خوف وتعب وقلق جعلتني أتمنى الموت !!

0 404

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

عندي بعض المشاكل في حياتي، أحببت أن أستشيركم فيها، عسى أن ينفعني الله بكم، وتحل مشاكل، أنا أبلغ من العمر 32 عاما، درست الهندسة ولكني للآن لم أجد عملا، ولا أعمل أي شيء، وذلك لأسباب كثيرة، منها عدم قدرتي على مواجهة المجتمع بشكل عام، فلا أستطيع اتخاذ القرارات، وأخاف من أي شيء، أخاف أن أدخل أي عمل؛ لأنني أخاف ألا أتقنه، ولا أستطيع أن أعمل، وعندي حساسية كبيرة إذا تمت الإساءة لي من قبل أحد الموظفين أو المدير، أتعب جدا بسبب ذلك وبالأعمال التي عملت فيها وجدت ذلك موجودا، فالكل يستغلني من المدير إلى الموظفين، ولا أستطيع الكلام؛ لأني خجول جدا، مما يسبب لي ضغوطا نفسية حادة، حتى أني لا أملك أي أصدقاء، ولا أخرج من البيت إلا نادرا، حتى الصلاة بالمسجد كنت أصليها، والآن تركتها.

لا أحب أن أخرج من البيت أبدا، ولا أحب الزيارات ولا التجمعات، أشعر بتوتر شديد إذا كنت في مكان فيه مجموعة من الأشخاص ولا أستطيع الكلام أمام مجموعة من الناس، وهذا ما يشعرني بتعب وتوتر بشكل دائم، حتى أني أشعر أن جسمي منهار بشكل كبير، ودائما أشعر بالتعب، فلا أتحرك إلى أي مكان بالبيت لأجلب حاجياتي؛ لأني أشعر بكسل وخمول شديدين، وأشعر أني مريض بشكل دائم، وأي شيء يوترني بسرعة، أشعر وكأني مصاب بالأنفلونزا بشكل دائم، بينما لا يوجد بي شيء -حسب كلام الطبيب- وإن كان عندي بعض الأمراض كمشاكل القولون، وقد يكون القولون العصبي -لا أعلم- والغازات بشكل كبير، والشق الشرجي الذي يشعرني بالألم بشكل دائم.

لدي أرق، ولا أستطيع النوم بشكل جيد، كما أني دائم التفكير بشكل كبير في حياتي ومستقبلي، وكيف سأعيش وأنا أرى نفسي عبئا على أهلي، وأشكل ضغطا عليهم وإحراجا لهم أمام الناس، خصوصا أني مهندس ولا أعمل ولم أتزوج، ولا أستطيع الزواج، ولا أزور أحدا.

أخاف من كل شيء، حتى إذا خرجت للشارع أخاف أن يصيبني حادث، فأنا دائم القلق، وأشاهد أحلاما مرعبة، وكثيرا ما تمنيت الموت، كما أني أخاف من الزواج بقوة، وأشعر أن العلاقة الجنسية عار وعيب، وأنها فعل غير أخلاقي، وأخجل منها جدا، وأخاف ألا أستطيع العيش مع امرأة، لذلك لا أحب الزواج نهائيا، بل أخاف منه جدا، وأشعر بالتوتر إذا ذكر أمامي أو حدثني أحد فيه، رغم أنه لا مشكلة جنسية عندي، ولدي شهوة وميل للجنس الآخر، ولكني أخاف الزواج، وأشعر أن الجنس فعل مقرف ومخجل، مع العلم أني أمارس العادة السرية منذ عشرين عاما، ولا أستطيع زيارة الطبيب النفسي لأسباب اجتماعية ومالية، هذا بشكل عام هو وضعي، وأرجو أن تفيدوني مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد وصفت حالتك بصورة جيدة جدا، وأقول لك أنت تعاني من قلق المخاوف البسيط مع أعراض وسواسية، وهذا كله أدى إلى شعور بالإنهاك النفسي والجسدي، وشيء من عسر المزاج.

خط العلاج الأول في حالتك هو العلاج الدوائي، يجب أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق المخاوف الوسواسية. مخاوفك ذات طابع اجتماعي، لذا أرى أن عقار (زيروكسات) والذي يعرف علميا باسم (باروكستين) ويسمى في أمريكا (باكسيل) سيكون هو الأفيد لك، ابدأ بجرعة عشرة مليجرام، تناولها يوميا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة – أي عشرين مليجراما – استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين يوميا كجرعة واحدة أو يفضل تناولها حبة في الصباح وحبة في المساء، هذه الجرعة العلاجية استمر عليها لمدة خمسة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة خمسة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هو من الأدوية الممتازة، ومن الأدوية السليمة، وغير الإدماني، وأنا على ثقة تامة -بإذن الله تعالى- بعد تناول الدواء لمدة شهرين سوف تشعر بتغير كامل، سوف تتحسن طاقاتك، وروحك المعنوية، وتوجهاتك سوف تكون إيجابية جدا، لكن لابد أن تساعد نفسك سلوكيا، وذلك بأن تصطنع التفكير الإيجابي، نعم .. أنت لا عمل لك، لكن -إن شاء الله تعالى- لديك المؤهل، والمؤهل هو الخطوة التي توصلك إلى العمل، وابحث ولا تيأس أبدا.

فعل نفسك جسديا، وذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية، ابدأ بالتدرج، ثم بعد ذلك ارفع المعدل، ابحث عن الرفقة الصالحة الطيبة، وحرصك على الصلاة في المسجد مهم وضروري كوسيلة تعبدية عظيمة وكوسيلة للتواصل الاجتماعي في ذات الوقت، وأعتقد أن كل صعوباتك سوف تحل -بإذن الله تعالى-، وهي ذات طابع نفسي بحت، وليس أكثر من ذلك.

قرار إيقاف العادة السرية يجب أن يتخذ، فهي مخلة جدا للتفكير السوي، وتؤدي إلى خيالات جنسية وأفكار ذات طابع يؤدي إلى الاشمئزاز في بعض الأحيان، والعادة السرية أيضا تزيد من انكباب الإنسان على نفسه وانطوائيته، فارسم لنفسك حياة جديدة على أنماط جديدة وبأنشطة جديدة، وإن شاء الله تعالى سيتبدل حالك إلى الأفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات