هل أستمر على الدوجماتيل والسبرالكس؟ وكم المدة المطلوبة؟

0 544

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

أحب أن أشكركم على هذا الموقع الجميل، جعله الله في ميزان حسناتكم، كنت أعاني منذ 3 سنوات من مرض الوسواس القهري والخوف والهلع، وقمت بزيارة طبيب نفسي في مصر، وأعطاني دواء لوسترال لمدة 6 شهور، وتوقفت عن تناول الدواء منذ أكثر من 3 سنوات بعد الشفاء -ولله الحمد- ولكن منذ شهر تقريبا رجعت لي بعض الأعراض السابقة، من خوف وتوتر، وأشعر بأنني مصاب بمرض في دماغي، وأصاب بصداع بسيط وعسر في المزاج، أي اكتئاب، ولكن من النوع البسيط، وليس بنفس القوة السابقة، ذهبت إلى دكتور مخ وأعصاب، فكتب لي دواء سيبراليكس 10 مليجرام، حبة لمدة شهر، وأرجع بعد أسبوع من تناول الدوء، لكي يحكم على الحالة، ولكن امتنعت عن تناول الدواء؛ لأني أخاف من كثرة هذه الأدوية أن تسبب لي التعود، أو يكون لها تأثير على الكلية من أضرار، أو يصيبني فشل كلوي، فقررت أن أستحمل الأعراض، ولكن يكاد الوسواس أن يقضي علي.

تناولت دواء اسمه دوجمانتيل 50 مليجرام، 3 مرات يوميا، ولكن أحس بتحسن لفترة ليست بالطويلة، وتعود الأعراض من جديد، وأتناول معه أيضا اوكسبرال اس ار، ولكن دون شفاء تام، وتعود الأعراض بعد فترة، فهل يوجد دواء بسيط لعلاج القلق والتوتر من النوع البسيط؟ ولا يكون قويا، أي لا يكون لشهور كثيرة، لو كا موجودا أرجو إفادتي باسمه لو سمحت.

أيضا أرجو من سيادتكم نصيحتي ماذا أفعل؟ هل أستمر على دوجماتيل مع أوكسبرال إس آر؟ أو أنتاول سيبراليكس؟ وما هي الجرعة لو تناولت دواء سيبراليكس؟ يعني 5 مليجرام أم 10 مليجرام؟ وكم المدة العلاجية؟ مع العلم أني قمت بشراء هذا الدواء، ولكن لم أتناوله لخوفي حتى الآن، أرجو من سيادتكم إفادتي وبسرعة الرد، حيث أني أريد أن أعيش حياتي الطبيعية مع زوجتي وأولادي، وشكرا جزيلا لك يا دكتور، ولله الحمد، أنا رجعت من العمرة وأواظب على الصلاة في أوقاتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وتقبل الله عمرتكم، وزادك أخي الكريم نورا وتقوى وفلاحا.

أيها الفاضل الكريم: لا أريدك أبدأ أن تنزعج أن هذه احالة قد رجعت لك بعد ثلاثة سنوات من العلاج السابق، بعض هذه الحالات تعاود الإنسان من وقت لآخر، ولكن لا تكون بنفس الشدة التي كانت مع النوبات الأولى، فالإنسان لديه القدرة على التعود والتكيف مع أمور كثيرة في الدنيا، ومنها هذه الحالات.

أريدك أولا أن تفكر في الوسواس القهري والخوف كنوع من الطاقات النفسية، وهي طاقة نفسية إيجابية، فالذي لا يوسوس لا ينضبط، والذي لا يخاف لا يحمي نفسه، والذي لا يقلق لا ينتج، لكن قطعا حين تتجاوز الحد المطلوب تسبب إشكاليات مرضية، وهذا لا ننكره أبدا.

أيها الفاضل الكريم: أبشرك بأن الأبحاث العلمية قطعت شوطا طويلا فيما يخص معرفة ما هي هذه العلل، وأصبح الآن التفكير البيولوجي عاملا رئيسيا للوساوس القهرية والخوف، أصبح مثبتا ولا مجال للشك، لذا تناول الأدوية ضروري، لكن أتفق معك في نفس الوقت أن الإنسان يتوجس من الدواء كثيرا، خاصة أن الكثير من الأدوية النفسية سيئة السمعة، إما لمفاهيم خاطئة، أو لسوء في استخدامها من جانب بعض المرضى، أو لعدم انضباط في الإرشاد من قبل بعض الأطباء.

أخي الكريم: الأمور -الحمد لله- على خير، وأنت رجل من الواضح أنك مهتم بصحتك ومتدقق، وتريد أن تعرف الحقيقة، وعلى ضوء ذلك أقول لك سلوكيا يجب أن تحقر الوسواس، وكذلك الخوف، وتتجاهلها وتستبدلها بفكر وفعل مخالف، كن دائما مواظبا على الفكر الإيجابي، وأقصد بذلك أن تتذكر إنجازاتك وتحاول تطور ذاتك، وتنظر إلى المستقبل بأمل ورجاء، هذا مهم جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي أفضل أن تتناول دواء له سمة علاجية، بمعنى أنه يساعد تماما في القضاء على الأعراض، وبصورة جيدة وواضحة، وبعد بناء القاعدة العلاجية لا مانع من استعمال الأدوية التي يمكن استعمالها عند اللزوم، ومنها الدوقماتيل مثلا.

السبرالكس دواء ممتاز وفاعل، وأفضله كثيرا؛ لأنه دواء ممتاز وغير إدماني وغير تعودي، وليس له ضرر على الهرمونات، لذا أفضل أن تتناوله لفترة لا تقل عن أربعة أشهر، هنا تكون بنيت قاعدة علاجية ممتازة، بعد ذلك في الحالات الخفيفة مثل القلق البسيط لا مانع من استعمال الدوقماتيل مثلا، فإذن ابدأ في تناول السبرالكس جرعة خمسة مليجرام، تناولها يوميا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها عشرة مليجرام يوميا، وأعتقد أن هذه الجرعة سوف تكون كافية بالنسبة لك، علما بأن جرعة السبرالكس يمكن أن تكون حتى ثلاثين مليجرام في اليوم، استمر على جرعة العشرة مليجرام لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم لمزيد من التحوط اجعلها خمسة مليجرام، يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بالنسبة للدوقماتيل يمكنك الآن تناوله بجرعة (50) مليجرام صباحا ومساء، -ليس ثلاثة مرات في اليوم- استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك اجعل الجرعة (50) مليجرام، أي كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، ولا مانع من تناوله عند اللزوم.

أخي: هنالك إضافات علاجية أخرى مهمة، منها ممارسة الرياضة، وكذلك ممارسة تمارين الاسترخاء، وهذه وسائل جيدة تجعل الإنسان يعيش حياته الطبيعية، بالنسبة لتمارين الاسترخاء إسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) يمكن الاسترشاد بها لمعرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بالصورة المطلوبة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات