هل النسبة العالية لدواء الديباكين في الدم يمكن أن تؤثر على المريض؟

0 864

السؤال

لي أخت عمرها (15) عاما، تعاني من تشنجات منذ (10) سنوات، وهي بعمر 5 سنوات، وأهلي قد راجعوا بعض الأطباء، ولكن لم يتابعوا وينتظموا في الدواء، مما أدى إلى تفاقم حالتها إلى أن أصبحت تتشنج مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، وقد أخذت في السابق ديباكين لوحده، ثم ديباكين مع تيراجتول، ولم تتحسن (ديباكين ليس كرونو).

تم عرضها مؤخرا على دكتور جراحة الدماغ والأعصاب، وعملنا فحص رنين مع تخطيط دماغ، فتبين أن عندها شحنات زائدة في الدماغ، ووصف لها ديباكين كرونو (500) ثلاث مرات في اليوم، ولم تتحسن، واستمرت التشنجات بشكل يومي، وتمت مراجعته بعد شهر مع فحص نسبة الدواء في الدم، وكانت (164) بينما يجب أن تكون بين (50) إلى (100) ثم أضاف الطبيب إلى ديباكين كرونو (500x3) أبانيوتيل (100) ثلاث مرات في اليوم، فتحسنت عليه، ولكن ظهر طفح جلدي وانتفاخ في الوجه والأذنين، مع احمرار وحرارة بعد (12) يوم من أخذ الدواء, بعد الاتصال بالطبيب قام بإيقافه وإعطائها لاميكتال (50) مرتين باليوم، مع كرونو -والحمد لله- ذهبت التشجنات واستقرت حالتها.

سؤالي: هل النسبة العالية لدواء الديباكين في الدم يمكن أن تؤثر عليها؟ وهل هذا المزيج من الدواء مناسب على المدى البعيد؟ وهل من حل أو علاج لضعف تركيزها وسرعة النسيان؟ على سبيل المثال تنسى الرقم ولا تستطيع أن تكتب أكثر من اسمها.

نأسف على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أختك، والتي نسأل الله لها الشفاء والعافية.

أخي: كما تعرف أن هذه التشنجات أو زيادة كهرباء الدماغ كما يسميها البعض، هي دليل قاطع على وجود بؤرة صرعية، والصرع له عدة أنواع، وبفضل من الله تعالى نستطيع أن نقول أن علاج الصرع الآن ينجح بنسبة (85%) وهذه نسبة عالية جدا حين نقارنها مع كثير من الأمراض والعلل الطبية، وشروط نجاح العلاج تتمثل في الآتي:

أولا: أن تكون جرعة الدواء صحيحة، وأن يكون نوع الدواء هو الدواء الموجه لذلك النوع من الصرع، جرعة الدواء تحسب حسب وزن المريض، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لا بد أن يكون هنالك التزام قاطع لتناول الدواء في وقته، فالأدوية عندها ما يسمى بالعمر النصفي، أي مدة فعاليتها وبقائها في الدم محدود الساعات، وكل دواء له عمره النصفي الذي يميزه، وعلى هذا الأساس يجب أن تحسب الجرعة، فكثيرا ما يتناول الناس بعض الأدوية حبة ثلاث مرات في اليوم، ونحن كأطباء كثيرا ما نخطئ ونصف الوصفة هكذا، والمفروض أن تكون حبة كل ثمان ساعات، إذن هي ثلاث مرات في يوم، لكنها وزعت بطريقة تضمن أن العمر النصفي للدواء سوف يكون كافيا للتغطية الكاملة للبناء الكيميائي وهكذا، وهذه يا أخي الكريم ملاحظات بسيطة لكنها مهمة جدا.

