السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أشعر بأنني لا أستطيع أن أمشي إلي أي مكان لوحدي، أشعر بخوف وعدم راحة، حتى إنني في بعض الأحيان أتردد كثيرا لكي أدخل إلي محل وأشتري ما أريده، لا أشعر براحة إلا بوجود أحد معي.
إنني أيضا عند ذهابي إلى الجامعة لوحدي أشعر بخوف،
وفي نفس الوقت أشعر بخوف أيضا واحمرار في الوجه عندما أكون مع أصدقائي وزملائي، ولا أستطيع أن أتكلم معهم براحة.
بسبب ذلك لا أحب الخروج من البيت كثيرا، وقد حاولت أن أغير من نفسي ولكني لم أستطع ، وأفكر أحيانا هل قد يكون هذا كله بسبب أنني خجولة كثيرا؟
علما أيضا أنني أشعر براحة في الأماكن الضيقة أكثر من الأماكن الواسعة.
أتمنى أن تساعدوني إن شاء الله، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
نشكرك على رسالتك الواضحة جدا، والتي أشرت فيها لعرضين مهمين، ناتجهم من أفضل المعايير الطبية لحالة نفسية معينة.
أنت ذكرت أنك تحسين أكثر ارتياحا في الأماكن الضيقة بعكس الأماكن المتسعة، كما أنك تحسين بخوف شديد حين تكونين لوحدك، ولذا تفضلين الجلوس في البيت.
هذا أيتها الفاضلة الكريمة هو نوع من الرهاب أو الخوف يسمى برهاب الساحة، وكان في ما مضى يسمى برهاب السوق أو التسوق، أو الأماكن المتسعة، وهو نوع من القلق النفسي، وعلاجه -إن شاء الله تعالى- سهل، يعالج عن طريق الأدوية، وكذلك ما يسمى بالعلاج السلوكي، أنت لم تذكري عمرك لأن الأدوية من اشتراط وصفها أن يكون عمر الإنسان معلوما، فإذا كان عمرك عشرين سنة أو أكثر فلا مانع من أن تتناولي الدواء.
أفضل دواء عقار يعرف باسم لسترال، واسمه الآخر زولفت، واسمه العلمي سيرتللين وجرعته هي نصف حبة أي خمسة وعشرون مليجراما، يتم تناولها ليلا، لمدة عشرة أيام بعد ذلك ترفع إلى الجرعة إلى حبة كاملة، ويكون الاستمرار عليها لمدة شهر، وبعد ذلك ترفع الجرعة حبتين أي (100) مليجرام يتم يتناولها ليلا، ولمدة ثلاثة أشهر ثم تخفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
هذا سليم جدا وفعال، وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمون النسوية، وسوف تحسين بفاعليته الحقيقية بعد ستة أسابيع من بداية العلاج.
السبل العلاجية الأخرى هي تحقير فكرة الخوف والإصرار على المواجهة واقتحام مصادر الخوف، أولا حقريها في ذهنك ثم بعد ذلك حقريها تطبيقا والتحقير في الذهن يكون من خلال أن تحليل هذا السلوك لماذا الخوف الناس كلها تخرج، والإنسان حين يكون لوحده أو في معية الآخرين هو أصلا في حفظ الله ورعايته وهكذا.
هذا النوع من النمط التفكري يساعدك جدا، وحاولي أن تتحيني المناسبات الطيبة مثل حضور المحاضرات والدروس والمشاركة في حلقات تلاوة القرآن، وهذه تعطي شعورا كبيرا وطمأنينة.
يوجد أيضا تمارين تسمى تمارين الاسترخاء وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) يمكن الرجوع إليها، والاسترشاد بالتوجيهات الموجودة في هذه الرسالة، والتي توضح بصورة مبسطة لتطبيق تمارين الاسترخاء فأرجو أن تكوني حريصة عليها.
اجعلي حياتك ملآ بالأنشط، وتغير نمطها وكوني إيجابية في تفكيرك، وإذا استعطت الذهاب إلى الطبيب النفسي هذا أيضا جيد وممتاز .
لمزيد الفائدة يراجع العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 )،.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.