيزيد أيضا المزيد من الثقة في نفسك، مما يدفعك للقاء الناس، والاستمتاع بالحوار والتواصل معهم.
وفقك الله ويسر لك الخير.