أرجع مرة أخرى إلى موضوع أختك وأقول لك: أن الارتفاع الذي حدث في نسبة الدباكين في الدم ليس له أثر سلبي -إن شاء الله تعالى- أبدا، وهو ليس ارتفاعا شديدا، كما أن الوقت الذي سحب فيه الدم قد يؤثر على مستوى الدواء في الدم، مثلا إذا تم سحب الدم ساعة إلى ساعتين بعد تناول المريض للدواء، هذا قد يعطينا نسبة مرتفعة للدواء في الدم وهكذا، فلا تنزعج أخي الكريم لهذا الأمر.

التوجه المهم الآن في علاج الصرع ألا تحدث تشنجات، ويمكن للمريض أن يتناول حتى ثلاثة أدوية في اليوم، هذا لا مانع فيه، هناك أدوية الخط الأول، وهنالك أدوية الخط الثاني، وهنالك أدوية الخط الثالث، وهنالك أدوية للحالات المعقدة، إذن علاج أختك الآن -حفظها الله- تتناول اللامكتال كبديل للدباكين، واللامكتال دواء ممتاز وفاعل جدا، أسأل الله تعالى أن ينفعها به، ولاشك أن حرصها على تناول أبانيوتيل مع اللامكتال أعتقد أنه سيكون كافيا، فقط الالتزام بالشروط العلاجية التي ذكرناها فيما يخص تعاطي الأدوية، والمهم جدا هو المتابعة، والمتابعة يجب أن تكون مع طبيب باطني مختص في أمراض الأعصاب، هذا هو التخصص الذي سوف تستفيد منه هذه أختك، مع ضرورة المتابعة، وهنالك فحوصات دورية سوف يقوم بها الطبيب.

بالنسبة لموضوع التركيز وسرعة النسيان، يعرف أن مرضى الصرع حوالي (30 -40%) منهم لديهم مشكلة حقيقية في التركيز، وهذا قد يكون ناتجا من الخلل الدماغي الذي نتج من البؤرة الصرعية، أو من الأدوية، أو أن النشاط الصرعي زائد، كثيرا من الأنشطة الصرعية تكون متواجدة داخل الدماغ دون أن تظهر تشنجات، وهذه تفوت على الكثير من الناس، لذا نحن نقول دائما تناول الدواء بجرعة صحيحة مهم جدا لإجهاض هذه التشنجات إذا كانت ظاهرة أو غير ظاهرة، وانتظام أختك على العلاج وبصورة صحيحة سوف يؤدي إلى تحسن التركيز لديها.

لا بد أن أكون صادقا وأمينا معك، أن الأبانيوتيل ربما يكون دواء غير مناسب إذا كان هنالك ضعف حقيقي في التركيز، أرجو أن لا تنزعج لهذه النقطة أبدا، يتحكم الدواء في التشنجات، هذه إضافة إيجابية جدا، لكن قطعا الأبانيوتيل إذا كان هنالك ضعف شديد في التركيز قد لا ننصح به، ولا بد أن يستبدل بدواء آخر، لا تنشغل لهذه النقطة، فهي معلومة لدى الأطباء، التركيز إذن يتحسن من خلال إجهاض النوبات وعدم حدوثها، وأن تتاح لهذه الابنة الفرصة للتواصل، التواصل داخل المنزل، وأن نعطيها بعض المهام، وأن نجعلها تقرأ وتتطور معرفيا، وأن نناقشها ونشعرها بكينونتها، إذن لا بد أن يكون هنالك نوع من الاستشعار المعرفي لها، وتطوير المهارات، من خلال ذلك -إن شاء الله تعالى- يتحسن تركيزها كثيرا، ويجب أن لا تتعامل كمعاقة أبدا، لأنها ليست معاقة حقا، يجب أن تعيش حياة طبيعية جدا، نوجهها حين يكون التوجيه واجبا، ونثني عليها حين تقوم بفعل إيجابي، وأن تتفهم مرضها بلغة بسيطة ومبسطة، هذا يفيدها جدا ويجعلها أكثر التزاما بتناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ونسأل الله لها العافية والشفاء، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات