أدوية الحساسية لا تضعف الذاكرة

0 493

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ سنين من الإحساس بشيء لزج، أو بلغم في حلقي، بشكل مستمر، دائما ما أحاول التخلص منه إلى الخارج، لكن دون جدوى، لا يخرج شيء، ومن كثرة المحاولات أصاب بآلام في صدري بعض الأحيان، وأصبت جراء ذلك بالتهابات في الصدر عدة مرات، تعالجت منها بعد معاناة.

ذهبت إلى العديد من الأخصائيين، منهم أخصائيو أمراض صدرية، وأمراض أنف وأذن وحنجرة، وأمراض باطنية، للبحث عن حل لهذه المشكلة، ولكن دون جدوى، وكلهم يخبرني بأن لدي تحسسا، ويصفون لي علاجات التحسس التي لم تضع حدا لمعاناتي، ولم أستفد منها أي شيء يذكر.

دلني أحد الصيادلة الأصدقاء على دواء للتحسس يسمى (هستاسين ) استفدت منه كثيرا، وهو خفف من حالتي دون أن ينهيها، لكنني لا أتناوله دائما، خوفا من أن يكون له أضرار مستقبلية بعيدة المدى، أو آثارا جانبية غير محمودة، وما زاد قلقي أكثر أنني علمت أن علاجات التحسس تضعف الذاكرة مع الزمن.

أهم ما في الأمر أنني اكتشفت بالملاحظة أن حالتي تزداد سوءا أثناء تناولي بعض المأكولات، منها البيض واللبن والكبدة، واللوز والمانجو والموز، وبعض أنواع المياه المعدنية، وأكثر شيء يهيج الحالة عندي هو اللبن، فهل من حل؟ أفيدوني بارك الله فيكم.

أريد أن أذكر أيضا أني أعاني من عسر هضم دائم، مصحوب بغازات دائمة، نغصت علي حياتي بشكل عام، لا أستطيع أن أتجشأ نهائيا، وأشعر في بعض الأحيان إذا تناولت طعاما أكثر من المعتاد أن هناك تقلصات في أعلى المعدة، أو تقريبا في فم المعدة، وكأن غازات تريد أن تخرج لكنها لا تخرج، وهذا السبب هو ما جعل أخصائي الباطنية الذي ذهبت إليه يخبرني أنه سبب التحسس، والمشكلة بكلها نتيجة الارتجاع من المعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abourwan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنت تعاني من حساسية مزمنة، ولابد أن تعلم أن الحساسية ليس لها دواء ناجع وقاطع يقضي عليها، ولكن علاجها الرئيسي هو البعد عن المهيجات التي تزيد حالتك سوءا، وقد ذكرت في شكواك بعضا منها، ولكن حتى تتعايش معها لابد أن تتعرف على كل ما يمكن أن يسبب لك التحسس فتتجنبه، ومن أهم هذه المهيجات: التراب والدخان، والعطور والبخور، والمبيدات الحشرية والمنظفات الصناعية، والبويات والأصباغ، ووبر الموكيت والصوف والحيوانات الأليفة، وكذا من المأكولات مثل الموز والشيكولاتة والسمك والبيض، والحليب والفراولة والمانجو، أو غيرها مما يتفاوت من شخص لآخر، مما تلاحظ أنها تسبب لك عطاسا أو سيلانا بالأنف، أو انسدادا مع حكة في الأنف أو العين، فيجب تجنب مثل هذه المهيجات قدر الإمكان.

وذلك يكون مع تناول حبوب مضادات الهيستامين، مثل كلارا أو كلاريتين، أو تلفاست، أو حبوب الهيستاسين التي ذكرتها، حبة كل مساء، مع استخدام بخاخ رينوكورت أو فلوكسيناز مرتين يوميا، والذي من شأنه أن يقلل كثيرا من أعراض الحساسية، ولكن لا ينهيها تماما كما بينت لك آنفا.

أما عن الآثار الجانبية للأدوية، فما من دواء إلا وله آثار جانبية، قلت تلك الآثار أم كثرت، لن يستطيع أحد أن يتناول دواء طوال حياته، ولكن عند اشتداد الأعراض يتناول الدواء، وحين تتحسن الأحوال يقلل من استخدامه، ولكن في كل الأحوال فإن حبوب الحساسية -فيما أعلم- لا تسبب ضعفا في الذاكرة مع الزمن، ولكن ما هو معلوم من المعاينة والمشاهدة أن مع مرور الزمن وكبر السن وتقدم العمر تضعف الذاكرة دون استخدام قرص واحد من أقراص الحساسية، حتى لا تلقي باللائمة على الحبوب.

أما بخصوص عسر الهضم الدائم مع وجود غازات، فذلك أمر طبيعي مع الإفراط في الأكل، ولو اتبعنا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم لسلمنا من كل هذه الأمراض، حيث بين لنا أن (حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) ولكننا للأسف حتى ثلث النفس طغينا عليه، ولذا لا نستطيع التجشؤ، وقد يزيد من معاناتك وجود ارتجاع في المريء، فتشعر بحرقان على صدرك، أو في فم المعدة، أو نهاية المريء، بعد تناول الطعام، حيث يرجع حمض المعدة إلى الأعلى، مارا بالمريء، والذي هو غير مهيأ لهذا الحمض المركز، مما يسبب آلاما وحرقة في صدرك وحلقك، وكذا في، حنجرتك ولكن ليس للحساسية علاقة من قريب ولا بعيد بهذا الارتجاع.

نسأل الله لك الشفاء، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات