طفلي يرفض أن يشرب الحليب، فكيف يمكنني أن أعوض هذا النقص؟

0 1013

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع المفيد والنافع.

طفلي عمره 8 أشهر، وفي الحقيقة لم أتمكن من إرضاعه إلا بعد 20 يوما فقط، وذلك لأسباب صحية، في حين كنت بكرية، وعملت عملية قيصرية، وأصابتني بواسير، وأسبابا كثيرة جعلتني للأسف لم أصبر على إرضاع الطفل، إضافة إلى أنني أعمل خارج البيت.

المشكلة هي أن طفلي كان يشرب الحليب بيبلاك بكميات جيدة ورائعة، حتى أن صحته كانت ممتازة، ووزنه ممتاز، لكن لاحظت منذ عمر ال5 أشهر أن شربه للحليب بدأ يقل، إلى أن رفض الحليب تماما في سن الـ 6 شهور.

- والحمد لله - هو يأكل كل شيء، ولقد حاولت تجويعه ساعات وساعات، ولكن الحليب مرفوض، وغيرت له مليون نوع بلا فائدة، واستخدمت الكمفورت سهل الهضم، والخالي من اللاكتوز بلا جدوى، هو الآن يشرب رضعة أو اثنتين فقط وهو نائم تماما، وحتى أحيانا يرفض ولو حصل واستيقظ ينتهي الموضوع، وتضيع الرضعة.

في ذهني عدد من الأسئلة، وأنتظر منكم الفائدة:

- هل يمكن أن يكون للحسد دور في هذا الامتناع عن الحليب؟ حيث أنه في عمر الشهرين نام في المستشفى بسبب الرشح، وهناك قالت لي امرأة: من الغريب أن طفلك يشرب 120مل، مع أن عمره يشرب 60 فقط؟

- هل هناك طفل بطبيعته يكره الحليب في هذا العمر؟ ولماذا كان يشرب في السابق؟

- هل لعبت العادات السيئة في الحضانة، مثل: الحليب البارد، أو ربما الصراخ في وجه الطفل دورا في هذا الرفض؟

- ما السبب الطبي كون الطفل يشرب (أحيانا ) وهو نائم، ويرفض (تماما ) وهو مستيقظ؟

- كيف يمكنني تعويض نقص الحليب لطفلي؟ فأنا أخلطه مع الطعام، ولكن لو رفض مرة طعامه بالحليب يظل عندي شعور بالحزن والذنب.

- كيف أتخلص من شعوري بالذنب لأنني لم أرضع الطفل مني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأطفال كما الكبار تماما، يختلفون في سلوكياتهم واستجاباتهم، وغيره من الأشياء، والأطفال بعضهم لا يحب مذاق الحليب، والطفل في المراحل الأولى من العمر لا يكون قد اكتسب القدرة الكاملة على التذوق، لذا نجد حتى المستحضرات الطبية لهذا العمر تكون على شكل نقاط بالفم، ولا يضاف لها نكهات و تحلية كافية كما في مستحضرات الشراب التي تعطى لعمر أكبر، وبالتالي مع تطور حاسة التذوق لدى الطفل، فيمكن له أن يرفض الحليب، حتى وإن كان أخذه بشكل جيد فيما سبق، وفي مرحلة عمرية سابقة، وهذا هو تفسير إحجام الطفل عن شرب الحليب.

والحليب بالطبع غذاء متكامل وسهل، ولكن في حالة عدم القدرة على إعطاء الطفل الحليب، فهناك بدائل أخرى، مثل: منتجات الألبان الأخرى، كالزبادي، وتعطى بعد عمر ستة أشهر، والجبن (مثل الجبن المطبوخ، أو المثلثات)، ويعطى بعد تسعة أشهر، كما ويمكنك إعطاء الطفل شراب الكالسيوم (ملعقة صغيرة مرتين، أو ثلاث مرات يوميا) لتعويض النقص فيما يتناوله من كالسيوم، وذلك نظرا للاحتياجات المتزايدة من الكالسيوم في هذا العمر لنمو العظام والأسنان.

ولا داع للعنف مع الطفل، أو إجباره على تناول الحليب، ويمكن في مرحلة ما بعد السنة أن نضيف نكهات للحليب، مثل: الفانيليا، أو الشيكولاته، أو الفراولة.

ولا داع للشعور بالذنب، فما حدث قد حدث، و قدر الله ما شاء فعل، والطفل ما زال في احتياج لك، فأعطيه من الحنان والاهتمام ما يكفيه.

ويفضل عمل رقية شرعية لطفلك وتعويذه، فإن الرقية إن لم تنفعه لا تضره.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات