السؤال
السلام عليكم
عمري 24 سنة، حدثت لي ظروف توتر وقلق قوية جدا منذ شهر ونصف، وإلى الآن مستمرة، وأنا ملتزم، -والحمد لله- ولكن حدث لي وسواس قهري منذ أيام قليلة وهو وسواس في الذات الإلهية -والعياذ بالله-.
هل تنصحوني أن أذهب إلى الطبيب وأباشر بالدواء، أم أنتظر إلى أن تزول هذه الضغوط عسى أن يخف الوسواس ويزول بزوال هذه الضغوط؟ علما أنني لا أعرف طبيب يفهم وواعي حتى أثق فيه لكي يشخص لي الدواء المناسب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، نسال الله لك العافية والشفاء.
أخي الوساوس القهرية بالفعل تتصيد الناس حين يكونون تحت توتر وضغوط نفسية، لكن العامل الرئيسي ليس هو الضغوط إنما هو القابلية للوساوس؛ فربما يظهر أن لديك استعدادا للوساوس من ثم أتى العامل، والمسبب الآخر وهو الظرف النفسي الذي تمر به الآن.
الوساوس عن الذات الآلية لا شك أنها مزعجة لكن -إن شاء الله تعالى- هي دليل على الإيمان الصادق -بإذن الله تعالى-، والذي أنصح به هو أن تذهب إلى الطيب مباشرة، وأؤكد لك أن الوساوس من هذا النوع تعالج بسهولة شديدة، إذا لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب أنصحك بأن تذهب للصيدلية وتسأل عن دواء باسم بروزاك واسمه العلمي فلوكستين، هو دواء بسيط وسليم ولا يحتاج إلى وصفة طبية، جرعة البداية هي كبسولة واحدة في اليوم وقوة الكبسولة هي (20) مليجرام تناولها بعد الأكل واستمر عليها لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك والتي يجب أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، وبعد ذلك اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناولها، هذا الدواء دواء سليم ودواء وممتاز وغير إدماني، سوف تشعر بالتحسن -إن شاء الله تعالى- أربعة إلى ستة أسابيع من بداية العلاج، ولابد أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الدواء، حتى تستفيد منه الفائدة المرجوة -إن شاء الله تعالى-.
بالنسبة للجانب العلاجي الآخر هو أن تصرف انتباهك عن هذه الوساوس، عليك أن تستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم اجعله إن شاء الله تعالى يخنس، ولا يكون له سلطان عليك، أصرف انتباهك أيضا من خلال تحقير الفكر الوسواسي، هذا مهم جدا، ولا تناقش هذه الأفكار، ولا تحاول أن تحللها إن حاولت ذلك سوف تتولد منها أفكار وسواسية جديدة وفرعية، وهذه سوف تشغلك أكثر -فيا أخي الكريم- أغلق عليها الباب تماما من خلال الاستعاذة والتحقير وعدم مناقشتها أو تحليلها تحليلا دقيقا، وأصرف انتباهك أيضا بأن تشغل نفسك فيما هو مفيد من إطلاع، وتواصل اجتماعي، وممارسة الرياضة هذه كلها -إن شاء الله تعالى- تيفيدك كثيرا.
بالنسبة لموضوع الضغوط النفسية أخي الكريم الحياة لا تخلو من هذا، والإنسان يواجه مثل هذه الظروف بشيء من الصبر والحكمة، ويسأل الله تعالى أن يفرج همومه وكربه، ويكون واقعيا في مواجهة المشكلة، وأقصد بذلك أن يحل ما يمكن أن يصل فيه إلى حلول، وأن يؤجل ما يمكن أن يؤجل، ويتجاهل ما يمكن تجاهله، من خلال هذا التوجه ستصل إلى حلول جيدة وممتازة جدا.
وفي حالات الضغوط النفسية عبر عن ذاتك، وتحدث مع نفسك إلى من تثق به، وهذا في حد ذاته فيه شيء من الترويح والتنفسي النفسي الجيد جدا حين يكون التوتر ناتجا من عدم توافق أو تصادم مع الآخرين من أهم الأشياء التي يجب أن يدركها الإنسان هو ضرورة قبول الآخرين كما هم لا كما نريد، هذا يجعل الإنسان يراجع نفسه وتخف عليه وطأة التوترات والقلق؛ لأنه بنى مفهوما جديدا في التعامل مع البشر.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ونسأل الله لك العافية والشفاء.