السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من رائحة الفم والأنف منذ خمس سنوات، تظهر الرائحة مع الأنف عندما أبلع اللعاب، حتى بعد التنظيف بمعجون الأسنان، تظهر رائحة المعجون من الأنف، مع وجود بلغم ينزل من مؤخرة الحلق، ووجود طبقة بيضاء على اللسان.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف العلوي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تغير رائحة الفم من الشكاوى المتكررة لدى الكثيرين، ولكن تغير رائحة الأنف تكون لدى الأطفال، حيث يضعون أجساما غريبة في الأنف وتلبث مدة طويلة تتكاثر عليها البكتيريا، وتغير رائحة الأنف لدى الكبار في حالات قليلة جدا، حيث تحدث التهابات بالأنف، وتجمع الإفرازات الملونة، والتي تنزل من الأنف إلى الحلق عن طريق البلعوم، وتصل إلى الفم مسببة تغيرا في رائحته، وهو البلغم الذي تتحدث عنه، ولذا يجب معالجة أي التهابات في الجيوب الأنفية، والتي من شأنها تكون تلك الإفرازات، والبلغم الملون، وذلك باستخدام الغسول القلوي للاستنشاق والاستنثار (3) مرات يوميا، للتخلص من تلك الإفرازات، مع مضاد حيوي قوي لعلاج التهابات الجيوب الأنفية المتكررة، مثل سيبروباي، أو سيبروسين (500) مج، حبة كل (12) ساعة.
أما بخصوص الطبقة البيضاء المتكونة على اللسان، فغالبا ما تكون نتيجة وجود فطريات على اللسان، والتي تغير من رائحة الفم أيضا، ويمكننا علاج تلك الفطريات باستخدام ميكوناز أو داكتارين أورال جل (3) مرات يوميا.
هناك العديد من الأحوال التي تنبعث فيها من الفم رائحة كريهة، لكنها تكون مؤقتة وسرعان ما تزول، مثلا عند الاستيقاظ من النوم، أو المكوث لفترة طويلة في صمت، أو عندما تكون المعدة خالية لمدة طويلة -كما فى الصيام- ولذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حتى لا ننفر من هذة الرائحة: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) وكذلك عند تناول وجبات غنية بالبهارات أو البصل والثوم، أو تناول كميات كبيرة من القهوة، أو عند التدخين، أو الاختلاط بالمدخنين، في مثل هذه الحالات تكون رائحة الفم غير مستساغة لفترة من الوقت.
لا تشكل المعدة مصدرا أساسيا لرائحة الفم، كما كان يعتقد في الماضي؛ لأن المريء يكون منقبضا أغلب الوقت، ولا يسمح بمرور الغازات بسهولة من المعدة إلى الفم، ولكن في حال حدوث أي خلل في الصمام العضلي والمتواجد بين المريء والمعدة مسببا رجوع غازات وحمض المعدة إلى أعلى، يحدث تغير لرائحة الفم بسبب هذا الارتداد المريئي.
ويؤدي أي سبب من هذه الأسباب إلى تراكم البكتيريا في الفم، والتي تطلق غازات تحتوي على مركبات الكبريت، وهي المسئولة عن الرائحة النفاذة والغير مرغوب فيها، ويعد سطح اللسان مرتعا خصبا لهذه البكتريا؛ خصوصا في الجزء الخلفي منه، ويتطلب اللسان عناية خاصة خلال التنظيف اليومي، وهناك طرق عديدة لتجنب تغير رائحة الفم، منها:
- استخدام الفرشاة والمعجون مرتين يوميا (قبل النوم وبعد الاستيقاظ).
- استخدام السواك في تنظيف الأسنان، وتطهير رائحة الفم، لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) وحديث: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة).
- العناية بتنظيف سطح اللسان بفرشاة خاصة بذلك.
- استخدام الخيط السني لتنظيف منطقة ما بين الأسنان.
- تجنب التدخين والمدخنين.
- تنظيف الفم بعد شرب الحليب أو تناول أي من منتجات الألبان مباشرة،
ولو بالمضمضة، إلا اللبنة، فقد أشارت دراسات أنها من أسباب طرد الروائح الكريهة.
- مضغ علكة خالية من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم.
- استعمال المواد المعقمة للفم (مثل سوائل الغرغرة بطعم النعناع).
- الإكثار من تناول الخضرة والفاكهة.
وتوجد وصفات شعبية عديدة لطرد الرائحة الكريهة، منها: مضغ البعض من نبات البقدونس على أساس استخدامه كمعقم،
والله الموفق.