السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب وعامل في مجال الصحة، تعمل معي فتاة أصغر مني بسنتين ذات خلق ودين، لكن لديها خدش في وجهها نتيجة إصابة قديمة، ومع مرور الوقت توطدت علاقتي بها، إلى أن جاء يوم لم أتمالك فيه نفسي وعرضت عليها فكرة الزواج دون أن أرى وأدرس الموضوع مع والدي؛ لأنه كانت لدي ثقة من عدم رفضهما لأنها من اختياري، وردت الفتاة بأنه يجب علي أن أتقدم لخطبتها في أقرب وقت؛ لأنها تخاف أن نقع في ما لا يرضاه الله.
عندما عرضت الأمر على والدتي لم تحترم مشاعري، وكان جوابها الرفض بسبب تلك الإصابة، أما أبي فرفضها لأنه لا يحب التعامل مع أقربائها.
وقعت في حيرة من أمري لأني لا أستطيع مصارحة الفتاة بسبب رفض أمي؛ لأنني سأجرح مشاعرها؛ لأن ما أصابها من قضاء الله، ولا أستطيع مواصلة العلاقة؛ لأنني أخاف أن أجرها للحرام، ولا أريد تركها لأنني تعلقت بها ووعدتها، وأريد المحافظة على وعدي.
أنتظر نصحكم، وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ rafik حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكر لك حرصك على البر بوالديك، والوفاء بوعدك.
وأول ما نوصيك به -وهي وصية من يحب لك الخير- أن تقطع علاقتك بهذه الفتاة، فإن هذا النوع من العلاقات يجر إلى ما لا تحمد عاقبته، والفتنة بالمرأة أعظم فتنة، وقد حذرنا منها النبي -صلى الله عليه وسلم- أبلغ تحذير.
ونصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تستعمل كل الأسباب التي يمكن أن تقنع بها والديك ليوافقاك على التزوج بهذه الفتاة ما دمت تحبها، ومن تلك الأسباب الاستعانة بمن لهم كلمة مقبولة عندهما.
ومن ذلك التودد إليهما، وإخبارهما بحبك لهذه الفتاة وتعلقك بها، فإن أصرا على موقفهما فكن على ثقة بأن طاعتهما وبرهما سبب في سعادتك, وجلب الرزق الحسن إليك، فانزل عند رأيهما، وسيعوضك الله تعالى خيرا من تلك الفتاة، ويكفي في الاعتذار إليها أن تخبرها بأن والديك يريدانك أن تتزوج فتاة من معارفهما، ولا حاجة تدعوك إلى ذكر ما قد يجرح مشاعرها.
وفقك الله لكل خير.