تعرفت على رجل على الشات يريدني للزواج وفارق السن كبير

1 559

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مشكلة كبيرة حقا، لست مراهقة، ولست جاهلة، أبلغ من العمر 17 عاما، ولكني أملك من العقل ما هو أكبر من سني -ولله الحمد- ومع ذلك فأنا لست معصومة عن الخطأ، وقد وقعت في مشكلة كبيرة سببها التهور.

ففي يوم كنت أشعر بالملل والزهق، دخلت موقعا اسمه: البادو دا، وهو موقع للتعارف بين الشباب والبنات، ولقد دخلت حتى أسلي نفسي لعدة أيام وأخرج، فسجلت اسمي، وبقيت أسبوعا أتكلم وأستمتع مع الشباب والبنات، وبعد أسبوع حادثت شخصا عمره 30 سنة، وهذا الإنسان كان مختلفا بالمرة، فجلست يوما كاملا أتكلم معه، وعلى هذا الوضع بقينا أسبوعا نحادث بعضنا، فقد كان فعلا مختلفا عن الباقين، لأنه دخل الموقع من أجل أن يبحث على فتاة يرتاح لها حتى يتزوجها، فقد كان هذا هدفه، وعندما تكلمنا مع بعضنا، قال: بأنه سيسافر إلى دبي، وذلك لأن عنده عمل مع شركة، وفي دبي الموقع لا يعمل، فأنا لا إراديا أعطيته إيميلي، وقلت له: بأن الموقع محجوب بدبي " فأنا قد جربته ".

المهم أنني أضفته، فسافر وتواصلنا أثناء سفره، ورجع، واستمرينا على المسن، وفي يوم قال لي: يا بنت الناس، أنتي التي أبحث عنها منذ زمن وأريد أن أتزوجها، علما بأنه منذ أن كان في المرحلة الثانوية سافر إلى أمريكا، وعاش بها حتى صار عمره 30 سنة، وعندما كان عمره 23 تزوج امرأة أمريكية، ولم تكن مسلمة، ولكنه كان ينوي أن يجعلها مسلمة، ولكنه لم يستطع، بقي معها 7 سنوات، وكان يقول لها: بأنه يرغب بأن يكون لديه أبناء، فكانت ترفض ذلك، فتطالقا، وهو قد أخذ الجنسية عندما تزوجها.

هو إنسان مسلم، وغيور، وتفكيره سليم، وليس بالمنفتح، ولا المتحرر، بالرغم من أنه عاش أكثر عمره في أمريكا، فقد أحبني وأحببته، وأكرر بأنه حبا حقيقيا وليس لعبا وكلاما فارغا فالنية هي الزواج - بإذن الله -.

صار له حادث كبير، وفي أيام الحادث كان ينادي باسمي وهو نائم، وبعد أن أفاق من العناية، سألته أمه عني، فلم يكذب عليها، وقل لها كل شيء، وقال لها: بأني في الصف الثاني ثانوي، فسجدت أمه شكرا لربها، لأنها تريده أن يتزوج من بلده، وغير ذلك عرفت أخلاقي، عدا أن التفاهم بيننا كبير جدا، مع أني قلت له عدة مرات على فرق العمر بيننا، وأنه كان متزوجا، وأهلي لن تمر عليهم بالساهل، فأنا من عائلة بدوية، أما هو فهو جدة، وأنا من المدينة، ولكن أهل والده من المدينة.

صلينا استخارة، وأنا مرتاحة للذي أفعله، لأنني لا أتصرف بعشوائية، ولكنني مع ذلك محتارة، فأنا أول بنت في عائلتي، وعمري 17 سنة، ولا أعرف ما هي تقاليد أهلي في الزواج، وهو عمره30 سنة، وسبق له الزواج، وأنا راضية، ولكن لا أدري كيف سيكون وقع الأمر على أهلي؟

هو يقول بأنه سينتظر سنتين، حتى يصير عمري19، ولكنه سيكون في 32 من عمره.

لا أعرف ماذا أفعل بالضبط؟ وأقسم لكم بأنه ليس حب مراهقة، فأنا فاهمة، وواعية، ولكن بنفس الوقت فأنا محتاجة لأن أستشير أحدا ما، ما الحل؟ وماذا أفعل؟

علما بأني استخرت ربي، وهو أيضا استخار أكثر من مرة، وعذرا لما سأقوله، ماذا يحدث له بعد كل استخارة، فقد " كان يحتلم " وأنا أقول بأن ذلك من الشيطان، ولا أعلم، فانصحوني، فكلانا يشعر بالراحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك - ابتنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب، نشكرك لثقتك فينا، وتواصلك معنا.

ونحن سنشير عليك حرصنا منا على الخير لك، فنصيحتنا لك هي نصيحة من يحب لك الخير، ويتمنى لك السعادة، ولذا فنتمنى أن تـأخذيها بجد.

أنت في هذا السن - أيتها البنت الغالية - لا تزالين قليلة الخبرة بالناس، وإن كان عقلك كبيرا، ولذا فنحن نحذرك من الاغترار بما يقوله لك هذا الرجل من الكلام المعسول، فكم نعرف مما لا تعرفين ممن وقعت فريسة سهلة لمثل هذه الأساليب التي ينتحلها بعض اللئام لتصيد فرائسهم، ثم ترجع البنت تتألم وتشتكي لنا ولغيرنا، بعد أن ترمى في بحار الحسرات والندامة، ثم إن هذا الحال الذي أنت عليه من التواصل بهذا الرجل يغضب الله تعالى عليك، ولا تنتظري أبدا أن تبني حياة سعيدة وقد بنيتها على معصية الله تعالى، فإن المعاصي سبب للحرمان من الأرزاق كما نطق بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم.

ولذا فالعقل والحزم وكمال الدين كل ذلك يقضي بأن تسارعي فورا إلى قطع هذه العلاقة، ونحن نعلم أن ذلك قد يكون صعبا عليك في أول الأمر، ولكن عواقبه حميدة، فهو كالدواء يؤلم، ولكنه يجلب العافية والصبر، وخير ما تستعينين به للوصول لذلك.

وتأكدي من أن هذا الرجل إن كان جادا في أمر الزواج بك، فإنه سيأتي البيوت من أبوابها، ولأهلك النظر في أمره، وهم بلا شك حريصون على سعادتك، وهم مع ذلك الحرص أعلم بالحياة وأهلها.

تذكري - أيتها الغالية - أن لحظة من لحظات العبث، وعدم الوقوف عند حدود الله، هي التي جرتك إلى هذا فاحذري الوقوع ثانية في ذلك.

وخير ما نوصيك به: التعرف على النساء والفتيات الصالحات، لتشغلي نفسك معهن بما ينفعك من أمر الدين أو الدينا، وهن خير معين لك في البحث عن الزوج الصالح في الوقت المناسب إن شاء الله تعالى.

نسأل الله تعالى أن يوفقك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات