السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي عمرها 17 سنة، حالة الإغماء التي تحدث لها تكون تتكلم عاديا جدا أو في مدرسة أو أي مكان، ويحصل لها إغماء، ولكن الإغماء يسبقه سرعة نبضات القلب، وضيق في التنفس ثم يحصل الإغماء.
الأغرب أنها تكون حاسة بالناس الذين حولها وتسمع الكلام، ولكنها مغمى عليها، وبعد دقيقتين أو ثلاث تفيق وبعد ما تفيق يكون جسمها متنملا.
الحالة ممكن تحدث كل شهر مرة، وساعات كل أسبوع مرة، وساعات مرتين باليوم، ولكن أنا أرى عندما يكون فيها شيء يضايقها ممكن يحصل هذا، ولما تكون مرهقة من الدروس يحصل لها هذا.
وزنها بدأ ينزل، علما بأننا عملنا إشاعات وتحاليل كلها -والحمد الله سليمة- ما فيها حاجة.
أرجو الإفادة وتحديد تخصص الدكتور الذي أكشف عنده.
شاكرين لكم تعاونكم وإرشادكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهناك فرق -أخي الكريم- بين حالات الإغماء الهستيري، والذي غالبا ما يحدث للفتيات صغار السن وحالات الغيبوبة العضوية التي تتعلق بأسباب لها علاقة بالمخ أو القلب أو غيبوبة السكر المرتفع أو المنخفض.
وتعرف الغيبوبة على أنها حالة يغيب فيها الشخص عن الوعي إما كليا أو جزئيا، وللغيبوبة مراحل ودرجات مختلفة:
1. لا يدرك المصاب ما يحدث حوله تماما، ولا يتفاعل معه، مع أنه مستيقظ.
2. نائم ويمكن إيقاظه لينام فورا بعد ذلك.
3. نائم ولا يمكن إيقاظه ولكنه يستجيب للمؤثرات المؤلمة بتحريك يده أو ساقه.
4. لا يستجيب أبدا للوخز أو أي مؤثر خارجي، ولديه صعوبة في التنفس الذي يكون غير منتظم ومتقطع، وكل هذه الحالات العضوية لا تنطبق على ابنتنا شفاها الله وعافاها.
أما الإغماء الهستيري أو الهستيريا باختصار حالة من التعبير النفسي والجسدي ينتج عن التعرض لصدمة عاطفية تتمثل في فقد عزيز أو قريب أو قصة حب فاشلة أو التعرض لإحباطات أو وقوف شخص ما حائلا بينه وبين تحقيق ما يريد، وهناك صور مختلفة يتعرض لها المريض بالهستيريا.
أما أعراض المرض فتأتي في صورة ضعف في أحد الأطراف أو شلل فيها,،ورعشة ونوبات إغماء متكررة أو حالة من القيء أو فقدان السمع أو البصر أو حتى النطق بصورة مفاجئة.
المثير في المرض أن جميع هذه الأعراض الجسدية ليس لها أي أساس عضوي، أي أن المريض سليم تماما من الناحية العضوية، وجميع الأعضاء التي تعاني من توقف أو شلل وما شابهه سليمة من واقع الفحوصات.
علاج هذا المرض نفسي في المقام الأول؛ حيث يلجأ الطبيب النفسي إلى تصحيح المسببات والدوافع التي أدت للإصابة بالمرض، من خلال دراسة شخصية المريض والتحليل النفسي لها، ومحاولة ترشيدها وتدريبها على التعامل مع الإحباطات والصدمات بصورة أكثر هدوءا وعقلانية، مع الاستعانة ببعض المهدئات الخفيفة، ويساعد في العلاج أيضا، إرشاد الأسرة والمخالطين للمريض للطريقة المثلى التي يجب عليهم اتباعها في التعامل معه حتى لا تحدث له انتكاسة.
طبعا نحتاج إلى الاطمئنان على طبيعة الأكل الصحي حتى لا تحدث أنيميا، ويمكن عمل صورة دم كامل وعمل تحليل فيتامين (د) وأخذ الفيتامينات اللازمة إذا تطلب الأمر.
وبالله التوفيق.