بعد فشل التجربة الأولى أخاف أن أفشل مرة أخرى !!

0 290

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

الإخوة الفضلاء: أعاني من خوف وقلق من تكرار التجربة السابقة، وهي كالآتي: حصلت على معدل مرتفع في الثانوية، مما أهلني للحصول على منحة دراسية إلى دولة المجر، رفضت المنحة لأني فتى ملتزم وأخاف الانحراف، ولأني قد قطعت شوطا كبيرا في تعلم الإنجليزية، ولا أرغب في تضييع الوقت بتعلم لغة أخرى، ولكني لم أحصل على أي بديل فسافرت، ساءت ظروفي وتكدر مزاجي بمجرد الوصول حين اكتشفت أن الدراسة قد بدأت قبل ثلاثة أشهر، دخلت في الدراسة فكنت لا أفهم شيئا بسبب اللغة، والطلاب قد أمضوا ثلاثة أشهر، بعدها أصبت بحالة من القلق والتوتر الدائمين، كنت لا أستطيع النوم أبدا، وقلت لدي الشهية للطعام، وأشعر بصداع شديد، وشعور بالضيق والملل، والتشتت الذهني وضعف التركيز، استمريت على هذا الحال 4 أشهر، وقد نزل وزني 8 كيلو، وبدأت في رأسي أفكار وسواسية بالانتحار، عندها قررت أن أعود إلى بلدي، عدت واستقبلني الأهل والأصدقاء باللوم والذم والتهم بالفشل وضعف الشخصية، مما زاد من تعبي.

عرضت نفسي على دكتور نفساني، وشخص حالتي بالاكتئاب، وأعطاني دواء (citoless) تحسنت حالتي كثيرا -والحمد لله- دخلت منافسة لإحدى المنظمات الخيرية، وحصلت على منحة إلى إحدى الدول العربية، المشكلة أنه الآن ومع اقتراب موعد السفر أصبح عندي قلق شديد وخوف، أشعر بأن التجربة السابقة سوف تتكرر، مع علمي باختلاف الظروف، هذا القلق ملازم لي، أخاف أن تتكرر التجربة الأولى، أخاف أن أعود للأرق والتعب وضعف التركيز، فبماذا تنصحونني؟

السؤال الآخر: هل القلق الذي أصابني بسبب ضعف شخصيتي؟ أم هو مقدر من الله ولا دخل لي به؟ خاصة وأني كنت أدعو الله قبل السفر أن يصرف عني كل ما يفسد علي ديني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

حالة القلق التي حدثت لك حين سافرت إلى المجر ليست نتيجة لضعف شخصيتك، وكان من الواضح أن هناك ظروفا غير مواتية، ظروفا سلبية تؤثر في كل إنسان، أنت وصلت متأخرا ثلاثة أشهر، وكما ذكرت أصلا لم تكن لك رغبة في الذهاب إلى هذا البلد، لاختلاف اللغة، وأنت بدأت في تعلم اللغة الإنجليزية، وكان من المفترض أن تستفيد منها، فالذي حدث لك في علوم النفس والسلوك نسميه بعدم القدرة على التواؤم، وعدم القدرة على التكيف، وهذه حالة معروفة، وأنا أعتقد أنك قد أخذت القرار الصحيح برجوعك إلى بلدك.

ما نعتك به الأهل من ضعف في شخصيتك وإيقاع اللوم عليك، أعتقد أن هذا أمر يجب أن تتحمله، وأن تجد لهم العذر في ذلك، هم لم يقدروا الظروف ولم يقدروا حجم الآلام النفسية التي كنت فيها، فيجب أن لا تلومهم أيها الفاضل الكريم، وأرجو أن تجد لهم العذر.

التجربة هذه -أي تجربة السفر للمجر ثم الرجوع- بالرغبة من سلبياتها، أنا لا أريد لك أن تنظر إليها هكذا دون فائدة، هي خبرة، والخبرة دائما تفيد الإنسان، وأنت -الحمد لله تعالى- فتح أمامك باب الخير، وهو أن تذهب إلى إحدى الدول العربية وتواصل دراستك، الظروف مختلفة تماما، سوف تجد -إن شاء الله تعالى- من تتحدث معه سوف تجد من تصلي معه، الرفقة الطيبة متوفرة ولن تواجهك مشكلة في اللغة، هذه الظروف مختلفة تماما، فأرجو أن تذهب للدراسة في هذه الدولة العربية بكل إقدام وبكل تفاؤل وبكل آمل ورجاء، وأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأنا على ثقة كاملة أنه لن تواجهك أي مشكلة.

الصعوبات البسيطة التي ربما ستواجهك حين تصل، هو فيما يخص السكن وغيره، وهذه -إن شاء الله تعالى- سوف تترتب، لا تنزعج أبدا للصغائر، وتأكد -يا أخي الكريم- أن الذي لا يقلق لا ينجح، القلق مطلوب كطاقة مهمة من أجل التحفيز والتحضير للنفس والجسد والفكر وهكذا.

أنا أفضل أيها الفاضل الكريم أن تستمر على مضاد الاكتئاب الذي وصفه لك الطبيب، استمر عليه لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وبعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناوله، قصدي من هذا هو أن تكون في حالة تواؤم أفضل، وأنا لست متخوفا من تجربتك القادمة، أرى كل مؤشرات النجاح سوف تكون فيها، والذي حدث لك في المجر مختلف تماما عن ظرفك الحالي، انظر إلى الحياة بقوة وبأمل ورجاء، ودائما اسأل الله تعالى أن ييسر أمرك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات