السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور: محمد عبد العليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أستخدم علاج ليريكا 150 مل حبة بعد الغداء وسمبالتا 60 مل حبة بعد العشاء؛ لأني أعاني من أعراض جسدية عبارة عن انفباضات في الرأس.
استخدمت عدة علاجات من مسكنات، ومضادات اكتئاب، ولم أشعر بتحسن للأعراض الجسدية أبدا، وبعدها استخدمت علاج اللاريكا، واستمررت في رفع الجرعة حتى 300 مل، وشعرت بتحسن -والحمد لله- بنسبة 60% تقريبا استمررت على العلاج لمدة سنة، ثم خفضت الجرعة إلى 150مل، ونسبة التحسن مثل ما هي لم تتغير واستمررت فترة، ثم خفضت الجرعة إلى 75 ، ولكن بعد يومين عادت الانقباضات كما في السابق، ثم رفعت الجرعة إلى 150مل، وخف الألم، ثم أضاف لي الدكتور علاج سمبالتا 60 مل يوميا.
لي الآن قرابة شهر ونصف على السمبالتا، ولكن لا أشعر بزيادة في تحسن الحالة.
سؤالي كالتالي:
1- ما هو تشخيصك لحالتي؟
2-هل اللاريكا والسمبالتا من العلاجات الآمنة لو استمررت عليها فترة طويلة؟
3- هل اللاريكا مسكنة للألم أم أنها تعالج المرض من الأساس، وكذلك السمبالتا؟
4- ما هو الوقت المناسب لأخذ العلاج؟ علما أن أعراض الانقباضات تأتيني من بعد العصر إلى العشاء يوميا، وكم يستمر مفعول العلاج؟ أرجو منك د. محمد إيضاح المطلوب بالتفصيل، فأنا أثق في استشاراتك كثيرا.
وأشكرك جدا والقائمين على الشبكة، وأسأل الله أن يفرج جميع كربكم يوم القيامة، وأن يدخلكم الجنة بغير حساب كما فرجتم عن المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فايز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكرك على ثقتك في شخصي الضعيف وعلى ما يقدمه إسلام ويب.
كلا الدوائين – سيمبالتا، ولاريكا – هما من الأدوية الجيدة الفاعلة لعلاج كثير من الحالات.
السيمبالتا كما تعرف هو في الأصل مضاد للاكتئاب، وله فعالية خاصة في علاج الآلام الجسدية المصاحبة للاكتئاب النفسي.
أما اللاريكا فهو دواء يعالج الآلام العصبية، دواء مفيد جدا في حالات الانقباضات العضلية أيضا، وبالنسبة لمرضى السكري والروماتيزم يعتبر من الأدوية الشائعة الاستعمال الآن.
الإشكالية حقيقة من اللاريكا هو أنه توجد مؤشرات أنه يؤدي إلى نوع من التعود البسيط، وهذا التعود يتفاوت من إنسان إلى آخر، كثيرا من الناس يجد صعوبة كبيرة جدا في التخلص منه، لدي الآن أخ يتردد علي في العيادة كان يستعمل اللاريكا بجرعات كبيرة، ووجد صعوبة بالغة في التخلص منه، والآن نحن نحاول أن نخفض الجرعة بقدر المستطاع.
فأنا أعتقد أن الجرعة في حالتك يجب ألا تتعدى مائة وخمسين مليجراما في اليوم، ويمكنك أن تتناولها خمسة وسبعين مليجراما مساء وأخرى صباحا، هذا لا بأس به، وإذا أرت أن تتناول خمسة وسبعين مليجراما عصرا، وأخرى مساء هذا أيضا معقول جدا.
بعض الناس يسبب لهم اللاريكا شيئا من النعاس، فإذا كان الأمر هكذا فتناولها كجرعة واحدة في المساء.
وأنا أفضل حقيقة لو استطعت أن تعطي نفسك ما يسمى بالإجازة الدوائية، ونقصد بها أن الإنسان يمكن أن يخفض الدواء، ثم يتوقف عنه لمدة شهر تقريبا، وهذا ليس مستحيلا مع اللاريكا، خاصة أنه ليس دواء مهما لعلاج مرض غير معروف أو مرض مثل ضغط الدم أو السكر، فالإنسان يمكن أن يتوقف عنه لفترة.
هذا يجعل الدواء أكثر أمانا، ويقلل كثيرا من قابليتك على التعود عليه، فهذه الإجازات العلاجية أصبحت فلسفة معقولة ومقبولة، لكن إن صعب عليك التوقف عنه يجب أن تميل دائما للجرعة الصغيرة، تناول مثلا خمسة وسبعين مليجراما يوما، ومائة وخمسين مليجراما يوما آخر، وهكذا حاول ألا تمشي على نمط واحد، وحاول ألا ترفع الجرعة، وأعتقد أن ذلك مهما جدا.
ووجد أن ممارسة الرياضة يخفف من الآلام الجسدية كثيرا، ويساعد حقيقة الذين يتناولون السيمبالتا أو الإفكسر، لأن الإفكسر أيضا قريب جدا في فعاليته من السيبمالتا، والذين يتناولون اللاريكا أو النورنتين أو التجراتول، فهي أيضا متشابهة لدرجة كبيرة وإن كان اللاريكا يعتبر الآن أكثر فعالية.
السيمبالتا لا مشكلة أبدا في تناوله لفترة ثلاثة سنوات، هذه فترة معقولة جدا، والمهم ألا تزيد الجرعة، وأن تتخلص منه بعد ذلك تدريجيا، أما اللاريكا فهو مسكن للألم أو أنه يعالج المرض، وكذلك السيبمالتا.
السيمبالتا: أضمن لك تماما أنه يعالج الاكتئاب النفسي (مثلا) إن وجد، وكان يسبب الآلام، نحن نعتبره علاجا في هذه الحالة.
اللاريكا طبيعة الأمراض التي يعالجها أصلا أمراضا مزمنة، كالآلام الجسدية، والروماتزمية أو الآلام الناتجة من التهاب العصب في المرض السكري، هذه حالات مزمنة، فمثل هذه الحالات نحن نعتبره مخففا للألم، وفي نفس الوقت علاج، لكن الإشكالية قد تكون أن الإنسان إذا انقطع منه ربما تعاوده الأعراض.
أعتقد أنني قد أوضحت لك الوقت المناسب لتناول العلاج، وحقيقة أنصحك مرة أخرى بالتركيز على الرياضة، فالتركيز على الرياضة سوف يقلل كثيرا من اعتمادك على الأدوية، هذا الأمر الآن مثبت، ولا خلاف حوله أبدا.
نشكرك على ثقتك في الموقع، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.